فشل إطلاق اول شركة طيران "حلال" في المملكة المتحدة


الاثنين 27 يوليو 2020 | 02:00 صباحاً
العقارية

كان رائد الأعمال البريطاني المسلم كازي رحمن، أعلن منذ أكثر من عام عن استعداده لإطلاق نوع جديد من الرحلات الجوية من خلال تأسيس أول شركة طيران متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية في المملكة المتحدة. وقال رحمن هذا المشروع، قائلاً: "كُنا مضطرين لتعليق كافة أنشطتنا بهذا الصدد. لقد خاب أملنا، لافتقارنا للسيولة لتحقيق هذا المشروع".وكان كازي رحمن قد أكمل استعدادته لإطلاق شركة فرناز إيرويز في شهر مارس 2019 بعد عدة أعوام من جمع الأموال وجهود الترويج والدعاية.وكشف كازي رحمن، نجم الوثائقي الشهير "كيف تؤسس شركة طيران" في المملكة المتحدة عن الدروس التي استقاها من إلغاء مشروع شركة فرناز إيرويز، وخططه للعودة إلى القطاع بشكل أقوى من أي وقت مضى لتأسيس شركة خدمات سفر وسياحة. وتضمنت خطط رحمن لشركة الطيران الملتزمة بمعايير الحلال، التي استأجرت طائرة واحدة من طراز جيت ستريم 31 تضم 19 مقعداً، عدم تقديم أي مشروبات كحولية وتقديم الوجبات الحلال، فضلاً عن ارتداء طاقم الطائرة للملابس المحتشمة.غير أنّ آمال نجم الوثائقي البريطاني "كيف تؤسس شركة طيران"، البالغ من العمر 34 عاماً، ببناء شركة طيران بعيدة المدى تلاشت بعد إخفاقه في تأمين أي مسارات جوية برغم جمعه لأكثر من 440 ألف دولار أمريكي من خلال شبكته الخاصة وبمساعدة منصة يوريكا لجمع الأموال، التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً لها.وفي وقت لاحق، واجهت الشركة مشاكل إضافية عندما عانت من صعوبات في صيانة الطائرة وتضاؤل التمويل القادم من المستثمرين. وتعليقاً على الخطوات التي يمكن أن يتخذها لإنجاح المشروع، قال كازي رحمن، الرئيس التنفيذي للشركة: "لقد تعلّمت الكثير من هذا المشروع. حيث برزت معظم المشاكل بسبب شح التمويل. وأدركت بذلك أهمية توفير السيولة الكافية، حيث ظننت في بداية المشروع أنّه بإمكاني جمع بعض التمويل والاستفادة منه إلى أقصى مدة ممكنة. وتُعتبر السيولة شريان الحياة لجميع الشركات بما في ذلك قطاع الطيران، إذ ينبغي علينا أن نكون أكثر حذراً، ونضمن وجود تمويل احتياطي على الدوام.كما تعلّمت بأنّ وجود فريق قوي يؤمن برسالة الشركة أمر في غاية الأهمية، وبالتالي، لا بد من تشكيل فريق قادر على ابتكار الحلول". وبعد الاستفادة من هذه الدروس، صرّح رحمن بأنّه يعتزم تحويل شركته إلى مزود لخدمات السفر بدلاً من كونها شركة طيران تقليدية.وأضاف في هذا الصدد: "أنا رائد أعمال وأود أن أحقق النجاح، واستطعت الحصول على دعم أشخاص يؤمنون بقدراتي. وهم يتوقعون الحصول على عائد على استثماراتهم، وما زلت أعتزم تحقيق غايتهم".وأردف بقوله: "بإمكاني الاستسلام وإلغاء المشروع، غير أنّنا قررنا الاستمرار وأعدنا تقييم نموذج العمل الذي لدينا".وعقب تنظيم مجموعات تركيز للاطلاع على مدى الاهتمام بفكرة المشروع، أشار رحمن بأنّه ينوي إطلاق وكالة خدمات سفر تقدم خدمات حلال بالكامل في غضون الأشهر الثلاثة أو الستة المقبلة.وقال رحمن: "أدركنا بعد النكسة السابقة بأنّ هذا ما نحتاج إلى القيام به، وهي استراتيجية قليلة التكلفة لمساعدتنا على تحديد توجهاتنا المستقبلية.وتُعتبر المرونة من أهم العوامل التي تُتيح لنا البقاء في عالم الأعمال، فضلاً عن قُدرتنا على إعادة وضع استراتيجيات جديدة. وكان علينا أن نعيد وضع فكرة تناسب الوضع الحالي.أخفقت الكثير من شركات الطيران في الاستمرار وأعلنت إفلاسها بسبب جائحة كوفيد-19. وهذه فكرة مخيفة بالنسبة لي، لا سيما دخول قطاع يواجه صعوبات بالغة حالياً".السياحة الحلاليطمح رحمن إلى الاستفادة من التوقعات الإيجابية لقطاع السياحة الحلال على المدى البعيد، برغم التراجع الحالي الكبير في أنشطة سوق السفر العالمي.وبحسب تقرير واقع الاقتصاد الإسلامي 2018-2019، يتوق المسافرون المسلمون حول العالم إلى خوض تجارب السفر، في توجه يدفع نحو النمو الهائل للقطاع. وقبيل تفشي الجائحة، كان التقرير قد توقع نمو الإنفاق الإسلامي إلى 274 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2023 من 177 مليار دولار أمريكي في عام 2017.وأوضح رحمن بأنّ شركة فرناز إيرويز بحلّتها الجديدة ستقدم عروض سفر متكاملة وفاخرة ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية. وتعتزم الشركة استئجار طائرة فاخرة بأبعاد تتراوح بين 30-65 قدماً لتسيير رحلات جوية إلى مواقع متوافقة مع مبادئ السياحة الحلال في أوروبا، كما ستوفر عروضاً فندقية وخدمات المساعدين الشخصيين والترفيه المباشر أثناء الرحلات، فضلاً عن تنظيمها لجولات ضمن المدن.وكشف رحمن أيضاً بأنّ أنشطة الشركة الجديدة ستُركز على الأشخاص ذوي الملاءة المالية العالية في كُلّ من الدول الإسلامية والآسيوية.وستقدم الشركة خدماتها ضمن ثلاث فئات هي: الطيران فقط، الطيران والإقامة، وخيار الشخصيات البارزة، الذي يشمل خدمات المساعدين الشخصيين والجولات بمرافقة المرشدين السياحيين.وأضاف في هذا الصدد: "نود تصميم خدماتنا لتلبي متطلبات المسافرين في قطاع السياحة الحلال، وهذا ما سيُمثل نقطة قوتنا، إذ أن الناس يتوقون للاستفادة من هذا النوع من الخدمات. وتُمثل كل باقة عروض نصممها منتجاً فاخراً وتجربة متكاملة".وأوضح قائلاً: "من المرجح أن تتراوح تكلفة الباقة الواحدة ما بين ألفين وثلاثة آلاف جنيه إسترليني. وهذا مستوى الخدمة الذي نطمح لتقديمه لعملائنا. وتستهدف خدماتنا شرائح محددة من العملاء، وهي منتجات يصعب تسويقها، غير أنّ هناك مجموعة محددة من المسافرين الذين يتطلعون للاستفادة من هذا النوع من الخدمات.واختتم رحمن بقوله: "ننوي إطلاق أولى رحلاتنا في عام 2021. وبرغم تسرعنا في اتخاذ القرارات سابقاً، نعتزم تأدية مهامنا على أكمل وجه هذه المرة. وأعتقد أنّنا قادرون على تحقيق هدفنا".