احتلت مصر المرتبة التاسعة عالميا في مؤشر تلوث الهواء، وذلك ضمن أحدث تصنيف أمريكي لنقاوة الهواء في أكثر من 100دولة حول العالم، في الوقت الذي جاء العراق في المرتبة الثانية عالميا والأولى عربيا بمؤشر تلوث الهواء، على المقابل حلت آيسلندا بالمرتبة الأولى في ترتيب الدول بالهواء النقي.
مصر التاسعة عالميا في مؤشر تلوث الهواء
وبحسب مسح عالمي سنوي أجرته شركة سويسرية لتصنيع أجهزة تنقية الهواء، فقد جاءت النتائج صادمة على مستوى الدول العربية، حيث جاءت 4 دول عربية في قائمة أكثر 10 دول تلوثا حول العالم، ما يعكس تدهور مستوى نقاوة الهواء بشكل واضح في الوطن العربي بالسنوات الخيرة.
ويقيس مسح IQAir مستويات جودة الهواء بناءً على تركيز الجسيمات المحمولة جواً التي تضر بالرئة والمعروفة باسم PM2.5، حيث يتم الاستشهاد بمسحها السنوي على نطاق واسع من قبل الباحثين والمنظمات الحكومية.
ويبحث تقرير آي كيو إير في عدد المدن حول العالم التي استوفت معايير جودة الهواء التي وضعتها منظمة الصحة العالمية من خلال النظر في متوسط التركيز السنوي للجسيمات الصغيرة والخطرة المحمولة في الهواء المعروفة باسم PM2.5 - وهي واحدة من ستة ملوثات يجري مراقبتها وتنظيمها من قبل الوكالات البيئية بسبب “التأثيرات الكبيرة على صحة الإنسان والبيئة”، بحسب التقرير، حيث توصي منظمة الصحة العالمية بألا يتجاوز متوسط قراءات PM2.5 السنوية 5 ميكروجرام لكل متر مكعب. ويبلغ متوسط تركيز PM2.5 في مصر 8.5 أضعاف المبادئ التوجيهية السنوية لمنظمة الصحة العالمية حول نوعية الهواء.
العراق ثاني أكثر دول العالم تلوثا
وذكر التقرير الذي نشرته شركة IQAir وفق جداول ان “العراق الذي يبلغ عدد سكانه 43,533,592 مليون نسمة جاء بالمرتبة الثانية كأكثر دول العالم تلوثا حيث تدهورت جودة الهواء في العراق إلى 80.1 ميكروغرامًا من جزيئات PM2.5 لكل متر مكعب من 49.7 في عام 2021”.
ترتيب أكثر دول العالم تلوثا
وعلى الصعيد العالمي، جاءت تشاد بالمرتبة الأولى بأكثر دول العالم تلوثا بواقع 89.7 ميكروغرامًا من جزيئات PM2.5 لكل متر مكعب، وجاءت باكستان بالمرتبة الثالثة بـ 70.9 ميكروغرامًا، وجاءت البحرين رابعا بـ 66.6 ميكروغرامًا.
ومن ثم جاءت بنغلاديش خامسا بـ 65.8 ميكروغرامًا وجاءت بوركينا فاسو بالمرتبة السادسة بـ 63 ميكروغرامًا، وجاءت الكويت سابعا بـ 55.8 ميكروغرامًا، والهند ثامنا بـ 53.3 ميكروغرامًا، وومصر تاسعا بـ 46.5 ميكروغرامً، وعاشرا جاءت طاجكستان وبواقع 46 ميكروغراما، فيما تذيلت غوام الدول باقل تلوثا بـ 1.3 ميكروغرامًا.
أكثر عواصم العالم تلوثا
ووفقا لـ IQAir فان مدينة لاهور جاءت في المرتبة الأولى لأكثر عواصم العالم تلوثا بـ 97.4 ميكروغرامًا تبعتها مدينة هوتان الصينية ثانيا بمستويات عند 94.3 ميكروغرامًا،ط.
تليها ثالثا بهيوادي الهندية، وبلغت مستويات التلوث فيها 92.7 ميكروغرامًا، وتبعتها دلهي الهندية ايضا عند 92.6، ميكروغرامًا، ثم بيشاور الباكستانية بمستويات 91.8 ميكروغرامًا.
وبدورها حافظت القاهرة على ترتيبها في المركز العاشر من بين أكثر عواصم العالم تلوثا بقراءة PM2.5 بلغت 42.5 مقارنة بـ 47.4 في العام السابق. حيث كانت القاهرة خامس أكثر المدن تلوثا للهواء في أفريقيا، مما يعد تحسنا عن العام الماضي الذي احتلت فيه المركز الثالث.
تحذيرات هامة
وأشارت المنظمة إلى أن «الغالبية العظمى من البلدان تفشل في تلبية هذا المعيار في ما يتعلق بجسيمات (بي إم 2.5)، وهو نوع من البقع المجهرية من السخام التي يقل عرضها عن شعرة الإنسان».
ورغم اعتراف المنظمة السويسرية، التي تستمد بيانات من أكثر من 30 ألف محطة مراقبة حول العالم، بأن هواء العالم أصبح عموماً أنظف بكثير مما كان عليه في معظم القرن الماضي، فإنها قالت «لا تزال هناك أماكن تكون فيها مستويات التلوث خطيرة بشكل خاص».
وأكدت أن «التصنيفات التي تصدرها بعض المواقع الإلكترونية التجارية لا أساس لها من الصحة ولا يعتد بها كمصدر علمي لتصنيف دول العالم لعدم تطابق طريقة القياس وعدم تطابق المعايير التي يتم الاسترشاد بها، فلكل دولة معايير وطنية يتم اختيارها واعتمادها ونشرها بقرارات ولوائح تنظيمية حكومية وفقاً للظروف الوطنية والموقع الجغرافي لكل دولة».
تحسن طفيف
في النهاية، جاء أداء مصر في العامين الماضيين بعيدا عن عام 2021 الذي احتلت فيه المركز السابع والعشرين بين أكثر الدول تلوثا في العالم في عام 2021 من بين 117 دولة شملها المسح، حيث بلغت القراءة السنوية لمؤشر PM2.5 عند 29.1، حسبما ذكرت شركة آي كيو إير حينها.
ووصف التقرير بأن مصر ليست الدولة الوحيدة التي لا تفي بمعايير منظمة الصحة العالمية من حيث جودة الهواء، حيث نجحت عشرة فقط من أصل 134 دولة ومنطقة شملها الاستطلاع في تحقيق معايير نوعية الهواء التابعة لمنظمة الصحة العالمية في عام 2023 من خلال تسجيل قراءة PM2.5 أقل من نطاق 5 ميكروجرام لكل متر مكعب - من 13 دولة العام الماضي، بحسب التقرير.