تقدم النائب أحمد عبد السلام قورة عضو مجلس النواب عن محافظة سوهاج وعضو الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن، بطلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب لتوجيهه إلى الدكتور مدبولي رئيس مجلس الوزراء والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى والدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم، بشأن رسوب أعداد كبيرة بكليتى الطب والصيدلة بجامعة سوهاج.
مشروع تطوير التعليم
ووجه قورة، انتقادات حادة الى الحكومة لعدم قدرتها وقصورها الشديد في تنفيذ سياسة الدولة ومواكبة وتنفيذ توجيهات القيادة السياسية التي أولت ملف التعليم أهمية خاصة من خلال دعم مشروع تطوير التعليم في مراحله المختلفة لضمان الموائمة بين مخرجات التعليم وسوق العمل.
الحقوق الدستورية المكفولة للمواطنين
وأكد "قورة" في طلب الإحاطة، أنه بالرغم من الاهتمام غير المسبوق من الدولة بقيمة وأهمية التعليم باعتباره من أهم الحقوق الدستورية المكفولة للمواطنين بهدف بناء الشخصية المصرية للحفاظ على الهوية الوطنية وتأصيل المنهج العلمي في التفكير وتنمية المواهب وتشجيع الابتكار، وترسيخ القيم الحضارية والروحية وإرساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز وعلى الرغم من أن القيادة السياسية قد أولت هذا الملف أهمية خاصة، من خلال دعم مشروع تطوير التعليم في مراحله المختلفة، لضمان الموائمة بين مخرجات التعليم وسوق العمل، إلا أننا نلاحظ قصورًا حادًا في تنفيذ سياسة الدولة في هذا الاتجاه.
ودلل "قورة" على هذا القصور من خلال زيادة حالات الرسوب بين الطلاب الدارسين بكليتى الطب والصيدلة في جامعة سوهاج على سبيل المثال وما تناولته وتداولته منصات الإعلام الإلكترونية أخبارًا عن زيادة في حالات الرسوب بين طلاب المرحلة الأولى من كليتى الطب والصيدلة والذين من المفترض أنهم التحقوا بهذه الكليات نتيجة لنجاحهم وتقدمهم الصفوف في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي.
مرحلة الثانوية العامة
وأشار "قورة" إلى إن هذا الرسوب يؤكد على أن نجاح هؤلاء الطلاب في مرحلة الثانوية العامة لم يكن نجاحًا موضوعيًا، وإنما كان نجاحًا شكليًا، ومرجعه إما إلى اجتياز هؤلاء الطلاب للامتحانات عن طريق الغش، أو عدم موائمة مخرجات التعليم ما قبل الجامعي مع متطلبات الدراسة الجامعية مشيرًا إلى أننا بدأنا نلاحظ انتشار حالات أمية بين صفوف المتعلمين فبات طلاب الجامعات يتخرجون من كلياتهم، وبضاعتهم كاسدة، ومستوى تحصيلهم الأكاديمي ضعيف جدًا، وأن نجاحهم كذلك معزو إلى واحد من اثنين إما بسبب الغش، وإما بسبب سوء التقييم والذي يتسبب في نجاح طلاب لا يستحقون النجاح، لفقدانهم أبسط مفاهيم العلوم التي عكفوا على دراستها أثناء سنوات الجامعة.
وتساءل النائب أحمد عبد السلام قورة قائلًا الى متى ستخرج مدارسنا وجامعاتنا طلابًا منفصمين علميًا عن واقع سوق العمل؟، وكيف للمواطن العادي أن يأمن للطبيب، أو المهندس، أو القانوني، أو المعلم، الذي تخرج من جامعته، وهو لا يحمل المفاهيم الموضوعية الصحيحة لمجال التخصص الذي درس فيه؟
وقال "قورة": إننا نواجه مشكلة مركبة ومتشعبة، وليس لها سبب محدد، وإنما هي نتيجة لتراكم عدة مشكلات، بدأت من تصفية طلاب الثانوية العامة، وتخريج أعداد غير مؤهلة للدراسة الأكاديمية، مما يؤدي إلى التحاق آلاف من طلاب الثانوية العامة سنويًا بالجامعات، من غير أن يكون لدى أي منهم أوليات فهم الدراسة الأكاديمية التي تعينهم على استمرار المسير في الدراسة الجامعية، واجتياز مراحلها بنجاح ودون إخفاقات، ومن غير أن يتم عمل تصفية للطلاب المتقدمين للدراسة في كليات الجامعات، عن طريق إجراء اختبارات لهم للوقوف على مدى جدارتهم للدراسة في هذه الكليات، بما يضمن تقدمهم في دراستهم الجامعية، وهو ما ينعكس بالإيجاب على اقتصاديات التعليم التي تأثرت بالسلب نتيجة لتضخم الإنفاق على التعليم الجامعي بغير طائل وبغير فائدة أو جدوى نتيجة التحاق كثير من الطلاب للدراسة في كليات الجامعات المصرية الحكومية من غير الجديرين بدعم الدولة للتعليم الحكومي.
وأشار "قورة" إلى أن هناك سببًا آخرًا متمثلًا في فقدان الاتصال بين أجهزة الدولة بعضها بالبعض، وبينها وبين النقابات المهنية ذات الصلة بالتخصصات العلمية التي تمنح فيها كليات الجامعات درجات علمية، لكي يتم دراسة احتياجات السوق وتطوراته، لكي يتسنى تخريج كوادر قادرة على التعامل مع هذه الاحتياجات وتلبيها، وتمكين خريجي الجامعات من الانخراط في سوق العمل بشكل فعال.
نزاهة العملية التعليمية في مرحلة ما قبل الجامعة
وأكد ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحتياطية اللازمة لضمان نزاهة العملية التعليمية في مرحلة ما قبل الجامعة، وتقييم الإجراءات الحالية وتحليل الأخطاء الإجرائية التي وقعت وكان من نتيجتها زيادة معدلات الرسوب بين طلاب الكليات العملية في بعض جامعات مصر على سبيل المثال جامعتى سوهاج وأسيوط.
كما أكد " قورة " على ضرورة ضمان التنسيق الفعال بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التربية والتعليم، وبين الجهات ذات الصلة، بما يكفل تحقيق المواءمة بين مخرجات التعليم الجامعي وقبل الجامعي مع متطلبات سوق العمل.
وشدد "قورة" على ضرورة دراسة تكليف الحكومة باقتراح قانون بإنشاء مجلس قومي للتعليم والبحث العلمي، برئاسة رئيس مجلس الوزراء، يضم في عضوية مجلسه ممثلين عن الوزارات ذات الصلة بالتعليم والبحث العلمي، والثقافة، والمالية، وممثلين عن النقابات المهنية، وعن بعض الجامعات والمعاهد العلمية ومراكز البحوث، وهيئات الجودة والاعتماد، وأن يكون من ضمن اختصاصات هذا المجلس رسم السياسة العامة للدولة في مجال التعليم والبحث العلمي ووضع خطط وبرامج وآليات تنفيذ هذه السياسات بما يكفل الإرتقاء بجودة التعليم وتقييم الأداء وضمان موائمة مخرجات التعليم لمتطلبات سوق العمل، وأن يؤخذ رأي هذا المجلس في كل ما يتعلق بشئون التعليم والبحث العلمي وعلى الأخص القوانين والقرارات التي تصدر في هذا الخصوص.