كيف بدأت مهنة سمسرة العقارات في مصر.. وإلى أين وصلت ؟

بدأت سمسرة العقارات في مصر منذ قديم الأزل، مع بدء التجارة بين المواطنين لجني الأرباح، مع تطور فكر المصريين القدماء نحو الاستثمار والتطوير، لتبدأ المهنة بشكل رسمي في عصر الدولة الفاطمية.

وفي كل حقبة زمنية، كان يتطور مصطلح السمسرة، بداية من سمسرة الغلال والمنسوجات والسلع الاستراتيجية وصولا إلى سمسرة العقارات، وفي كتاب المقريزي " النجوم الزاهرة"، يقول إن بعض الذين عملوا بالسمسرة وصلوا لأعلى المناصب في الدولة الفاطمية، مستشهدا بـ يعقوب ابن كلس، الذي كن يعمل سمسارا وترقى ليصبح الوزير في مصر خلال عصر الفاطميين سنة 968 م.

والمجهول عند بعض الناس، أن مهنة السمسرة كانت منذ قديم الأزل، حيث كانوا يتعاملون في قديم الزمن في السمسرة سواء سمسرة الغلال والمنسوجات، وكانت بعض الكتب مثل أوراق البردي العربية ومعالم الكربة، رصدت دور السمسار وآلية عمله وبعض العقود المتفق عليها بين البائع والمشتري ونسبة السمسار في تلك المعاملة.

ومع انتهاء عصر الفاطميين، ومع دخول العصر العثماني، تزايد الاهتمام بمهنة السمسرة، وكان لها دور أكبر وتنظيم أكبر، حيث ظهرت مصطلحات شيخ الطائفة والنواب والوكلاء والعرفاء الذين يكونون على دراية بالسوق وأخيرا الصبية، وكان لـ مجلس شيخ طائفة السمسرة العربية الحق في تحصيل الضرائب ويعاقب من يخالف العقود بين البائع والمشتري، مع تعهد كل السماسرة بعدم الظلم أو النفاق في العمل، وكان لكل منطقة سمسارا مخصص لها.

وكان السمسار، في العصر العثماني، يدون العقود في دفتر بيانات خاص بالمستأجر أو المشتري، مع إرسال نسخة لشيخ الحارة وشيخ الطائفة والبلدية، ومع تطور أسلوب الحياة في وقتنا الحالي اصبحت مهنة السمسرة بها عشوائية.

ولكن في وقتنا الحالي، أصبحت مهنة التسويق العقاري " سبوبة" أي فرصة لجني الأرباح سواء بطرق شرعية أو غير شرعية، بدون قواعد ولوائح لمنع العشوائية وحماية المهنة من الدخلاء، رغم أنها مهنة متأصلة منذ عصور قديمة.

مجال التسويق العقاري يشمل الآن أصحاب الخبرة، ومن لا يمتلكون الخبرة، ويوجد بالسوق العقارية أكثر من 90% وسطاء، مع وجود عشوائية لدى بعض المواطنين الذين لا يمتلكون الخبرة أو حتى أخلاقيتها في التعامل مع العملاء.