الأولى منذ 10 سنوات.. لماذا يزور أردوغان مصر ويلتقي السيسي ؟


السبت 10 فبراير 2024 | 11:28 صباحاً
الرئيس السيسي وأردوغان
الرئيس السيسي وأردوغان
العقارية

بعد جمود أصاب العلاقات المصرية التركية لمدة ناهزت الـ 10 سنوات، يستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لزيارة مرتقبة إلى مصر الأسبوع المقبل، في خطوة تأتي بعدما توتّرت العلاقات بين القاهرة وأنقرة على مدار السنوات الماضية، إلا أن الأخيرة وافقت مؤخرا على تزويد مصر بمسيّرات قتالية؟

زيارة أردوغان إلى مصر

ووفقا لأكاديميين أتراك تحدثوا إلى "العربية"، فإن الزيارة المرتقبة للرئيس التركي إلى مصر تعني "حدوث تغيير كبير" في السياسة الخارجية التي اتبعتها أنقرة في العقد الماضي، والتي أدت لتوتر العلاقات مع القاهرة.

وقال الأكاديمي والمحلل السياسي التركي حيدر تشاكماك، إن "أردوغان دعم جماعة الإخوان في منطقة الشرق الأوسط، لكن هذا الدعم الذي لم يصمد لم يكن مريحاً بالنسبة للدول العربية، ولذلك بدأ الرئيس التركي بمراجعة سياسته الخارجية ومن ثم تغييرها الآن".

وتابع تشاكماك أن "زيارة الرئيس التركي إلى مصر تعني أنه بدأ بتنفيذ سياسة خارجية أكثر عقلانية بعدما بات وحيداً في المنطقة وتعرّض لانتقادات داخلية بسبب التوترات التي أحدثها مع دول عربية بينها مصر جراء دعمه لجماعة الإخوان وهو ما لم يكن لصالح الشعب التركي".

علاقات جيدة بين البلدين

وأكمل الأكاديمي التركي أن "مصلحة تركيا ومصر تقتضي وجود علاقات جيدة بين البلدين، ولهذا يزور أردوغان القاهرة بعد أيام في الوقت الذي يسعى كذلك إلى عقد المصالحة مع إدارة المشير حفتر في بنغازي الليبية، وهو ما يعني أنه سيتطرّق للملف الليبي خلال زيارته المرتقبة".

في السياق ذاته، اعتبرت بانغي بشير الأكاديمية والمحللة السياسية التركية أن علاقات أنقرة مع القاهرة كانت "وثيقة للغاية"، لكنها توترت بعد ذلك مع وصول الرئيس السيسي إلى الحكم، مضيفة أن "العلاقات التركية - المصرية مرّت بتوترات كبيرة نتيجة سياسات الرئيس التركي ذات التوجهات الإخوانية الحاسمة".

ثقل مصر قلص من قوة تركيا

ونوهت بانغي إلى أن "ثقل مصر في المنطقة ودورها كوسيط في الصراعات واتباعها سياسة خارجية متوافقة مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، قلّص من قوة تركيا في المنطقة، ولذلك تأتي زيارة أردوغان إلى القاهرة في محاولة منه لتغيير هذا الوضع الراهن".

وكان مسؤولون أتراك قد كشفوا أواخر الشهر الماضي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيزور مصر في منتصف شهر فبراير الجاري في مسعى لاستعادة العلاقات بعد أكثر من 10 سنوات من توتر العلاقات.

وأعقب ذلك إعلان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان موافقة بلاده على تزويد مصر بمسيّرات قتالية. وجاء هذا الإعلان بعد مرور يومين من اجتماعٍ بين وزير الانتاج الحربي ونظيره التركي لبحث التعاون في مجال الإنتاج المشترك للذخائر.

وكان الرئيس السيسي قد التقى نظيره التركي أردوغان على هامش قمة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي في سبتمبر من العام الماضي، واتفق الرئيسان على تدعيم أواصر العلاقات والتعاون وترفيع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء.