حالة من الارتباك تنتاب المتعاملين بالسوق السوداء للدولار وكذلك الحائزين عليه من الأفراد وذلك عقب الانخفاضات أو المتتالية في سعر صرف الدولار في مواجهة الجنيه، والتي جاءت جراء الإعلان غير المباشر عن التوجه لإتمام صفقة استثمارية بقيمة 22.5 مليار دولار مع صناديق سيادية وشركات إماراتية بمشاركة كبرى شركات التطوير العقاري المصرية، وذلك في ثاني مدينة ساحلية حكومية بشريط الساحل الشمالي الغربي بعد العلمين الجديدة.
سعر الدولار فى السوق السوداء
وقد جاء تداول تلك الصفقة بمثابة سكب الماء البارد على المضاربين بالسوق السوداء لسعر الصرف، بعد أن نمى لعلمهم صدق تلك المعلومة وكذا إجراء مفاوضات أخرى حكومية مع كيانات عربية كبرى بشأن إتمام صفقات جديدة على بعض الأصول المقيدة طرق صندوق مصر السيادي ومن المتوقع أن يحاول المتضررين بمختلف مستوياتهم وممارستهم للذج بسعر صرف الدولار صعودًا لأي مستوى كمحاولة لإثبات عدم انهياره بالسوق المصري خشية مصالحهم غير المسئولة.
سعر الفائدة
من جانب اخر فقد دعم البنك المركزي المصري من خلال رفع سعر الفائدة بقيمة 200 نقطة أساس وفقًا لما أعلنته لجنة السياسات النقدية الخميس الماضي وهو ما أسفر عن استعداد الدولة لاتخاذ قرارات جرئية بشأن الإعلان عن مرحلة جديدة وحاسمة من الإصلاح الاقتصادي بمصر، والذي يبدأ بتحريك سعر الصرف صعودًا وهبوطًا بما يشار اليه بالتعويم شبه المدار يأتي ذلك في إطار الاتفاق الحكومة المصرية مع صندوق النقد الدولي على قيمة القرض الجديد والذى يتراوح بين 3 الى 10 مليارات دولا سيتم صرفه على شرائح.
حركة الدولار
وقد جاءت توقعات زيادة حجم التمويل من الصندوق لمصر بناء على شروع الجانب المصري في إتمام صفقات دولارية مع كبار المستثمرين بالمنطقة وكذا رغبة الحكومة في إحداث حالة من الاستقرار بسوق الصرف ومن المتوقع أن يتفاوت حركة الدولار صعودًا وهبوطًا ليلامس في السوق السوداء 60 جنيهًا بإيدي المضاربين الذين يستغلون الارتفاعات في مستويات التضخم بأعلى من المتوقع حيث بلغ معدلات التضخم نحو 34.2 % بنهاية ديسمبر 2023 كذلك مع استمرار الزيادة في أسعار المستهلكين جراء الظروف الجيوسياسية كما ارتفع المعروض النقدي في ديسمبر الماضي نسبة 36% بالغاً 2.3 تريليون جنيه تقريبًا.
الدولار والجنيه المصرى
وتأتي محاولات السوق السوداء مشحونة بقرارات عاطفية ومصالح أخرى كمحاولة للنيل من تلك الخطوة التصحيحية الجرئية التي اتخذتها الحكومة المصرية، فضلاً عن ما نمى الى عمهم أن سعر صرف الدولار شبه الحر قد ينخفض بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 % عن ما يتم تداوله حاليًا بالسوق السوداء، ومن المنتظر أن تحرص الجهات المسئولة على منح قسط من الحرية لسعر الصرف صعودًا وهبوطًا الدولار مدعومة بتدفقات نقدية دولارية جراء إتمام عدد من الصفقات من جانب وكذا استخدام العديد من الطرق النقدية والمالية التقليدية والمستحدثة كمحاولة لركب سوق سعر الصرف والقضاء عليه بشكل نهائي واستعادة الجنيه لبعض من قوته.