أكد محمد الإتربى.. رئيس مجلس إدارة بنك مصر أن كافة التوقعات تشير إلى أن سعر صرف الدولار سوف ينخفض خلال الفترة القادمة، مرجعاً ذلك للتحسن الملموس فى المؤشرات الاقتصادية وغلق الفجوة بين «الاستيراد والتصدير» والحساب الجارى الخاص بميزان المدفوعات، فضلا عن بدء عودة السياحة لمعدلاتها الطبيعية، هذا بالإضافة إلى أن الزيادة الكبيرة فى أسعار صرف «الأخضر» لم تكن حقيقية خلال الفترة الماضية.
وعن مستهدفات بنك مصر خلال الفترة القادمة كشف الإتربى أن مصرفه يستهدف تحقيق معدل نمو بنسبة
30٪ فى حجم الأرباح خلال 2017، مشيرا الى أن حجم أرباح البنك وصلت الى 5.5 مليار جنيه فى العام المالى/ 2015 2016.
وأضاف أن بنك مصر يستهدف أيضاً الوصول بالمحفظة الائتمانية الى 175 مليار جنيه بنهاية يونيو 2017، وبمحفظة التجزئة المصرفية الى 20 مليار جنيه بنهاية العام الجارى، فضلا عن الوصول بمحفظة المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى 30 مليار جنيه خلال 4 أعوام، مؤكداً أن البنك يعتزم التخارج من شركتين بنهاية يونيو القادم، كما تقدم بطلب للبنوك المركزية فى كوريا الجنوبية وكينيا لتدشين مكاتب تمثيل تابعه له فى الدولتين.
كما كشف الإتربى فى حوار خاص وموسع للجريدة «العقارية» أن حصيلة التنازلات الدولارية فى مصرفه بلغت 1،4مليار دولار، وقام بتنفيذ عمليات استيرادية بقيمة تجاوزت 2،5مليار دولار، وذلك فى حين بلغت حصيلة الشهادات الادخارية 90 مليار جنيه،25 ٪ منها من خارج البنك.
وتوقع رئيس مجلس إدارة بنك مصر أن يكون 2017 عام التحديات والفرص للقطاع المصرفى، موضحاً أن القضاء على السوق السوداء للدولار نهائياً والتوسع فى تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وقطاع التمويل العقارى تُعد من أبرز التحديات والفرص التى تواجه القطاع المصرفى خلال العام الجارى، مؤكدا أن البنك يتفاوض حالياً للحصول على قروض خارجية بقيمة 800 مليون دولار بنهاية 2017، ومنها اتفاقيات يتم توقعها بنهاية يونيو القادم بقيمة 350 مليون دولار وإلى نص الحوار:
فى البداية كيف ترون التحديات والفرص التى تواجه القطاع المصرفى خلال الفترة المقبلة؟
أبرز التحديات التى تواجة القطاع المصرفى خلال 2017 ، هو القضاء على السوق الموازية نهائياً، وأرى أنه بعد قرار التعويم والذى كان قراراً إيجابياً وأشادت به كافة المؤسسات المالية، تمكنا من الحصول على قرض صندوق النقد الدولى، وأصدرنا السندات الدولارية بقيمة 4 مليارات دولار وتم تغطيتها 3,5 مرات، وكان الإقبال عليها كبير جداً وتجاوز الـ 14 مليار دولار، وهو ما يُعد شهادة ثقة من المؤسسات العالمية فى الاقتصاد المصرى.
والأمر الجيد فى طرح هذه السندات أنها مُقسمة الى 3 شرائح من حيث الفائدة ومدة الاستحقاق لتبدأ بـ 5 سنوات بفائدة تتراوح بين 12,5%، و10 سنوات بفائدة 7,5٪ و30 عاما بفائدة 8،5و٪هذا يعنى أن مصر تسير فى الاتجاه الصحيح، مع الوضع فى الاعتبار أن الإجراءات الاقتصادية التى تم اتخاذها خلال الفترة السابقة، ومنها إلغاء جزء من الدعم، والتى تواكبت مع قرار تحرير سعر الصرف، هى إجراءات كان لابد من تنفيذها لكن لها اثار جانبية، وبالتالى يجب أن تتكاتف الحكومة مع منظمات المجتمع المدنى والقطاع المصرفى من أجل تخفيف حدة هذه الإجراءات على المواطن البسيط والطبقات غير القادرة، مع وضع مزيد من برامج الحماية الاجتماعية من جانب
وزارة التضامن الاجتماعي، ونحن كنا نعلم أن القرارت الاقتصادية لها ضريبة، لكننى متفائل بأننا قادرون على عبور هذا العام وستكون الأمور فى تحسن مستمر.
وعموماً. فبعد قرار تحرير سعر الصرف بدأت الحصيلة الدولارية تدخل البنوك، حيث بلغت حصيلة بنك مصر من التنازلات الدولارية 1,4مليار دولار، مما مكّننا من تنفيذ عمليات استيرادية بقيمة تجاوزت 2,5مليار دولار، ولا توجد أى قوائم انتظار لدى مصرفنا حالياً ، وهذا مؤشر على أن القطاع المصرفى يسير فى الاتجاه الصحيح، وأن الحصائل الدولارية عادت الى القطاع المصرفى، وأصبح هو اللاعب الرئيسى فى تحديد سعر شراء العملة الأجنبية، هذا فضلا عن أنه لم يعد هناك أى فروق فى الأسعار وبدات السوق السوداء تختفى، وإذا استمر الوضع على ذلك فلن يكون هناك سوق موازية، وستصبح البنوك وحدها هى المتحكم فى أسعار سعر الصرف طبقا للعرض والطلب.
وأرى أن القضاء على السوق السوداء يُعد فرصة حقيقية، لأنه مع عودة الحصائل الدولارية للقطاع المصرفى ستتمكن البنوك من تلبية طلبات العملاء، وتحصل على عمولات ويعود نشاطها، كما كان فى السابق.
وتمثل المشروعات الصغيرة والمتوسطة تحدى وفرصة ، فى نفس الوقت للقطاع المصرفى خلال العام الجارى، وذلك من خلال المبادرة التى طرحها البنك المركزى المصرى والتى تنص على منح تمويلات بفائدة 5 ٪ للمشروعات الصغيرة والصغيرةجدا، وبفائدة7 ٪و بحد اقصى 20مليون جنيه للعميل الواحد في حالة شراء معدات للمشروعات المتوسطة التى تتجاوز حجم مبيعاتها 20 مليون جنيه، ويعتبر هذا تحدى، لأن البنوك مُلزمة بأن تصل بحجم تمويلات مشروعات الـ SMEs الى20 ٪ من إجمالى حجم المحفظة الائتمانية.
أما الفرصة فهى ان البنوك ستحصل على عائد مُجزى بالاضافة لزيادة محافظها وانشطتها المصرفية، وهو ما سيكون له اثراً إيجابىاً على البنوك وعلى الدولة، لأن المشروعات الصغيرة والمتوسطة من المشروعات الداعمة للاقتصاد لأنها تخلق فرص عمل، وتحارب البطالة، وتعمل على دمج القطاع غير الرسمى فى القطاع الرسمى، كما أنها تعمل على استبدال المنتجات الخارجية بمنتج محلى، بالتالى زيادة موارد الدولة من العملة الأجنبية، كل هذا بالإضافة الى أن أغلب المشروعات الصغيرة والمتوسطة هى مشروعات صناعية وتصديرية، ونحن فى حاجة الى الحد من الاستيراد وبخاصة السلع الترفيهية.
هل تحتاج البنوك الى وضع خريطة واضحة ومحددة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة حتى تتمكن من التوسع فى تمويل هذا القطاع الحيوى؟
مهمة البنوك ليست انتظار العملاء ، إنما البحث عن الفرص، وبنك مصر قام بتوقيع العديد من بروتوكولات التعاون بشان مشروعات مدينة الأثاث بدمياط ومدينة الروبيكى لتصنيع الجلود، كما وقعنا بروتوكول تعاون مع هيئة التنمية الصناعية حول مشروع تنمية محور قناة السويس وجميعها مشروعات عملاقة.
ومشروع مدينة الأثاث فى دمياط سيتم الانتهاء منه فى نهاية العام الجارى، وهو ينقسم الى قسمين، الأول للمشروعات الصغيرة جدا والصغيرة، وقد تعاقد بنك مصر على تمويل شراء الورش، والثانى خاص بتمويل مشروعات بمدينة الأثاث مثل الفنادق، ومبانى إدارية ومشروعات صناعية.
وكم تبلغ حجم التمويلات التى رصدها بنك مصر لمشروع مدينة الأثاث؟
هذا المشروع مملوك لمحافظة دمياط وبنك الاستثمار القومى وشركة «أيادى» ووزارة التجارة والصناعة، وسيقوم بنك مصر بتمويل جزء من التكاليف الاستثمارية للمشروع، كما سيقوم بتمويل نشاط المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالتالى لايوجد رقم مُحدد مستهدف، ونحن لدينا السيولة الكافية بالجنية المصرى لتمويل مثل هذه المشاريع.
هل يعتزم بنك مصرمنح قروض ميسرة للمصدرين؟
القروض الميسرة التى يمنحها البنك تكون مدعومة من البنك المركزى، إنما البنك إذا منح قروض ميسرة سيتحمل هذه التكلفة، وهو مطلوب منه أن يحافظ على أموال المودعين ويحقق أرباح، وعموما لم نناقش هذا الأمر مع المركزى بعد.
كم يبلغ حجم المحفظة الاستثمارية ببنك مصر؟
لقد تخارج بنك مصر من مساهماته فى 6 شركات ، وبالتالى تراجعت مساهمات البنك من 166 الى 160 شركة، كما يعتزم بيع الأصول العقارية التى يمتلكها بالشراكة مع البنك الأهلى المصرى، وقمنا بتقديم استراتيجية للبنك المركزى للتخلص من هذه الأصول، لأن التخلص منها يحقق هدفين، وهما خلق سيولة تدر عائد، وفى نفس الوقت يمكن أن تحقق أرباح رأسمالية، ولدينا استراتيجة نحن والبنك الأهلى لاستغلال الأصول العقارية من خلال المشاركة مع مطور عقارى.
كما يعتزم بنك مصر التخارج من شركتين بنهاية يونيو 2017، حيث يقوم البنك بدارسة الشركات التى يمكن بيعها والتى ليس لها صلة بنشاط البنك، وقدمنا استراتيجية للبنك المركزى عن الشركات التى سنحتفظ بحصص فيها والشركت التى سنقوم ببيعها والبنك يساهم فى هذه الشركات بنسب متفاوتة.
كما قمنا بتدشين شركة للتأجير التمويلى وندرس إنشاء شركة للتمويل العقارى وهى شركة مرتبطة بنشاط البنك
وكم تبلغ حجم محفظة التجزئة المصرفية بالبنك؟
ارتفعت محفظة التجزئة المصرفية بنسبة50 ٪ لتصل الى 20مليارجنيه مقابل 14مليار جنيه، ويعتزم البنك طرح العديد من المنتجات ومنها دفع الجمارك مباشرة من خلال المدفوعات الإلكترونيةعن طريق فروعنا بالامارات، بالإضافة الى منتج (Mobile
wallet,Internet Banking,mobile banking،( ومن المتوقع أن يتم طرح هذه المنتجات خلال 6 أشهر، كما سيتم تخصيص أماكن لكبار العملاء فى 45 فرعاً، كما يضع البنك استراتيجية للتوسع فى عدد الفروع لتصل الى 785 خلال العامين القادمين
وكيف ترون مبادرة البنك المركزى المصرى لدعم قطاع السياحة؟
مبادرة البنك المركزى لدعم قطاع السياحة تم تفعيلها، وعموما فمحفظة السياحة بالبنك ليست كبيرة ولا تزيد عن 1 ٪ من إجمالى المحفظة.
وكم تبلغ نسبة التوظيف فى بنك مصر؟
والتوظيف فى أذون الخزانة يدر عائدا أقل من التوظيف للعملاء ، لأن هناك عائد للبنك من عمولات الاستيراد وخطابات الضمان، لكن فى أذون الخزانة لا يحصل البنك على عمولات، وعموما إذا لم تتوفر فرص تمويلية تضطر البنوك الى توظيف الأموال في أفضل الاوعية المتاحة مثل أذون الخزانة أو الكريدور في البنك المركزي.
بلغ معدل النمو في الودائع بين عامي المقارنة 20% و بالنسبة للتوظيف ارتفع
الى 100% و ذلك نتيجة للفرص التمويلية التي اتيحت في الفترة الأخيرة و عودة المستثمرين
المحليين في التوسع و انشاء مشروعات جديدة و زادت محفظة القروض الى الودائع من 20% الى 31%.
لقراءة الحوار كاملا
يمكنك تصفح الموقع الالكترونى