تطوير مصر تسعى لإحياء الثقافة والروح المصرية في المجتمعات المحلية بإضفاء لمسة من الألوان الزاهية على مبانيها


الاحد 26 فبراير 2017 | 02:00 صباحاً

استهلّت تطوير

مصر، شركة التطوير العقاري المصرية، عام 2017 بتأكيد رؤيتها الخيرية

والتنموية تجاه المجتمع المصري، حيث أطلقت مؤخراً أحدث مبادراتها المجتمعية

بالتعاون مع مشروع السعادة. تهدف المبادرة

لتطوير جزيرة هيصة لتصبح قطعة فنية ومتحف مفتوح، من أجل منح فرص أفضل لأهالي

الجزيرة في حياة أكثر سعادة وسط بيئة فنية وصحية آمنة. تُعد المبادرة الأخيرة

دفعة قوية لإطلاق إمكانيات تلك الجزيرة الخلابة وزيادة الشعور بالثقة وتقدير الذات

بين الأهالي، مع بث رسالة إيجابية للعالم الخارجي عن الجهود التنموية التي تتم على

أرض مصر.

ويعلم الجميع

التأثير الكبير للألوان المختلفة على المزاج العام والحالة النفسية للبشر، وهو

مفهوم قديم ومعروف منذ آلاف السنين. فالفن رسالة

هامة وأداة فريدة من نوعها، تعبر الحدود وتبني الجسور بين البشر في كل مكان. وإذا ما قمنا باستخدام

الفن بطريقة ذكية ومدروسة، فإنه يمنحنا قدرات هائلة على تحفيز التغير الاجتماعي

والمعيشي لملايين البشر. إنّ هذا

المفهوم هو الهدف الرئيسي الذي نشأ من أجله مشروع السعادة على يد السيد/ هاشم رفعت عام 2013، حيث تعمل الجمعية

على إحياء الثقافات المحلية والروح المصرية الأصيلة في المجتمعات القديمة، عن طريق

إضفاء لمسة من الألوان على تلك الأماكن المنسية.   

وبالفعل تمكن مشروع السعادة خلال تلك السنوات القليلة من

تجديد وصيانة العديد من المجتمعات المحلية التي تنطبق عليها تلك المواصفات، مثل

منطقة الأزهر، حارة الجدواية، ومدرسة في الفيوم، ومدرسة للاجئينمن جنوب أفريقيا

بمنطقة المعادي. يعمل مشروع

السعادة بالتعاون مع العديد من فرق المتطوعين الذين يضمون طلبة الجامعات والكليات

المختلفة في مصر، كما يعمل بالجمعية مجموعة من الخبراء والمتخصصين في الألوان

وأساليب التلوين المختلفة، حيث يقومون بزيارة تلك المناطق في البداية ويعيشون مع

أهالي المجتمع المحلي، حتى تعكس تصميماتهم اللونية لتلك المشروعات روح وثقافة كل

منطقة وما تتميز به من مزايا وخصائص ثقافية.

تقول يارا دويدار، أحدى مؤسسي مشروع السعادة : "إنّ دمج المواطنين في

تلك المجتمعات المحلية ضمن عملية التطوير يُعد من أهم الأهداف التي نسعى لتحقيقها

من خلال هذه المشروعات، حيث يكون للأهاليدوراً هاماً في التصميم والتجديد واختيار

الألوان، وبالتالي يكونوا مهتمين بالمحافظة على هذه الجمال وصيانته بشكل متواصل" 

الجدير بالذكر

أن هيصة من الجزر النوبية القديمة التي تعكس الروح والثقافة النوبية الأصلية،وكانت

قد نجت من فيضان النيل، حيث لم يبتلع الفيضان تلك الجزيرة الواقعةبعد بناء السد

العالي في أسوان.يعلق الدكتور/ أحمد شلبي-الرئيس التنفيذي لشركة

تطوير مصر على مشروع تجديد وتلوين منازل جزيرة هيصة بقوله: "تواجه جزيرة هيصة نهر

النيل مباشرة، وتمتلك هذه الجزيرة الفقيرة كل الامكانيات التي تجعلها وجهة سياحية

متميزة، وذلك بمساعدة لمسات بسيطة وراقية من الألوان الزاهية"

يضيف شلبي:

"إنّ مساعدة الشباب المبدع و المساهمة في مشروعاتهم  الصغيرة والتي تقوم على خلق قيم جديدة

في المجتمع المحلي يُعد من أهم المبادئ التي تعتمد عليها شركة تطوير مصر والتي

قامت خلال السنوات الأخيرة برعاية سمبوزيوم فني عالمي وشاركت في العديد من أنشطة

ريادة الأعمال في مصر.يأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من المبادرات والأنشطة التي تسير

في هذا الاتجاه، وتجسد الأهمية التي ننظر بها لمثل هذه المبادرات. وفي مصر، يوجد أكثر

من 1000 منطقة عشوائية يعيش

فيها أكثر من 12 مليون شخص

مُهمّش. وبالطبع تتسبب

الظروف المعيشية في تلك المناطق في العديد من الآثار النفسية السلبية على قاطنيها،

كما يشعر الكثير من المصريين بأنهم منسيون ومُهمّشون.إنّ هدفنا من هذه المبادرات

بسيط ولكنه هام للغاية، ويتمثل في دهان وتلوين المنازل في تلك المجتمعات، وإدخال

البهجة والسعادة على أهاليها الذين يصارعون الفقر والإهمال والظروف المعيشية

الصعبة"    

يمتلك منازل

هيصة التي تقوم تطوير مصر ومشروع السعادة بتلوينها، مجموعة من المواطنين الفقراء

من ذوي الدخول المتدنية، أوالذين يعتمدون على الدعم والمساعدات الحكومية. يضيف شلبي: "إنّ صيانة وتجديد

المنازل يأتي في ذيل أولويات هذا المجتمع الفقير. ومن خلال هذه المبادرة

التي نتعاون فيها مع مشروع السعادة، نسعى لدهان وتلوين منازل الجزيرة مجاناً، ومع

القيام بذلك أيضاً نحوّل الجزيرة الصغيرة لمعرض ومتحف مفتوح، وهو ما يساعد سكان

الجزيرة على رؤية منازلهم وأحيائهم بشكل جديد وصورة مشرقة وألوان مبهجة. إنّ التصميمات

والألوان الزاهية تعمل على تغيير رؤية وإدراك الأهالي للجمال وللمناطق التي يسكنون

فيها"  

الجدير بالذكر أن مصر جاءت في المركز الـ 120 ضمن التقرير العالمي

للسعادة الذي أطلقته الأمم المتحدة عام 2016. ويعكس التقرير العالمي للسعادة الاهتمام العالمي في

استخدام السعادة والسلامة الشخصية كمؤشرات أولية لجودة التنمية البشرية في كل

الدول. وبالفعل لا

يوجد شيء يبعث على السعادة بأقل التكاليف الممكنة أكثر من لمسة ألوان زاهية.