اكتشف علماء كلية لندن الجامعية، أن الضوء الأحمر البعيد، يصلح لتجديد شبكية العين التي تبدأ بالتدهور بعد الأربعين من العمر.
وتفيد مجلة Gerontology بأن الخبراء، يشيرون إلى أن جسمنا يشيخ مع التقدم بالعمر. لذلك يمكن توقع حدوث تدهور تدريجي في حالة جميع أعضائه. ولكن تدهور أعضاء الجسم ليس متساويا.
فشبكية العين تشيخ قبل الأعضاء الأخرى. ولكن الدراسات الأخيرة التي أجراها علماء كلية لندن الجامعية، بينت أن الضوء الأحمر يمكن أن يساعد في وقف هذا التدهور. فعند سقوط الضوء الأحمر بطول موجة صحيح على مقلة العين، "يعيد شحن منظومة الطاقة" في الشبكية، ما يحسن الرؤية كثيرا عند من تجاوزوا الأربعين من العمر.
وتجدر الإشارة، إلى أن محطات طاقة الخلايا هي الميتاكوندريا، التي تنتج لكل خلية من خلايا الجسم جزيء غني بالأدينوزين ثلاثي الفوسفات (ATP). وخلايا الشبكية التي تستقبل الضوء تحتاج إلى طاقة عالية، وبالتالي تحتاج إلى ميتاكوندريا ذات كثافة أعلى، وهذا هو سبب تدهورها السريع.
وقد اختبر الباحثون الضوء الأحمر بطول موجة 670 نانومتر على عيون الفئران وذبابة الفاكهة والدبابير، ولاحظوا تحسن رؤيتها. ويقول البروفيسور غلين جيفري إن ضوءا بطول موجة من 650 إلى 1000 نانومتر تمتصه الميتاكوندريا، يحسن قدرتها على إنتاج الطاقة.
واستنادا إلى هذه النتائج، قرر الباحثون اختبار الضوء الأحمر على 24 متطوعا أصحاء أعمارهم 28-72 سنة، خضعوا جميعا قبل بداية التجارب إلى فحص دقيق لعيونهم. أعطى الباحثون كلا منهم مصباحا ثنائيا باعثا للضوء light-emitting diode اختصاراً LED، ينبعث منه ضوء أحمر بطول موجة 670 نانومتر، وطلبوا منهم النظر إلى ضوء هذا المصباح ثلاث دقائق يوميا لمدة أسبوعين.
وبينت نتائج الفحوص التي أجريت للمتطوعين بعد انتهاء المدة، أن الضوء لم يؤثر في شبكية عيون الشباب ، ولكنه أثر إيجابيا في عيون من تجاوز الأربعين من العمر منهم، وتحسن تمييز الألوان عندهم بنسبة 20%.
ويشير العلماء، إلى أن المصابيح اليدوية التي ينبعث منها مثل هذا الضوء الأحمر تصلح لتجديد شبكية عيون كبار السن. ويقول جيفري، "أظهرت نتائج الدراسة، أنه يمكن تحسين الرؤية عند كبار السن بمساعدة تأثير الموجات الطويلة للضوء الأحمر".