الخرسانة تتآكل وتشقق في جسم السد.. مفاجأة كارثية في سد النهضة الإثيوبي تهدد حياة 150 مليون شخص


حقيقة انهيار سد النهضة

الاربعاء 27 ديسمبر 2023 | 09:36 صباحاً
انهيار سد النهضة
انهيار سد النهضة
العقارية

سد النهضة الإثيوبي يواصل مسلسل إثارة الأزمات وإثارة القلق لدى الملايين في مصر والسودان، لاسيما مع غياب المعلومات التفصيلية عن السد وكذلك فشل الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم في ظل استمرار التعنت الإثيوبي، الأمر الذي يثير قلقاً مصرياً سودانيا من مخاطر «انهياره»، وتأثير ذلك في دولتي المصب.

 

انهيار سد النهضة

وأعرب وزير الموارد المائية والري هاني سويلم عن قلق مصر من مستوى الأمان في سد النهضة، حيث قال في تصريحات تلفزيونية، مساء السبت الماضي: «ليست لدينا معلومات عن التفاصيل التصميمية النهائية بشأن سد النهضة، ولا نستطيع تقدير أمان السد، ويبقى هذا قلقاً مشروعاً»، محذراً في الوقت نفسه من أن انهيار السد سيمحو السدود السودانية من فوق الأرض، وسيؤثر في 150 مليون مواطن في مصر والسودان.

فشل الجولة الأخيرة للمفاوضات

وكانت وزارة الري قد أعلنت، الأسبوع الماضي، فشل الجولة الأخيرة التي عُقدت في أديس أبابا بشأن «سد النهضة»، مؤكدة أن «المسارات التفاوضية انتهت» في الوقت الحالي، بسبب ما عدته «استمرار المواقف الإثيوبية الرافضة للأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط، التي من شأنها تأمين مصالح الدول الثلاث، وتماديها (إثيوبيا) في النكوص عما جرى التوصل له من تفاهمات».

وردت الخارجية الإثيوبية، في بيان بأنها «بذلت جهوداً، وتعاونت بشكل نشط مع دولتي المصب لحل نقاط الخلاف الرئيسية، والتوصل إلى اتفاق ودي» في استمرار واضح لمسلسل الأكاذيب الإثيوبية.

المنطقة معرضة للأنشطة الزلزالية والبركانية

ويرى المستشار الأسبق لوزير الري المصري وخبير الموارد المائية الدكتور ضياء الدين القوصي، أن «احتمالات انهيار سد النهضة تظل قائمة»، موضحاً أن «السد مبني في منطقة معرضة للأنشطة الزلزالية والبركانية، وهي منطقة تسمى فالق (تعني شقاً في الأرض يفصل جزأين من القشرة الأرضية)، وأي هزة أرضية ستكون نتيجتها انهيار السد، كما أن تربة المنطقة تسمى تربة (شبه انهيارية) بسبب طبيعتها الجيولوجية، وهي تربة تتآكل بمرور المياه فيها، وتبتلع كميات كبيرة من المياه، ما قد يسبب انهياراً وتشققات بالمنطقة».

ورغم التعثر الأخير، لم يستبعد القوصي العودة إلى المسار التفاوضي، مؤكداً أن «مصر تحتاج إلى العودة للمفاوضات قبل أن تتخذ قرارات صعبة»، وفق تعبيره.

نشاط زلزالي

في السياق، يرى أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي أن سد النهضة «مهدد بمخاطر جيولوجية وطبيعية كثيرة قد تتسبب في انهياره»، قائلا إنه «بجانب كون الهضبة الإثيوبية نشطة زلزالياً، فإن الفالق الذي بُني عليه السد يسمى (الأخدود الأفريقي العظيم»، وهو أكبر فالق على سطح الأرض، ونشط ويتسع سنوياً بمعدل من 1 إلى 2 سنتيمتر، ليقسم إثيوبيا إلى نصفين، هذا الفالق أدى إلى تكوين صخري عبارة عن براكين، وهي صخور ضعيفة لا تتحمل منشآت ضخمة».

وأشار شراقي إلى أن «إثيوبيا لديها نظام مطري فريد، حيث تتعرض لأمطار غزيرة في فترة زمنية قصيرة عبارة عن فيضانات، تسقط من الجبال بقوة، و(سد النهضة) في منطقة منخفضة، ولا يتحمل هذه الفيضانات»، مؤكداً أن «إثيوبيا من أنشط دول أفريقيا زلزالياً، وقد تعرضت العالم الحالي إلى 5 زلازل، أحدها كان قريباً من (سد النهضة) بمسافة نحو 100 كيلومتر»، ووفق شراقي فإن «المفاوضات لن تتوقف، وأي تواصل بين القيادة السياسية في البلدين ستعقبه عودة للمباحثات».