تطبيقات الدولار في السوق السوداء.. ما تأثيرها ومن يقف ورائها؟

في الوقت الذي تشهد فيه مصر أزمة حادة في توفير الدولار والعملات الأجنبية، انتشرت السوق السوداء، التي صاحبها ظهور ما يعرف بـ "تطبيقات الدولار"، وهي تطبيقات تحت مسميات مختلفة تنشر أسعار الدولار والعملات في السوق السوداء، إلى جانب أسعارها في البنوك.

تلك التطبيقات لم تظهر في مصر وحدها، بل ظهرت في دول أخرى شهدت أزمات تتعلق بالعملة، منها لبنان على سبيل المثال، تلك التطبيقات التي لاقت انتشارًا في ظل الأزمة التي ضربت الليرة اللبنانية.

متابعة أسعار الدولار

أما في مصر، فظهرت هذه التطبيقات في ظل اهتمام الكثيرون بمتابعة أسعار الدولار، والعملات الاجنبية، وذلك في ظل أزمة توافر العملة واتجاه البعض لشراء الدولار والاحتفاظ به، خوفًا من حدوث انخفاض جديد بسعر الجنيه، وبالتالي يعتبره البعض وسيلة لحفظ قيمة أموالهم، وهو ما تسبب في أزمة كبيرة في أسعار الصرف والدولار في مصر.

ضغوط على توفير العملة

تنتشر هذه التطبيقات في ظل ضغوط على البنوك لتوفير العملات الأجنبية مقارنة بالعملات المطلوبة، ونقص امعروض لديها، بعد خروج استثمارات أجنبية غير مباشرة من مصر بقيمة 22 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الماضي، لتتراكم العوامل التي أدت إلى توحش السوق السوداء في مصر وحدوث فجوة كبيرة بين السعر الرسمي وسعره في السوق السوداء.

وفي السياق أوضخ خبراء تكنولوجيين، إن متجر أندرويد يسمح بنشر أي تطبيق على المنصة، طالما توفرت فيه الشروط، إلا أن أصحاب معظم هذه التطبيقات غير معروفين.

استغلال الأزمة

ويرى خبراء اقتصاديين، أن هذه التطبيقات مرتبطة باستغلال الأزمة الحالية، ومحاولة تحقيق الانتشار لها، إلى جانب نشر بعضها لتسعيرات وهمية، بهدف التأثير على السوق السوداء، وتحقيق الثراء السريع.

وفي السياق قال خيري رمضان، إن هناك تطبيقات منتشرة تنشر أسعار الدولار في السوق السوداء، متابعا أنها قد تكون مؤثرة على الأسعار.

وتابع: التطبيقات دي عليها من 5 آلاف إلى 100 ألف عميل تنزيل، أغلبها شركات خارج مصر، في تركيا وأرمينيا والولايات المتحدة الأمريكية، متسائلًا: " اللي برا دول مهتمين ليه يعملوا تطبيق الجنيه في مواجهة الدولار في أمريكا أو في أرمينيا؟".

وأضاف: "هنا في استهداف، بتعملك اضطراب في السوق، فانت بتروح على التطبيق تبص عليه علشان تعرف السعر كام عاوز تبيع او تشتري، وقد تكون هذه التطبيقات مضللة وقد تكون لها أهداف".

وتساءل: "مين اللي يقدر يقفل التطبيقات دي، أعتقد الأجهزة الأمنية في مصر تستطيع غلق هذه التطبيقات لأنها تطبيقات مخربة في النهاية بتلعب علشان تعمل شائعات وتبرجل الدنيا في سوق الدولار".