شهدت مؤشرات البورصة المصرية ارتفاعات غير مسبوقة مع اختراق أكثر من قمة، خلال العام الحالي 2023، كما استطاعت تحقيق زخم في أدائها مدفوعًا بعدة عوامل منها ارتفاع نسب التضخم، وتحركات سعر الصرف، والذين كانوا بمثابة دافع لهروب المستثمرين صغارًا كانوا أو كبار للاستثمار في البورصة.
الفجوة الواسعة بين قيمة الجنيه في السوق الرسمية والسوق الموازية، شجعت الاستثمار في الأصول للتحوط المالي من المخاطر الناجمة عن تلك الفجوة، ومع الضغوط التضخمية التي تفرض نفسها على المشهد.
تصحيح مسار السوق
في هذا السياق قالت الدكتورة حنان رمسيس الخبيرة الاقتصادية وعضو مجلس إدارة شركة الحرية للأوراق المالية، إن البورصة المصرية استفادت وبشكل كبير من التحركات الحكومية لتصحيح مسار السوق ودعم نسب تداولات البورصة، خلال عام 2023 بما في ذلك الزخم القائم بشأن تسريع الحكومة لتنفيذ برنامج الطروحات، ما تسبب في دخول سيولة جديدة عززت من أحجام وقيم التداول بنسب كبيرة خلال الفترة الحالية.
ارتفاع عدد المستثمرين بالبورصة
وأضافت خلال تصريحات خاصة لـ «الجريدة العقارية»، أن البورصة المصرية شهدت خلال العام الجالي، وبالتحديد خلال الشهور التسعة الأولى منه، ارتفاع عدد المستثمرين الجدد بالبورصة المصرية إلى 313.2 ألف مستثمر ، بينهم311 ألف مستثمر من الأفراد، و2.6 ألف مستثمر من المؤسسات، مقارنة بـ 131.2 ألف مستثمر خلال نفس الفترة من العام الماضي. ومنذ بداية 2022 وحتى يوليو 2023، تم قيد 9 شركات جديدة.
ارتفاع القيمة السوقية للبورصة
وخلال التسعة أشهر الأولى من العام، ارتفعت القيمة السوقية للبورصة بحوالي 44%. وقد ارتفع رأس المالي السوقي من 900 مليار في بداية السنة، إلى نحو 1.3 تريليون في التسعة أشهر الأولى من العام.
وتوقعت استمرار الزخم الإيجابي لأداء مؤشرات بورصة مصر في العام المقبل 2024، مدفوعاً بالأوضاع الاقتصادية العامة بشكل أساسي.
أسباب ارتفاع البورصة
في ذات السياق أوضح الدكتور محمد عبد الهادي، خبير أسواق المال، أن هذه الارتفاعات التي شهدها سوق المال، خلال العام الجاري 2023، كانت بدافع تحوط المستثمرين من ارتفاع معدلات التضخم، حيث أصبحت البورصة ملاذًا لتعويض خسائر تحركات سعر الصرف وارتفاع نسب التضخم
قوة البورصة المصرية
وأشار إلى أن بعض المستثمرين، ومدخري السيولة المالية توجهوا لأكثر من وعاء ادخاري للتحوط من المخاطر المحيطة برؤوس أموالهم، وعلى رأس هذه الأوعية الذهب، الذي كان حاضنًا لنسبة كبيرة من أموال الشهادات الادخارية ذات الـ 25% عائدًا بعد فكها، إلا أن البورصة المصرية ظلت صامدة أمام مغريات تقلبات سعر الذهب، بل وقدمت الكثير من عوامل الجب للمستثمرين ما ضاعف عدد المتعاملين بها، مع زيادة قيم التداول ورأس المال السوقي للبورصة.
الأسهم القيادية في البورصة
وأوضح أن الأسهم القيادية في البورصة المصرية شهدت تدفقات مالية خلال العام الحالي، والتي أثرت إيجاباً على المؤشر الرئيسي EGX30، والتي ساهمت بشكل كبير في انتهاش الكثير من القطاعات، على رأسهم قطاع البنوك والعقارات والبتروكيماويات والصناعات الغذائية.
أداء البورصة خلال العام الجديد
وعن أداء البورصة خلال العام الجديد، توقع "عبد الهادي" أداءًا إيجابيًا لقطاع البنوك المدرجة في البورصة المصرية، خلال الربع الاول من 2024، نظرا للتوقعات التي تفيد بزيادة أسعار الفائدة لمواجهة التضخم وهو ما يعود بالنفع على نتائج أعمال البنوك بشكل كبير.
تأثير تثبيت سعر الفائدة على البورصة
من جانبها كشفت الدكتورة رانيا الجندي المحلل المالي والعضو المنتدب لشركة «أكيومن» لتداول الأوراق المالية،أن تثبيت سعر الفائدة خلال اجتماع لجنة السياسات النقدية الخميس الماضي، سيضمن أداءاً قويًا لتعاملات البورصة خلال ما تبقى من العام الحالي، وأيضًا خلال العام الجديد 2024.
الأسهم القيادية في البورصة
وأضافت أن القطاع العقاري في البورصة المصرية دائما يقود السوق، ومن المتوقع حدوث انتعاشة في الفترة المقبلة في سوق العقارات المصرية بدعم من دخول مستثمرين سواء عربًا أو أجانب للدخول في الاستثمار العقاري في مصر وتحقيق طفرات سعرية كبيرة في الفترة القادمة.
وتوقعت إمكانية استفادة الشركات العقارية المدرجة في البورصة المصرية من الرواج الموجود في الفترة الحالية والتوجه للاستثمار في القطاع العقاري، في ظل بدء شركات طرح مراحل جديدة من مشروعاتها والترويج لها، وهذا ما يعود بالنفع على ميزانيات الشركات العقارية.
البورصة المصرية الأولى عربيًا
وقال محمد حسن خبير أسواق المال ومدير صناديق الاستثمار بشركة أودن للاستثمارات المالية، إن البورصة المصرية، تصدرت أداء أفضل بورصات المنطقة العربية، والثانية عالميًا خلال الربع الأول من عام 2023، بنسبة نمو للمؤشر الرئيسي 12.5% خلال أول 3 شهور من هذا العام.
وعلى المستوى العربي، ارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية بنسبة 12.5%، أعقبه الأردن بنسبة 4%، يليه دبي بنسبة 2.1%، وصعد السعودية بنسبة 1%، وقفز تونس بنسبة 0.24%، وزاد سلطنة عمان بنسبة 0.12%، فيما تراجعت بورصات أبو ظبي، والمغرب، والبحرين بنسبة 7.7%، 3.07%، 0.5%، على التوالي.
وأوضح أن قطاعات البورصة التي تعتمد على الاستهلاك، شهدت طفرة كبيرة خلال 2023، بجانب العقارات والبنوك، مع تنفيذ العديد من الطروحات الحكومية، عقب إعلان الحكومة أن مؤسسة التمويل الدولية ستعمل كمستشار استراتيجي لتنفيذ البرنامج.
المؤشر الرئيسي للبورصة يحلق في أعلى قمة له
وأكمل: المؤشر الرئيسي "إيجي إكس 30" يحلق في أعلى قمة له على الإطلاق فوق مستوى 20 ألف نقطة، بل ووصل لـ 23822 نقطة بختام تعاملات اليوم الأحد، مستهل تعاملات الأسبوع، ويتوقع المزيد من الارتفاعات خلال الفترة المقبلة، وسيكون الربع الأخير من العام أفضل أداءً عن باقي الأرباع.