الدولار المجمد.. انتشرت في الأيام الأخيرة دولارات تباع بنصف الثمن عبر مواقع التواصال المختلفة ويطلف عليها "الدولار المجمد"، وهو دولار حقيقي تم الحصول عليه في الحروب ويكون له أرقام تسلسلية ولكن تكون مجمدة.
الدولار المجمد
قام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتجميد كافة أرصدة النقد المنهوبة منذ اندلاع حرب الخليج الأولي في تسعينيات القرن الماضي، بحيث لا يمكن صرفها أو التعامل بها داخل القطاعات المصرفية المختلفة، بناءً على توجيهات واتفاقات عالمية مع البنوك المركزية الآخرى بحسب تصريحات مسؤول غرفة معاملات دولية بأحد البنوك العامة في مصر.
الدولارات الموقوفة
كشف أحد المتعاملين في السوق الموازية، عن مخاوف شديدة تجاه التعامل مع العملاء الجدد، خاصة بعد انتشار العملات المزورة والدولارات الموقوفة "المجمدة".
وقال: "الدولار المجمّد أصعب في الاكتشاف من المزور، لأنه عملة سليمة يصعب تمييزها، ولكن البنوك ترفضها وتعرض حاملها للمساءلة القانونية".
وأضاف: "متعاملو السوق الموازية يبحثون دائما عن العملاء الدائمين للتأكد من مصادر العملات والثقة في عدم التعرض لمخاطر وسرقات".
"الدولارات المجمدة" أحد وسائل الاحتيال
وفى نفس السياق أكد متعامل أخر بالسوق الموازية، أن الدولارات المجمدة موجودة في السوق المصرية، ولكن بكميات محدودة جداً، ويتم تداولها بشكل معلن أحيانا وفى مرات أخرى يستخدمها بعض الأفراد للاحتيال والنصب.
وفقاً للمتعامل: "تتداول الدولارات المجمدة حالياً بأسعار تتراوح بين 25 و35 جنيهاً وبكميات لا تتعدى 200 دولار في حال الكشف عن كونها مجمدة".
الدولارات المزورة
وأضاف: "القلق الأكبر حالياً من الدولارات المزورة التي يتم دمجها مع الدولارات السليمة"، مشيراً إلى أن "العملاء الأفراد أكثر تعرضاً لمخاطر عمليات التزوير في حين أن التجار لديهم من الخبرة ما يجعلهم يكتشفونها".
تاريخ الدولار المجمد
استخدم مصطلح الدولارات المجمدة لأول مرة في عام 2003 بعد الحرب في العراق ، عندما خسرت البنوك العراقية مليارات الدولارات ، وقدمت العراق طلبًا رسميًا بأن تجمد الولايات المتحدة جميع الأوراق النقدية التي اختفت.
وعادت الدولارات إلى الظهور فيما بعد في الأسواق العراقية والعربية وقد تم بيعها بنصف السعر لأن الأرقام التسلسلية المرتبطة بها مجمدة ولا يمكن إيداعها في البنوك ، ولا يمكن استخدامها إلا خارج البنوك ، وعادت مصطلح الدولارات المجمدة إلى الظهور بعد سرقة ملايين الدولارات من البنوك الليبية في أعقاب سقوط الرئيس معمر القذافي عام 2011.
بكم يباع الدولار المجمد؟
ينتشر بيع الدولار المجمد في مجموعات التواصل الاجتماعي، والمجموعات الخدمية، منشورات ينشرها مجهولون يروجون لبيع الدولارات المجمدة.
ويعرض هؤلاء في غالب الأحيان أسعارًا تتراوح بين نصف إلى ثلثي القيمة الحقيقية أي أن كل 100 دولار مجمدة تباع بـ 50 أو 70 دولار أمريكي.
مع ذلك، يمكن أن يُقدم بعض النصابين على طرح هذه الأموال بأسعار قريبة من سعر الصرف في السوق، لكنها أرخص من أي سعر آخر معروض، وذلك بدون توضيح أنها أموال مجمدة.
أكثر المناطق التي تشهد انتشارًا للدولار المجمد
ينتشر الدولار المجمد بشكل كثيف في كل من تركيا والأردن والعراق وليبيا وسوريا ودول أخرى. ويتم بيعه عن طريق سماسرة وعصابات أو شبكات تهريب.
لكن هذا لا يعني عدم وجوده في دول أخرى، حيث تمكنت بعض العصابات من تهريب كميات كبيرة من الدولارات المجمد إلى بلدان أخرى بقصد الاحتيال على الآخرين وبيعها لهم.