يجرى حاليا تنفيذ محور روض الفرج أهم محاور التنمية تمهيدا لافتتاحه فى أبريل المقبل، والذى يربط مناطق شمال وشرق القاهرة، بمناطق غرب القاهرة بهدف تيسير عبور الناقلات والمواطنين وخلق مناطق تنمية، وتقليل زمن الرحلات ليكون موازياً لمحور 26 يوليو، مما يساعد على حل الأزمة المرورية.
وقد قامت وزارة الإسكان بتخطيط مشروع المحور بطول نحو 600 كيلومتر يبدأ من منطقة شبرا الخيمة فى شمال القاهرة ويمتد إلى السلوم والضبعة فى منطقة الحدود الغربية.
والغرض من المشروع ربط مناطق شمال وشرق القاهرة وشبرا ومدينة نصر ومصر الجديدة والمطرية وجسر السويس والقليوبية والطريق الدائرى بمناطق غرب القاهرة عند الطريق الصحراوى ومدينة 6 أكتوبر ومدينة الشيخ زايد، مما يساعد على تخفيف الضغط المرورى على طريق كورنيش النيل وكوبرى 15 مايو ومحور 26 يوليو والطريق الدائرى، ويعتبر أول طريق بمنطقة غرب القاهرة لربط الدائرى بالطريق الدائرى الإقليمى وطريق منخفض القطارة والساحل الشمالى.
ويبدأ مشروع محور روض الفرج من ميدان الخلفاوى بمنطقة شبرا ويمر عبر النيل إلى جزيرة الوراق عن طريق كوبرى على النيل عند منطقة أغاخان، مرورا بمنطقة ترعة الزمر بالجيزة، ويصل إلى مدينة 6 أكتوبر ومدينة الشيخ زايد والطريق الدائرى الإقليمى الذى سيربط محافظات الجمهورية ببعضها البعض، وذلك لتسهيل عبور الناقلات والمواطنين وخلق مناطق تنمية واستثمار وتقليل زمن الرحلات بين شمال وغرب الجمهورية والعكس، بحيث يكون محورا موازيا لمحور ٢٦ يوليو، مما يساعد بشكل كبير على حل الأزمة المرورية به.
وتبلغ التكلفة الإجمالية لتنفيذ المشروع نحو 5 مليارات جنيه وبحسب تصريحات للواء كامل الوزير.. رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فإنه تم التفكير فى إنشاء محور روض الفرج لربط الزعفرانة والعين السخنة على البحر الأحمر حتى الضبعة على المحور الشمالى، حيث يأتى من طريق بنى سويف الزعفرانة، على النيل، ثم عبر طريق الجلالة ويصل إلى طريق العين السخنة، ثم من طريق العين السخنة يصب فى القاهرة فى محور الشهيد، ثم يكمل فى شارع المخيم الدائم، ثم يقطع طريق الاتوستراد فى منطقة الجامعة العمالية وجامعة الأزهر، ثم يكمل فى شارع الفنجرى عند منطقة أرض المعارض، ثم يصل الى ميدان كوبرى القبة وسكة الوايلى وينتهى فى ميدان الخلفاوى، ومن ميدان الخلفاوى يتم إنشاء كوبرى كبير يأخذ من الخلفاوى ثم يعبر النيل مرتين وينزل فى منطقة الوراق، ثم من الوراق يسير حتى ترعة الزمر وبشتيل وكرداسة وأبورواش حتى طريق الإسكندرية الصحراوى عند الكيلو 39 عند مدينة الشيخ زايد.
وتنفيذ المشروع يتم من خلال 3 مراحل، حيث تبدأ المرحلة الأولى من الطريق الدائرى الإقليمى حتى طريق القاهرة- إسكندرية الصحراوى بطول 30 كيلومتراً، وتم الانتهاء من هذه المرحلة، أما المرحلة الثانية من المشروع فتمتد من الكيلو 39 من طريق الإسكندرية الصحراوى حتى الطريق الدائرى عند منطقة بشتيل، ومن المخطط الانتهاء من هذه المرحلة فى شهر أبريل المقبل، بينما تبدأ المرحلة الثالثة من الطريق الدائرى وتصل إلى منطقة شبرا عند دولتيان وشارع الكورنيش وشارع ترعة الإسماعيلية ومخطط الانتهاء منها فى أبريل المقبل أيضا، ومن المقرر أن يمتد الطريق بمراحله الثلاث ليصل حتى طريق الضبعة- السلوم لخدمة محافظة مرسى مطروح مرورا بمدينتى العلمين الجديدة والضبعة.
ويضيف الوزير أن المرحلة الأولى من المشروع تضم عددا من الأعمال الصناعية تصل إلى نحو 17 عملا صناعيا لمجابهة الأمطار والسيول، بالإضافة لأعمال النيوجيرسى والتخطيط، بينما تتكون المرحلة الثانية من 8 تقاطعات رئيسية، يقع التقاطع الأول منها عند منطقة شبرا الخيمة، أما التقاطع الثانى فهو عند الطريق الدائرى، والثالث عند ترعة الزمر، والرابع عند ترعة البراجيل، والخامس عند المريوطية والمنصورية وأبورواش، وتقاطع آخر عند الطريق الصحراوى، وتم تنفيذ عدد من الانفاق لخدمة الكائنات الموجودة يمين ويسار الطريق تصل إلى نحو 12 نفقاً أسفل الطريق.
ويقول اللواء محمد ناصر.. رئيس الجهاز المركزى للتعمير بوزارة الاسكان: إن الوزارة تتولى أعمال أعمال نزع الملكية ودفع التعويضات للمضارين، كما تقوم بعمليات تحويل المرافق التى تعترض مسار المشروع بجانب أعمال الأبحاث والدراسات والتصميمات الهندسية، بينما تقوم وزارة الدفاع ممثلة فى الهيئة الهندسية بتمويل وإنشاء المحور طبقًا للدراسات التى تمت بمعرفة وزارة الإسكان لكامل طول المحور من ميدان الخلفاوى إلى الطريق الدائرى الإقليمى، إضافة إلى إدارة وصيانة واستغلال المشروع بعد الانتهاء من تنفيذه بنظام الالتزام بأسلوب وضوابط تشغيل طريق القاهرة– العين السخنة.
وفيما يتعلق بدور وزارة النقل فيقول اللواء عادل ترك.. رئيس الهيئة العامة للطرق والكبارى والنقل البرى إن دور الوزارة يتمثل فى توقيع عقد منح الالتزام مع وزارة الدفاع لإدارة وصيانة واستغلال المشروع كى تتمكن الأخيرة من البدء فى عملية الإنشاء ليديره جهاز مشروعات الخدمة الوطنية ممثلا فى الشركة الوطنية للطرق فور إنهاء المرحلة الأولى منه، فضلا عن تقديم الوزارة المساعدات اللازمة لتنفيذ أعمال ربط المشروع على الطرق الرئيسية القادمة واتخاذ الإجراءات الواجبة بمنح حق صيانة وتشغيل المشروع لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية.
وحسب المخطط من المفترض أن يمتد محور روض الفرج من نقطة نهايته فى تقاطعه مع الدائرى الإقليمى وحتى مدينة الضبعة ثم مطروح والسلوم بطول 600 كم ليصبح طريقاً ساحلياً رئيسياً لخدمة مطروح والسلوم والساحل الشمالى، بجانب المحطة النووية المقرر تنفيذها فى مدينة الضبعة ومدينة العلمين الجديدة، حيث يعكف حاليا الجيش على مده، بينما سيتحول الطريق الساحلى القائم حاليا لطريق محلى لخدمة القرى السياحية على شاطئ البحر المتوسط.
وتتولى شركة المقاولون العرب تنفيذ المرحلة الثالثة من الكوبرى الذى يمتد من الخلفاوى وحتى الطريق الدائرى ويبلغ طوله 6.5 كيلومتر بجانب ما يقرب من 6.5 كيلومتر منازل ومطالع، حيث إن المحور يتكون عند بدايته فى الخلفاوى من 3 منازل منها منزل يؤدى إلى ترعة الإسماعيلية حتى محطة الكهرباء ومنزلين لشارع دولتيان حتى كوبرى أبو وافية، بجانب 3 مطالع بينها مطلعان من كورنيش النيل وآخر من شارع سعد سليم بشبرا، أما فى نهاية المحور عند الطريق الدائرى فهناك 4 منازل و4 مطالع من الطريق الزراعى والجيزة وإمبابة وعند تقاطع المحور بطريق الإسكندرية الصحراوى يوجد منزل ومطلع.
وقامت الهيئة الهندسية بوضع خطة خطة لرفع كفاءة طريق كورنيش النيل، خاصة بمنطقة أبراج أغاخان والخلفاوى عند مطالع ومنازل محور روض الفرج لتخفيف الضغط على الكورنيش، خاصة أنه من المتوقع أن يشهد الكورنيش كثافات مرورية كبيرة عند افتتاح المحور، ومن المتوقع أن تشمل أعمال التطوير ورفع الكفاءة توسعة الكورنيش مع تقليل مساحة الجزيرة الوسطى والأرصفة.
ويسير الطريق فى منطقة صحراوية، ثم منطقة استصلاح زراعى، ثم منطقة أراضى زراعية ثم عبور النيل فى قطاعين، ثم جزيرة الوراق، حيث يتم بالتسيق مع وزارة الإسكان وهيئة المساحة أعمال نزع المكلية وتعويض جميع الأهالى قبل البدء فى تنفيذ الأعمال، حيث تم تعويض المواطنين فى المرحلة الأولى بالكامل بدءا من الطريق الصحراوى حتى ترعة الزمر بطول 22 كيلومتراً، وبلغ إجمالى التعويضات نحو 420 مليون جنيه دفعتها وزارة الإسكان.
والقطاع العرضى من الطريق يتكون من 5 حارات مرورية منها حارة أتوبيس مفصلى و4 حارات للسيارت وقطار مكهرب يبدأ من ترعة الزمر وسيتم ربطه مع نهاية خط الثالث لمترو الأنفاق «امبابةـ المطار» وينتهى عند محور الضبعة ويخرج منه خط قطار مكهرب يصل إلى مدينة الشيخ زايد.
وتتولى العمل فى مشروع محور روض الفرج نحو 22 شركة مقاولات بين شركات قطاع عام وقطاع خاص، بالإضافة إلى 2 كتيبة طرق من القوات المسلحة و2 كتيبة إنشاءات وتتم الاستعانة بالمكاتب الاستشارية عند التنفيذ لضمان الوصول بالمخطط الى أعلى درجات الجودة، حيث تتم الاستعانة بالمكتب الاستشارى محرم باخوم الذى قام بوضع المخطط الاستراتيجى للمشروع وكلية الهندسة بجامعة عين شمس وهندسة القاهرة.
ومن بين أكبر الأعمال الصناعية التى تقع ضمن أعمال المشروع هو كوبرى محور روض الفرج الذى ينقسم لثلاثة أجزاء الجزء الأول هو الكوبرى المار أعلى النيل الشرقى وسوف يكون معلقاً على عمودين بارتفاع 94 مترا تتدلى منهما أسلاك ضخمة لحمل الكوبرى ليشبه بذلك كوبرى 6 أكتوبر فى الجزء الواقع أعلى منطقة غمرة، بجانب جزء ثان عبارة عن كوبرى مار أعلى النيل الغربى والجزء الثالث يمر أعلى جزيرة الوراق وكلاهما سيكونان كوبريين خرسانيين.
وعملية إنشاء الكوبرى بجزئيه الأول والثانى يتم على 8 قواعد خرسانية بينهما قاعدتان رئيسيتان و6 قواعد مساعدة وذلك فى نهر النيل بفرعيه بجانب 3 قواعد على جزيرة الوراق، مع العلم أن كل قاعدة يتم صبها من خلال 80 خازوقاً بقطر مترين وعمق 47 مترا تحت سطح النيل ويتم استخدام مادة معينة لتبطين الخازوق لعزله عن التربة الطينية فى النيل، ويبلغ ارتفاع الكوبرى 14 مترا أعلى سطح النيل وتم اختيار هذا الارتفاع بالتنسيق مع النقل النهرى والرقابة النهرية ومركز بحوث النيل، بحيث يمكن عبور أكبر البواخر النيلية بسهولة، كما يتحمل الكوبرى أوزاناً ثقيلة تصل إلى سيارات النقل الثقيل.