قوة الدولار تضغط على أسعار الذهب في البورصة العالمية.. تفاصيل


غموض مستقبل الفائدة الأمريكية يدفع الذهب للتذبذب

الخميس 07 سبتمبر 2023 | 10:57 مساءً
أسعار الذهب 2023
أسعار الذهب 2023
نهال اللهيبي

استقرت تداولات الذهب العالمي خلال جلسة اليوم الخميس عند أدنى مستوياته في أسبوع بعد ثلاثة جلسات متتالية من الخسائر وذلك في ظل قوة الدولار الأمريكي وارتفاع العائد على السندات الحكومية الأمريكية عقب البيانات الأفضل من المتوقع التي صدرت يوم أمس.

أسعار الذهب

تتداول أسعار الذهب الفورية عند المستوى 1919 دولار للأونصة وذلك بعد أن انخفضت الأسعار يوم أمس بنسبة 0.5% لتفقد 10 دولار من سعر الأونصة وتسجل أدنى مستوى منذ أكثر من أسبوع عند 1915 دولار للأونصة.

انخفاض أسعار الذهب

منذ بداية الأسبوع انخفضت أسعار الذهب بنسبة 1.1% لتفقد أكثر من 20 دولار في ظل التوقعات أن معدلات الفائدة الأمريكية ستستمر عند أعلى مستوياتها لفترة طويلة من الوقت، خاصة بعد ارتفاع أسعار النفط الخام الذي يزيد من الضغوط التضخمية والذي قد يجبر البنوك المركزية على الحفاظ على الفائدة مرتفعة لضمان السيطرة على معدلات التضخم.

يوم الاثنين الماضي أعلنت السعودية وروسيا أعضاء أوبك +، أنهما ستبقيان على تخفيضات إنتاجهما النفطية لمدة ثلاثة أشهر أخرى حتى نهاية العام. وستواصل السعودية خفض إنتاجها بمقدار مليون برميل يوميا في حين ستواصل روسيا خفض إنتاجها بمقدار 300 ألف برميل يوميا.

وقد تسبب ذلك في ارتفاع أسعار النفط الخام الأمريكي ليسجل أعلى مستوياته منذ شهر نوفمبر 2022 عند المستوى 88.07 دولار للبرميل مرتفعاً منذ بداية الأسبوع بنسبة 1.4%.

من جهة أخرى صدرت يوم أمس بيانات عن مؤشر أداء قطاع الخدمات في الولايات المتحدة الأمريكية، ليظهر ارتفاع بقيمة 54.5 بأعلى من القراءة السابقة 52.7 والتوقعات عند 52.5، وقد ساهمت هذه البيانات الإيجابية في ارتفاع كبير في مستويات الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية الأخرى الأمر الذي دفع الذهب إلى زيادة خسائره في ظل العلاقة العكسية بينهما.

ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية بنسبة 0.1% خلال جلسة اليوم الخميس، ليسجل ارتفاع لليوم الثالث على التوالي ويسجل اعلى مستوى منذ مارس الماضي.

منذ بداية الأسبوع ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.7% في طريقه إلى انهاء الأسبوع الثامن على التوالي من المكاسب.

الدولار

وجد الدولار الدعم أيضاً من ارتفاع العائد على السندات الحكومية بسبب التوقعات بإمكانية استمرار الفائدة عند أعلى مستوياته لفترة أطول من المتوقع في ظل استمرار الضغوط التضخمية المتزايدة.

العائد على السندات لأجل 10 سنوات ارتفع لخمس جلسات على التوالي وسجل منذ بداية الأسبوع ارتفاع بنسبة 2.4% مسجلا أعلى مستوى في أسبوعين عند 4.305%.

ارتفاع عوائد السندات الحكومية يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للذهب حيث يدفع الاستثمارات إلى الخروج من أسواق الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه مقابل الانتقال إلى سوق السندات الذي يشهد معدلات عائد قياسية.

مستقبل الفائدة

على الرغم من أن قطاع عريض من الأسواق يتوقع أن البنك الفيدرالي قد انتهى من دورة رفع الفائدة إلا أن عدم اليقين لا يزال متواجد بل ويتزايد كل يوم بشأن مستقبل الفائدة، خاصة أن ضغوط التضخم مستمرة في التزايد والاقتصاد الأمريكي لا يزال يظهر مرونة كبيرة.

تسعير الأسواق لأسعار الفائدة يظهر احتمال بنسبة 92% أن يقوم البنك بتثبيت الفائدة في اجتماع شهر سبتمبر، يذكر أن هذا الاحتمال تراجع من 94% بعد بيانات قطاع الخدمات الأمريكي التي صدرت يوم أمس، بينما يوجد احتمال آخر بنسبة 43.6% أن البنك سيرفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع شهر نوفمبر القادم.

تحرك منظمة الأوبك + بالاستمرار في خفض معدلات الإنتاج من أجل دعم أسعار النفط سيكون له مردود كبير على معدلات التضخم خلال الفترة القادمة، وستأخذ البنوك المركزية هذه الخطوة من قبل أوبك + في الاعتبار بالطبع عند تحديد السياسة النقدية.

قد تلجأ البنوك المركزية حول العالم بقيادة البنك الفيدرالي الأمريكي إلى الاستمرار في الحفاظ على معدلات الفائدة عند أعلى مستوياتها لفترة أطول من الوقت من أجل مواجهة التضخم المتماسك حتى الآن بسبب مرونة الاقتصاد وزيادة عوامل التضخم مثل ارتفاع أسعار الطاقة.

عضوة البنك الفيدرالي سوزان كولينز صرحت يوم أمس أنها في حاجة إلى المزيد من الأدلة لتتيقن أن التضخم تمت السيطرة عليه، وكررت تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول التي ألقاها في ندوة جاكسون هول أنه قد تكون هناك حاجة لمزيد من رفع الفائدة خلال الفترة القادمة اعتمادا على البيانات الاقتصادية.