تتجه طلبيات الطائرات كبيرة الحجم إلى الزيادة في المستقبل القريب، بينما تستمر مشكلات سلاسل الإمداد في إعاقة قطاع الطيران وتسبب شُحاً في الطائرات المتاحة، وفقاً لأندي كرونين، الرئيس التنفيذي لشركة "أفولون هولدينغز" (Avolon Holdings).
تأتي الطلبيات الكبيرة مدفوعة بصعوبة تحديد مواعيد التسليم، إلى جانب تزايد المنافسة من عدد أكبر من شركات الطيران التي زاد حجمها وحققت نجاحاً أكبر، حسب ما قاله كرونين في حوار عبر الهاتف بعد إعلان أرباح "أفولون" الخميس.
شهد العام الجاري طلبيتين قياسيتين بتتابع سريع، الأولى من شركة "إير إنديا" (Air India)، جاءت الثانية بعدها بفترة قصيرة من شركة "إندي غو" (IndiGo)، واللتين اتفقتا مع شركة "إيرباص" على شراء 500 طائرة في معرض باريس الجوي الذي أُقيم في يونيو.
وجاءت هاتان الطلبيتان بعدما انتهت شركة الخطوط الجوية التركية (تركيش إيرلاينز) من خطة مقترحة لشراء نحو 600 طائرة نفاثة، فيما قالت "طيران الإمارات"، التي تشتري عدداً كبيراً من الطائرات، إنها ستعود إلى السوق في وقت لاحق من العام الجاري.
أما شركات الطيران التي أبرمت طلبيات قياسية، مثل "رايان إير" التي اتفقت مع "بوينغ" على شراء 300 طائرة ضيقة البدن، فتريد أن تضمن قدرتها على حجز مواعيد التسليم لتتلقى الطائرات قبل نهاية العقد، حسب كرونين الذي أضاف: "أخشى أن مواعيد التسليم المتاحة ستُحجز سريعاً".
كانت "أفولون" نفسها ضمن المشترين النشطين في معرض باريس، وقدمت طلبيات لشركتي "إيرباص" و"بوينغ" معاً. أدى الطلب القياسي من العملاء إلى أزمة إنتاج في شركتي صنع الطائرات، التي باعت كامل إنتاجها تقريباً من الطائرات النفاثة الأكثر رواجاً حتى نهاية العقد.
بينما أشارت شركات الطيران إلى ارتفاع كبير في الطلب خلال فصل الصيف الحالي، في ظل إقبال المسافرين على السفر إلى الخارج للاستمتاع بالعطلات في الأجواء المشمسة، إلا أنها تعاني من القدرة الإنتاجية المقيدة، نظراً لمعاناة شركات صنع الطيران من نقص في القطع في ظل حرب أوكرانيا والآثار الناجمة عن الجائحة.
قال كرونين إنه "لم يحسن تقدير" الوقت اللازم لإعادة معدلات الإنتاج إلى مستوياتها قبل الجائحة، ويتوقع الآن أن يستغرق الأمر بضع سنوات لعودة الاستقرار، وهو تفاؤل كرره المديرون التنفيذيون في "إيرباص" و"بوينغ".