«أوشن جيت» كانت على علم بها.. 5 أخطاء أدت لكارثة الغواصة تيتان


الاثنين 26 يونية 2023 | 02:05 صباحاً
الغواصة تيتان
الغواصة تيتان
وكالات

تسببت سلسلة من الأخطاء المسبقة قبل انطلاق مهمة غواصة تيتان "المحكوم عليها بالفشل" لزيارة حطام السفينة الغارقة تيتانيك، في انتهاء الرحلة بكارثة وفاة جميع من كانوا على متنها.

وقال كل من خفر السواحل الأميركية والشركة المشغلة للرحلة OceanGate إن الركاب الخمسة الذين كانوا على متن الغواصة تيتان لقوا حتفهم في انفجار كارثي بعد العثور على حطامها في قاع المحيط.

الآن، يتم طرح أسئلة حول سبب تجاهل أو رفض مخاوف السلامة المتعلقة بتصميم وتشغيل الغواصة.

وبرغم عدم وضوح سبب الانفجار بعد، أشار الخبراء إلى بعض التحذيرات التي تم تجاهلها حول سلامة تيتان قبل انطلاق الرحلة، وفيما يلي 5 أسباب رئيسية وراء الأزمة:

1- جسم الغواصة مصنوع من ألياف الكربون

يتكون هيكل تيتان من قبتين من التيتانيوم متصلتين ببعضهما البعض بواسطة أسطوانة من ألياف الكربون بسمك خمس بوصات.

كان هذا اختياراً غير تقليدي لغواصة في مهمة إلى أعماق البحار، والتي عادة ما يكون لها بدن مصنوع من مواد أقوى مثل الفولاذ أو التيتانيوم.

ميزة استخدام ألياف الكربون هي أنها أخف وزناً وأرخص بكثير.

أما العيب بحسب تصريحات المخرج السينمائي وخبير الغوص العميق جيمس كاميرون هو أنه "ليس لديها قوة في الانضغاط".

وكان كاميرون -مخرج فيلم تايتانيك- قد قام بجولات غطس عشرات المرات نحو حطام سفينة تايتانيك وصمم سفناً لاستكشافاته الخاصة.

اللافت للنظر، هو أنه تم تحذير OceanGate من مخاطر السلامة المرتبطة باستخدام تلك المواد، وفقًا لإيداع قضائي عام 2018.

وفقًا للإيداع، أثار الموظف السابق في OceanGate ، ديفيد لوكريدج، مخاوف بشأن "قوة الضغط" ، إذ يمكن أن تؤدي العيوب غير المرئية في جسم الغواصة إلى تمزقات أكبر بعد تعرضها لتغييرات الضغط المتكررة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة OceanGate ، ستوكتون راش، في مقابلة قبل عامين إنه يعلم أنه "كسر بعض القواعد" بالتخلي عن المواد التقليدية: "أعتقد أنني كسرت قواعد المنطق والهندسة .. ألياف الكربون والتيتانيوم؟ هناك قاعدة تقول لا تفعل ذلك". "حسنًا، لقد فعلت".

2- الشركة تجاهلت المخاوف بشأن نظام الإنذار المبكر

روجت شركة OceanGate لتطويرها لنظام رصد صوتي متقدم، وتم تصميم التكنولوجيا للتحذير من حدوث عطل في جسم الغواصة في الوقت المناسب للقيام بإجراءات مناسبة حيال ذلك.

لكن في تحليله لعام 2018، حذر الموظف السابق لوكريدج من أن نظام الإنذار أو التحذير المبكر كان عديم الفائدة فعليًا- لأنه لن يحذر من حدوث انبجار كارثي إلا قبل أجزاء من الثانية من حدوثه.

وقالت دعوى لوكريدج إن الشركة رفضت اتباع توصياته بشأن "الاختبارات غير المدمرة" على بدن السفينة للتأكد من أنها "منتج قوي وآمن لسلامة الركاب وطاقم الغواصة".

وأخبرت الشركة لوكريدج أن هيكل تيتان كان سميكًا جدًا لدرجة أنه لا يمكن عمل مسح للوقوف على نقاط الضعف والمشكلات الفنية.

ومن غير الواضح ما إذا كانت مخاوف لوكريدج قد تمت معالجتها أو ما إذا كانت OceanGate قد أجرت الاختبارات التي أوصى بها لاحقًا.

3- OceanGate قاومت دعوات للمصادقة على الغواصة

من المحتمل ألا تمر السفينة مطلقًا باختبار صارم للسلامة وفقًا لمعايير الصناعة - وفي الواقع جادلت الشركة في عام 2019 بأنها لم تكن بحاجة إلى تلك الاختبارات.

وقال ديفيد بوغ، الصحفي الذي استقل تيتان في عام 2022، إنه وقع على تنازل ينص على أن: "هذه السفينة التجريبية لم تتم الموافقة عليها أو اعتمادها من قبل أي هيئة تنظيمية".

من المحتمل أن تكون السفينة قد تم اعتمادها منذ ذلك الحين، لكن لا دليل يؤكد ذلك.

في إيداعات المحكمة، أفاد لوكريدج أنه اكتشف أن منفذ العرض الأمامي للسفينة كان معتمدًا فقط عند عمق حوالي 4200 قدم (1300 متر) وهو مستوى أقل بكثير من عمق تيتانيك.

وكتب محامو لوكريدج: "لن يكون الركاب الذين يدفعون مقابل الرحلات على دراية بهذا التصميم التجريبي ولن يتم إبلاغهم به".

في مدونة عام 2019، دافعت الشركة عن قرارها بعدم اعتماد تيتان، قائلة إن الحوادث في الإعدادات البحرية والجوية ناتجة في الغالب عن "خطأ المشغل، وليس عطل ميكانيكي".

4- موظفو OceanGate أثاروا مخاوف تتعلق بالسلامة، لكنها قوبلت بالفصل أو التجاهل

بعد إثارة مخاوف تتعلق بالسلامة بشأن الغواصة، وعقب يوم من تقديم تقرير السلامة الفنية، تم استدعاؤه إلى اجتماع مع الرئيس التنفيذي للشركة والموارد البشرية، وخلال الاجتماع، تم فصل لوكريدج من العمل وطلب منه مغادرة الشركة.

ادعى لوكريدج أنه تم تسريحه انتقامًا منه بسبب الإبلاغ عن المخالفات، ونتيجة لذلك، رفع دعوى قضائية ضد الشركة.

أما شركة OceanGate، فقد زعمت أن لوكريدج تبادل معلومات سرية مع جهات خارجية ووصفت تقريره بأنه كاذب، واتهمته بالاحتيال.

لم يكن لوكريدج هو الوحيد الذي ترك الشركة بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، لكن موقع Insider أفاد سابقًا أن روب ماكولم، المستكشف والمستشار السابق لشركة OceanGate، ترك الشركة في عام 2009 لأسباب من بينها مخاوف من أن رئيسها التنفيذي كان يفرط ويندفع في الإنتاج.

وفي حديثه مؤخراً، قال ماكولم إنه كان على دراية بالمعدات المستخدمة في الغواصة تيتان ولا يعتقد أنها آمنة للاستخدام.

5- كانت هناك حوادث سابقة تتعلق بالسلامة

هذه ليست المرة الأولى التي تتعامل فيها الشركة مع مشاكل الغواصات، ووفقًا لوثائق المحكمة التي حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز، توقفت رحلة في عام 2021 على متن تيتان بسبب مشكلات تتعلق بالبطارية.

أفاد بوغ، الصحفي الذي ذهب على متن تيتان في عام 2022، أن الغواصة ضلت طريقها لعدة ساعات أثناء وجوده على متن السفينة الأم.

وقال بوغ: "كان لا يزال بإمكانهم إرسال نصوص قصيرة وقتها، ولم يعرف مشغلو الغواصة مكانها. كان الوضع متوترًا للغاية، وقامت الشركة بإغلاق الإنترنت على السفينة لمنعنا من التغريد".

وكشف بوغ أيضًا أن الغواصة تفتقر إلى جهاز إرسال موقع الطوارئ (ELT)، والذي من شأنه أن يرسل إشارات تسمح لعمال الإنقاذ بالعثور عليها.