"البنك الدولي" يعرض تجربة نجاح الرسائل النصية في حماية الأطفال بــ "شيمبورازو" من التقزم


الاربعاء 03 يونية 2020 | 02:00 صباحاً
عبدالله محمود

هل يمكن للرسائل النصية أن تنقذ الأرواح؟، كان ذلك هو السؤال الذي طرحه باحثون بالبنك الدولي على أنفسهم لأكثر من عام في شيمبورازو، وهي منطقة ريفية في إكوادور، تقع في أعالي جبال الأنديز وتضم عددًا كبيرًا من السكان الأصليين الذين يعيشون في قرى صغيرة تفصل بينها أميال من الطرق الوعرة وغير المعبدة.

ويعاني أكثر من نصف الأسر في المنطقة من الفقر، حيث لا تتوفر لدى معظم السكان مياه شرب نظيفة أو حمامات، كما أن هناك نقصا في المواد الغذائية المغذية.

في عام 2012، عانى ما يقرب من نصف الأطفال في شيمبورازو من التقزم في مرحلة الطفولة، حيث أدى سوء التغذية المزمن إلى إبطاء نموهم، وكان معدل التقزم في شيمبورازو هو الأعلى في أمريكا اللاتينية، ومماثلا للمعدلات السائدة في بوتسوانا وغانا وجنوب أفريقيا في أفريقيا جنوب الصحراء.

وفي شيمبورازو، غالبًا ما يتطلب أخذ الأطفال لإجراء فحوصات صحية قطع مسافات طويلة على طرق وعرة، ونتيجة لذلك، فإن الأمهات أصبحن لا يعرفن في أحوال كثيرة توقيت دمج استخدام الأغذية الصلبة في النظم الغذائية لأطفالهن، على الرغم من الجهود التي بذلتها حكومة إكوادور على مدار سنوات طويلة للتشجيع على استخدام الفيتامينات والمغذيات التكميلية.

وبدءًا من عام 2013، انتشر باحثو البنك الدولي في أنحاء شيمبورازو ووجدوا أن معظم الأطفال دون سن الثالثة في المناطق الريفية نادرًا ما يخضعون للفحوصات الصحية، لذلك حاولوا إيجاد سبلاً أخرى لتوعيتهم، وتم إلحاق مقدمي الرعاية المشاركين في الدراسة في برامج التغذية والمتابعة من خلال العيادات الصحية المحلية.

لكنَّ الباحثين أقروا أنه عندما عاد المشاركون إلى بيوتهم، فإنهم لم يستمروا في الغالب في اتباع نظام التغذية والنظافة الصحية، لذلك، بدأ البرنامج في إرسال رسائل نصية إيجابية ومشجعة، معدة حسب ظروف المشاركين كل على حدة وأطفالهم.

وعلى مدى 14 شهرًا، تلقت 2000 أسرة رسائل نصية بانتظام - بواقع رسالتين أسبوعيًا - تحث الأمهات وغيرهن من مقدمي الرعاية على أخذ أطفالهن لإجراء فحوصات منتظمة، واستخدام مكملات الحديد والمغذيات الدقيقة التي تقدمها الحكومة، وغلي المياه لجعلها صالحة للشرب، وغسل أيديهم باستمرار، وتحسين إعداد الأغذية، والنظافة الصحية. وكانت هناك مجموعة ضبط أو ألف أسرة أخرى (لأغراض المقارنة) لم تتلق أية رسائل نصية.

ومع مراعاة المصاعب المتعلقة بخدمة الهاتف المحمول، ازداد وزن الأطفال دون الثانية في الأسر التي تلقت رسائل نصية، وانخفض معدل انتشار الأمراض التنفسية بنسبة 29%، وانخفض عدد الأطفال الذين أصيبوا بالحمى واقتضت حالاتهم العلاج في المستشفيات بنسبة 9%. كما أفاد الأطفال الذين تلقى القائمون على رعايتهم رسائل نصية بتحسن في صحتهم بوجه عام.

ووجدت ماري أباركا، وهي أم لطفلين في منطقة شامبو، أن الرسائل النصية مفيدة، حيث شملت تعليمات بخصوص كيفية غسل الطعام وطهيه، والتذكير بالنظافة الصحية والتغذية. وعن ذلك، قالت ماري: "من خلال التقدم التكنولوجي، يمكننا تعليم أنفسنا والتواصل مع الآخرين".

وتتسق تجربة ماري مع الدروس التي خلص إليها باحثو البنك الدولي حول قوة الرسائل النصية للتواصل في أنحاء المنطقة.

وقالت آنا ماريا أوفييدو، وهي خبيرة اقتصادية أولى بالبنك الدولي: "إن ما استنتجناه هو أن الرسائل النصية ليست، بطبيعة الحال، حلاً لأي من هذه المشاكل بمفردها، لكنها أداة مكملة، فهي لا يمكنها حل المشاكل الهيكلية المتعلقة بسوء التغذية، ولكن يمكنها تشجيع الوالدين أو مقدمي الرعاية على التصرف بطريقة مختلفة قليلا، لتغيير سلوكهم حتى يتمكنوا في ظل القيود القائمة من الاضطلاع بدورهم بالفعل".