خاص| مصطفى بدرة: التعامل بالجنيه والروبية الهندي يقلص الطلب على الدولار


الاربعاء 21 يونية 2023 | 05:17 مساءً
التبادل المصري الهندي
التبادل المصري الهندي
نهال اللهيبي

نظام المقايضة أحد وسائل التبادل الدولي بين البلدان عن طريق تداول السلع بين بعضهما البعض بالعملة المحلية بعيدًا عن الدولار لتقليل تكلفة توافر السلع وانخفاض الطلب على الدولار وتوفيره.

كانت بداية عمل مصر بهذا النظام عندما أعلن وزير التموين الدكتور على مصيلحي مطلع الشهر الجاري عن بدء التداول والتعاون بين مصر والهند عن طريق نظام المقايضة، وسيتم الإعلان عنه رسميًا خلال زيارة رئيس الوزارء الهندي إلى مصر في الأسبوع الجاري.

مصطفى بدرة: التعامل بالجنيه والروبية الهندي يقلص الطلب على الدولار 

بداية قال الدكتور مصطفى بدرة الخبير الاقتصادي إن التوقيت الحالي شهد توجهات كثير من الدول للتبادل بالعملات المحلية بعيدًا عن الدولار، ومن ضمن هذا التعاون بين الدول ظهرت آلية جديدة من آليات التداول أو التجارة بالمقايضة للسلع بين البلدان بعضها البعض وهذا ما بدأ به وزير التموين بالاشتراك مع دولة الهند، متابعًا خلال الأسبوع الجاري سيصدق على هذا القرار رئيس الوزراء الهندي خلال زيارته لمصر.

واضاف أن التعامل بين كلا من مصر والهند سيكون من خلال العملات المحلية "الجنيه المصري والروبية الهندي" بالمقايضة عن طريق سلع مثل الأسمدة والغاز مع مصر، كجزء من صفقة أوسع قد تشهد توسيع نيودلهي خط ائتمان بقيمة عدة مليارات من الدولارات إلى القاهرة، فعلى سبيل المثال "استوردت مصر من الهند كمية معينة من القمح وبتكلفة هذه الكمية المستوردة ستصدر مصر للهند مع تحتاجه بتكلفة ما قامت الهند بتصديره والعكس صحيح".

التبادل المصري الهنديالتبادل المصري الهندي

وتابع «بدرة» في تصريح خاص لـ«العقارية» أن المقايضة بين الدول تحديدًا مثلما فعلت مصر والهند ستقلل من الضغط والطلب على العملات الأجنبية مثل «الدولار» وتوفيرها، بالاضافة إلى رفع قدرة وقيمة التبادل التجاري بين مصر والهند وفي حال نجاح هذه التجربة سيتم تطبيقها في كثير من البلاد وأن تصبح المقايضة حيث أنها ستصبح تمثل السبيل الأساسي والاوحد في عملية التبادل التجاري بين الدول وبعضها البعض، خاصة في البلاد ذات الاحتياج والطلب بشكل كبير على «العملة الصعبة» "الدول المستوردة" وبهذا ستوفر الدول كل ما تحتاجه عن طريق تصدير المنتجات التى بها فائض محلي واستيراد ما تحتاجه من الدول الأخرى، فالهند تسعى لهذه المقايضة في كل من الأسمدة والغاز من القاهرة كدفعة جزئية لخط الائتمان، حيث تحرص نيودلهي على تنويع وارداتها من الأسمدة، خاصة بعد عام 2021، عندما واجهت بعض الولايات الهندية نقصًا بسبب قيود الصادرات الصينية وارتفاع الأسعار القياسي.

حازم المنوفي: التبادل الدولي عن طريق المقايضة يقلل من ارتفاع أسعار السلع

هذا وقال حازم منوفي رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية بالإسكندرية إن قرار المقايضة الذى أعلنه وزير التموين المصري مع دولة الهند يجني ثمار نجاحه في تقليل الطلب على الدولار وتوفيره، وهو قرار جيد وإيجابي للسوق المحلي، مما يترتب عليه انخفاض تكلفة السلع لانها ستتوفر بعيدًا عن الدولار وارتفاع أسعاره.

ونوه المنوفي في تصريح خاص لـ«العقارية»، أن السوق المصري المحلي به فائض واكتفاء ذاتي من الخضار والفاكهة ويتم التصدير إلى الخارج لكثير من الدول العربية مثل السعودية والإمارات، وتصدير الخضار والفاكهة ساهم بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية في توفير الدولار للخزينة المصرية، مضيفًا أنه كما يوجد اكتفاء في هذه السلع هناك نقص واحتياح للبعض الآخر وهذا ما يستهدفه قرار وزير التموين لتوفير ما تحتاجه مصر عند طريق المقايضة.