اتفقت الصين والولايات المتحدة يوم الاثنين على تحقيق الاستقرار في التنافس المحتدم بينهما حتى لا يتحول إلى صراع، لكنهما أخفقتا في إحداث أي انفراجة كبيرة خلال زيارة نادرة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى بكين.
ورحب الرئيس الصيني شي جين بينغ "بالتقدم" بعدما صافح بلينكن في قاعة الشعب الكبرى، وهي قاعة كبيرة مخصصة في العادة لاستقبال رؤساء الدول.
وشدد بلينكن وشي على أهمية وجود علاقات أكثر استقرارا بين البلدين، إذ من شأن أي صراع بين أكبر اقتصادين في العالم أن يؤدي إلى حدوث اضطرابات عالمية.
لكن الصين رفضت بحث عرض واشنطن استئناف قنوات الاتصال العسكري وأشارت إلى أن العقوبات الأمريكية هي العقبة أمام هذه الخطوة. وتمسك كل جانب فيما يبدو بموقفه إزاء كل الملفات بدءا من تايوان إلى التجارة، بما في ذلك الإجراءات الأمريكية التي تستهدف صناعة الرقائق الصينية، وحقوق الإنسان والحرب الروسية الأوكرانية.
ووصف البيت الأبيض الاجتماع بأنه "خطوة جيدة للأمام". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير إن رسالة بلينكن العامة كانت تأكيد أهمية الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة لتقليل المخاطر.
وخلال أحد أبرز الاتصالات بين الولايات المتحدة والصين منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه، لم يتضح كيف سيتغلب البلدان على خلافاتهما، لكنهما اتفقا على الاستمرار في الاتصالات الدبلوماسية مع مزيد من الزيارات خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.
وأثناء مؤتمر صحفي في ختام زيارته التي استمرت يومين إلى بكين، وهي الأولى لوزير خارجية أمريكي منذ عام 2018، قال بلينكن إن واشنطن حققت أهدافها من الزيارة بما فيها طرح مخاوفها بشكل مباشر ومحاولة فتح قنوات للحوار واستكشاف مجالات للتعاون. وتأجلت الزيارة التي كانت مقررة في فبراير شباط الماضي بعد تحليق ما يشتبه في أنه منطاد تجسس صيني فوق المجال الجوي الأمريكي.
لكن الوزير الأمريكي قال إن التقدم لم يكن مباشرا.
وقال بلينكن قبل مغادرة الصين "كانت العلاقات في مرحلة عدم استقرار، وأقر الجانبان بالحاجة إلى العمل على استقرارها".
وأضاف "لكن إحراز التقدم أمر صعب ويستغرق وقتا. وهو ليس نتاج زيارة واحدة أو رحلة واحدة أو محادثة واحدة. آمل وأتوقع أن يتحسن الاتصال والتواصل بيننا خلال المرحلة المقبلة".
وقلل مسؤولون أمريكيون من احتمالية حدوث انفراجة كبيرة في المحادثات، لكنهم عبروا عن آمالهم في أن تمهد زيارة بلينكن الطريق أمام المزيد من الاجتماعات الثنائية في الأشهر المقبلة، بما يشمل زيارتين محتملتين لوزيرة الخزانة جانيت يلين ووزيرة التجارة جينا رايموند.
وكان من المأمول أيضا أن تمهد الطريق أمام قمة بين شي وبايدن في وقت لاحق من العام الجاري.
وعُقد آخر اجتماع بين بايدن وشي على هامش قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية في نوفمبر تشرين الثاني، حيث تعهدا بإجراء مزيد من الاتصالات، لكن العلاقات تدهورت منذ ذلك الحين لأسباب تتعلق بتايوان واتهامات بالتجسس ومخاوف أخرى.
وقال شي لبلينكن على طاولة طويلة مزركشة بزهور اللوتس الوردية "أحرز الجانبان تقدما أيضا وتوصلا إلى اتفاق بشأن بعض القضايا المحددة. هذا جيد جدا".
ورد بلينكن بالقول إن البلدين مسؤولان عن إدارة علاقاتهما.
وأضاف بلينكن أن اجتماعاته في بكين بما فيها محادثاته مع كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي ووزير الخارجية تشين قانغ كانت "صريحة وبناءة".
ولم يتضح من تصريحات شي ما هو التقدم الذي كان يشير إليه، غير أنه أبلغ بلينكن أن الصين "ترغب في رؤية علاقات على أساس سليم ومستقر بين الصين والولايات المتحدة" وتعتقد أن البلدين "بإمكانهما التغلب على مختلف الصعوبات"، وذلك بحسب بيان صيني حول المحادثات.
كما حث الولايات المتحدة على عدم "الإضرار بحقوق الصين ومصالحها المشروعة" في إشارة إلى بؤر التوتر مثل تايوان، الجزيرة الديموقراطية التي تقول بكين إنها جزء من أراضيها.
وقال بلينكن إنه أوضح أن الولايات المتحدة تحتاج إلى تعاون أكبر بكثير من الصين لوقف تدفق الفنتانيل وإن الجانبين اتفقا على إنشاء مجموعة عمل بهذا الخصوص.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن أثار قضايا خلافية مثل تايوان وحقوق الإنسان واستفزازات كوريا الشمالية ومخاوف الولايات المتحدة بشأن أنشطة بكين الاستخباراتية في كوبا.