هذه هي خسائر السينما المصرية بسبب أزمة "كورونا"


الاربعاء 27 مايو 2020 | 02:00 صباحاً
عبدالله محمود

كغيرها من القطاعات التي أصيبت بالكساد بسبب الهلع من فيروس كورونا المستجد، باتت السينما المصرية أكبر الخاسرين ماديًا من توقف الصناعة للشهر الرابع على التوالي وإغلاق دور السينما وغياب النشاط الإنتاجي.

لم يكن الأمر ملموسًا بشكل كبير للجمهور المصري خلال الفترة المنقضية والتي انشغلت فيها الجماهير بالدراما الرمضانية، غير أن مشاهد دور العرض السينمائي المقفلة في أول أيام عيد الفطر بعثت الحُزن في نفوس الجماهير التي اعتادت أن تكون السينما جزءًا لا يتجزأ من احتفالات عيد الفطر المبارك.

في مثل هذا الوقت من العام المنقضي، كانت طوابير رواد دور السينما تمتد لأمتار أمام شبابيك التذاكر والمنافسة تشتد بين عشرات الأعمال السينمائية في موسم عيد الفطر، على عكس مشهد السينما الصامتة خلال أزمة كورونا.

وخلال العام الماضي تنافست أفلام أبرزها "كازابلانكا بطولة أمير كرارة وإياد نصار، والممر بطولة أحمد عز، وسبع البرمبة بطولة رامز جلال، وحملة فرعون بطولة عمرو سعد، ومحمد حسين بطولة محمد سعد".

وحققت الأفلام المتنافسة خلال عيد الفطر 2019 إيرادات بلغت في مجملها ربع مليار جنيه خلال 4 أيام فقط، وهي القيمة المتوسطة لأرباح موسم عيد الفطر.

ويعني توقف صناعة السينما خلال أزمة كورونا، خسارة ربع مليار جنيه إضافية كانت متوقعة خلال موسم عيد الفطر.

أفلام لم تر النور

وكان من المفترض خلال هذا العام أن تٌعرض مجموعة من الأفلام صاحبة الإنتاج الضخم لأبرز النجوم في مصر، وكان متوقعا أن تحقق تلك الافلام طفرة في الإيرادات خلال الموسم الحالي.

ومن أبرز تلك الأعمال، فيلم العنكبوت، للفنان أحمد السقا بعد غياب 3 سنوات منذ تقديم فيلم هروب اضطراري، بالإضافة إلى فيلم "العارف" لأحمد عز والذي تكلف إنتاجه 80 مليون جنيه مصري.

وخسر أحمد عز أيضًا عرض فيلم "كيرا والجن" الذي يقوم ببطولته مع الفنان كريم عبد العزيز، الذي لم تتح له الفرصة مجددًا لعرض فيلمه "البعض لا يذهب إلى المأذون مرتين".

وكان مقررًا عرض فيلم أشباح أوروبا للفنانة هيفاء وهبي، لكنه لم يحظ بتلك العودة إلى دور السينما بسبب فيروس كورونا، أما الفنان كريم فهمي فكان سيئ الحظ للمرة الثانية بسبب تأجيل طرح فيلم "ديدو".

وقد يبدو للبعض أن توقف دور العرض والإنتاج السينمائي يصيب نجوم السينما والمنتجين فقط، لكن في الحقيقة فإن صناعة السينما اقتصاد كلي يدور في فلكه آلاف العاملين من موظفي وعمال الإنتاج والاستوديوهات والمكياج ومجاميع التصوير بالإضافة الى العاملين في دور العرض من الموظفين وغيرهم من العمال.

ووفقا لبعض التقديرات قد يبلغ عدد العاملين في صناعة فيلم سينمائي واحد إضافة إلى الممثلين المشاركين فيه 2000 شخص، يتربحون من تلك الصناعة و ينفقون من خلالها على أسرهم.

يقول المنتج أحمد السبكي، أن خسائر السينما لم تتوقف فقط عند موسم عيد الفطر المبارك بل شملت أيضا موسم عيد الحب الذي تعطل سينمائيا بسبب بداية ظهور فيروس كورونا.

ويضيف المنتج السينمائي المعروف لـ صدى البلد، إنه خسر بسبب تأجيل طرح 4 أعمال منتهية وجاهزة للعرض، بينما مشاريع أخرى توقف تصويرها ولم تكتمل.

وقال إن تصوير اليوم الواحد يشارك فيه مالا يقل عن 250 شخصا ينتفعون ماديا، سواء من مشاركين خلف الكاميرات او أمامها.

وردًا على سؤال حول امكانية العودة باشتراطات معينة، قال أحمد السبكي "لن يجازف المنتجون بـ أفلام تكلفت الملايين لأنهم لن يثقوا في عودة الجمهور بسهولة، وعلى الرغم من ذلك أنا مستعد للمجازفة، كما حدث قبل ذلك أثناء ندرة الإنتاج في أواخر حكم الإخوان المسلمين.

السؤال تم طرحه على المستشار نادر سعد المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، من خلال مداخلة مع برنامج التاسعة الذي يقدمه الاعلامي وائل الإبراشي، وقال إن الحكومة ستسمح خلال الفترة المقبلة للسينمات والمسارح والنوادي الاجتماعية والرياضية بالعمل ولكن بشروط وإجراءات وقائية.

وقال سعد، إن دور السينما والمسرح ستعاود الفتح مع تطبيق خطة التعايش مع فيروس كورونا، لكنها ستعمل بشرط ارتداء الكمامات في دور العرض، وقال إن المخالفين لذلك سيتعرضون لعقوبات.