تترقب الأسواق العالمية والمحلية قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المقرر صدوره اليوم الأربعاء بعد إنتهاء اجتماع السياسة النقدية لشهر مايو، والذي انطلق أمس، في الوقت الذي يواصل فيه معركته ضد التضخم المرتفع.
ومن المتوقع أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة للمرة العاشرة، على الرغم من الإشارات المتزايدة على تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، حيث يتوقع العديد من الاقتصاديين أن تدخل أمريكا في ركود معتدل في وقت لاحق من هذا السنة.
ويتوقع المحللون أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ثم يبقيها عالية في محاولة لإعادة التضخم نحو الهدف الطويل الأجل المتمثل في 2%، من دون التسبب بركود أعمق من المتوقع.
يأتي قرار المركزي الأمريكي اليوم في ظل استمرار الاضطرابات في القطاع المصرفي، حيث شهد هذا الأسبوع إنهيار بنك ثالث في الولايات المتحدة وهو «فريست ريبابليك بنك»، بعد فشل محاولة أخيرة لإقناع المصارف المنافسة بالحفاظ على البنك المتعثر واقفا على قدميه.
وأعلن جي بي مورجان تشيس استحواذه على جميع ودائع فيرست ريبابليك، بما في ذلك الودائع غير المؤمن عليها، ليصبح بذلك جميع المودعين في فريست ريبابليك بنك مودعين في بنك جي بي مورجان تشيس، وسيكون لهم حق الوصول الكامل إلى جميع ودائعهم.
كان فيرست ريبابليك بنك هو الضحية الثالثة، بعد إنهيار سيليكون فالي بنك وسيجنتشر بنك، فيما تُعزى تلك الإنهيارات إلى تأثير الزيادة المفرطة لسعر الفائدة.
وفي مواجهة هذه الاضطرابات المستمرة في القطاع المصرفي، تخلى بنك الاحتياطي الفدرالي عن الزيادة الكبيرة في أسعار الفائدة في 22 مارس، واختار بدلا من ذلك رفعها بمقدار ربع نقطة.
الزيادة الأخيرة؟
حدد مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي في أحدث توقعاتهم من شهر مارس أعلى معدل للفائدة عند 5-5.25%، وهو أعلى معدل منذ عام 2006، ويشير إلى زيادة ربع نقطة أخرى.
وقال أكثر من نصف (أو 53%) الاقتصاديون والمستثمرون الذين تم استطلاع آرائهم في استطلاع Bankrate للمؤشر الاقتصادي للربع الأول يقولون إن سعر الفائدة القياسي الرئيسي لبنك الاحتياطي الفيدرالي سيبلغ ذروته في النطاق المستهدف من 5-5.25%.
وفي غضون ذلك، لا يرى المشاركون في السوق أن الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بزيادة فوق هذا النطاق المستهدف، وفقًا لـ FedWatch من مجموعة CME.
وفي ذلك السياق، قال رافائيل بوستيك رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا في تصريحات سابقة، في إشارة إلى توقعاته بأن البنك قد يقوم برفع سعر الفائدة هذا الشهر ثم إيقافه لبعض الوقت.
وأشار جو بروسولاس ، كبير الاقتصاديين في RSM إلى أنه «سيكون هناك انقسام في اللجنة حول فكرة إذا ما كانت السياسة النقدية متشددة بما فيه الكفاية أم لا؟»
فيما كتب الاقتصاديون في بنك أوف أمريكا في مذكرة للعملاء: «نتوقع أن يرفع بنك الاحتياطي الفدرالي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، على أن يتبع ذلك توقف مؤقت في يونيو، مع وجود ميل ضعيف لرفع لاحق في أسعار الفائدة».
وكتب الاقتصاديون في دويتشه بنك في مذكرة حديثة إلى العملاء: «بينما تبقى قضيتنا الأساسية أن الزيادة في مايو ستكون الأخيرة في هذه الدورة، ذلك أن الاقتصاد يستجيب للقيود على الإقراض، إلا أننا نرى مخاطر في الميل إلى زيادة أخرى في يونيو».
وقال محللو HSBC: «مع زيادات أسعار الفائدة الأمريكية منذ يناير 2022 ، نعتقد أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة من المرجح أن تخفف من توجيهاتها المستقبلية بشأن زيادة أسعار الفائدة الإضافية»، خاصة الآن بعد أن وصل سعر الفائدة بعد هذا الاجتماع إلى الذروة التي توقعها معظم مسؤولي المجلس.
تابعوا آخر أخبار العقارية على Google News
