اجتذب الحساب الادخاري الجديد الذي أطلقته شركة أبل Apple الأمريكية، اليوم، ودائع بنحو 990 مليون دولار بعد 4 أيام فقط من إطلاقه.
وفي اليوم الأول من طرحه، اجتذب الحساب الجديد ودائع بنحو 400 مليون دولار. فيما يرجح أن يكون السبب الرئيسي وراء جذب المدخرين العائد المرتفع السنوي للحساب البالغ 4.15% وهو أعلى 10 مرات من المتوسط الوطني في الولايات المتحدة، وكذا انتشار أجهزة آيفون.
وأضاف مصدر مطلع بأن تم فتح نحو 240 ألف حساب مع نهاية الأسبوع الأول.
وطرحت أبل الحساب من خلال شراكة مع بنك جولدمان ساكس. يقدم بنك جولدمان عائدًا بنسبة 3.90% على حسابه الادخاري تحت علامة "ماركوس Marcus" التجارية التابعة له، وهي نسبة أقل من عائد حساب أبل.
مزايا الحساب الجديد
وأوضحت أبل أن حساب التوفير الخاص بها لا يتطلب حدًا أدنى للرصيد أو الإيداع، وبإمكان المستخدمين فتح حساب من Apple Wallet على هواتف آيفون ومتابعته، كما أنه متوفر أيضًا عبر جولدمان ساكس.
وأضافت الشركة الأمريكية أنه سيتم إيداع جميع المكافآت النقدية اليومية المكتسبة من برنامج المكافآت دايلي كاش Daily Cash تلقائيًا في حساب التوفير. يقدم برنامج المكافآت لمستخدمي بطاقة Apple Card ما يصل إلى 3% من قيمة المشتريات كمبالغ مستردة، وأوضحت أبل أنه يمكن للمستخدمين تغيير مكان إيداع مكافآتهم اليومية في أي وقت، بل وإضافة أموال من حسابهم المصرفي لزيادة أرباحهم.
ومن جانبه، يقول الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة المدفوعات Crone Consulting، ريتشارد كرون: "استجابت البنوك بسرعة لقرار الفيدرالي برفع الفائدة بإجراء مماثل ورفعت أسعار الفائدة على القروض العقارية وقروض السيارات"، مضيفًا بأن هناك "هجرة لشهادات الإيداع وصناديق أسواق المال وشركات التكنولوجيا المالية مثل أبل".
يدخل حساب توفير شركة أبل الخاص ببطاقة Apple Card في منافسة شرسة بين المؤسسات المالية لجذب الودائع والاحتفاظ بها عقب سلسلة من إخفاقات البنوك. ويعد بنك "فيرست ريبابليك" First Republic Bank الأميركي أحدث مؤسسة مالية تخفق جراء زعزعة الثقة في القطاع.
نهاية أزمة بنك فيرست ريبابليك
استحوذ جي بي مورجان تشيس على الغالبية العظمى من أصول البنك المنهار، بما في ذلك ودائع بنحو 92 مليار دولار. انخفض سهم بنك فيرست ريبابليك إلى أدنى مستوى له على الإطلاق الأسبوع الماضي، بنحو 97% منذ بداية عام 2023 - بعد نشر تقرير أرباح البنك ربع السنوي لعام 2023، الذي كشف هجرة ودائع العملاء بنسبة أسوأ من المتوقع، إذ تراجع صافي ودائع البنك بنحو 41% وبلغ نحو 105 مليارات دولار في نهاية الربع الأول من عام 2023.
جاءت هذه النتائج في مرتبة أسوأ بكثير من توقعات المحللين التي تكهنت بامتلاك البنك ودائع قيمتها 135 مليار دولار، وجاء الانخفاض الحاد في ودائع بنك فيرست ريبابليك على الرغم من ضخ 11 مؤسسة مالية كبرى ما يقرب من 30 مليار دولار في البنك، في محاولة لتعزيز ثقة المودعين.
وفي الشهر الماضي، اضطر المنظمون الفيدراليون إلى التدخل وتأمين جميع الودائع في بنك سيليكون فالي وكذلك بنك Signature بعدما أثار انهيارهما الدراماتيكي مخاوف من انتشار العدوى في القطاع المصرفي.