سراج الدين : مصر ضمن اتفاقيات تجارية وصناعية واستثمارية كبرى بعد انتهاء "كورونا"


الاحد 17 مايو 2020 | 02:00 صباحاً
عبدالله محمود

أكد الدكتور إسماعيل سراج الدين، نائب رئيس البنك الدولى الأسبق والمدير المؤسس والفخرى لمكتبة الإسكندرية الجديدة، أن مصر سوف تكون محورًا اقتصاديًا هامًا عقب أزمة كورونا.

جاء ذلك خلال الندوة التى عقدتها جمعية رجال الأعمال المصريين عبر تقنية الفيديو كونفرانس، عن الأثر الاقتصادى والعلمى والاجتماعى لفيروس كورونا على العالم وانعكاسه على مصر، والتى أدارها فتح الله فوزى نائب رئيس الجمعية، وذلك بحضور على عيسى رئيس الجمعية.

وأضاف سراج الدين، أنَّه بعيدًا عن الآثار السلبية لأزمة كورونا، فسوف يكون لها تأثيرُ إيجابىُ أيضًا على مصر خلال الفترة المقبلة، لأنَّها تمتلك فرصًا ومقومات عديدة لتجاوز تلك المحنة، بجانب تحقيق عدة مكاسب اقتصادية، فى ظل العلاقات الدبلوماسية القوية بين القاهرة والصين الذى من المتوقع أن تترجم فى شكل اتفاقيات تجارية وصناعية واستثمارية أكثر من ذى قبل.

وأوضح نائب رئيس البنك الدولى الأسبق والمدير المؤسس والفخرى لمكتبة الإسكندرية الجديدة، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، كان حريصًا على دعم علاقات مصر مع الدول الأخرى والحفاظ عليها، لافتًا إلى أنَّ القاهرة أصبحت من الدول المصدرة للغاز، بالإضافة إلى ما شهده قطاع البترول من استثمارات ضخمة خلال الأعوام الماضية.

وأشار سراج الدين، إلى أن مصر دولة محورية لا يستطيع أى نظام عالمى الاستغناء عنها، وهذا يرجع إلى تاريخها العظيم وقيادتها، علاوة على دورها الكبير فى مجالات مختلفة ومكانتها القيادية فى إفريقيا ودورها البارز فى العالم العربى والإسلامى وكذلك دورها على الساحة العالمية، منوهًا بأن كل ذلك سيُترجم إلى اتفاقيات تجاريَّة وصناعية واستثمارية لصالح مصر فى الفترة المقبلة، وأن مصر اتخذت إجراءات جيدة أشادت بها دول العالم خلال الأعوام السابقة، مثل قرار تعويم الجنيه والسعى الدائم إلى القضاء على البطالة وغيرها.

ويرى «سراج الدين» أنَّه رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة فى العالم أجمع مع وجود حالة من اختلال الموازين وتأثر سعر البترول الذى أصبح بالسالب، إلَّا أنَّ مصر ستحافظ على وضعها واتزانها الاقتصادى، لكن هذا لا ينفى وجود بعض الأزمات فى عدد من القطاعات الخدمية مثل السياحة وغيرها.

ولفت إلى أنَّ موازنة الدول ستتأثر كثيرًا خلال الفترة الحالية وسوف يحدث حالة من العجز بها، إثر المساعدات المالية التى تقدمها لمواطنيها بهدف إنقاذهم من التعثر، الأمر الذى سيتسبب فى تغيير مسارات الدول الاقتصادية بعد انقضاء الأزمة.

وبسؤاله عن مدى تأثير فيروس كورونا على العالم خاصة من الناحية الاقتصادية؟

قال إنَّ الوضع الذى يعيشه العالم أجمع حاليًّا، جاء مشابهًا للركود العالمى فى مرحلة الكساد العظيم عام 1929، مما يجعلنا نعيش فى حالة تحوّل عالمى، يدفع دول العالم إلى تغيير خريطتها الاقتصادية وإعادة النظر فى اكتشافها لمواردها واستخدامها بطريقة أمثل.

وأوضح أنَّ منع المواطنين من استكمال الحياة العملية ومطالبتهم بالحجر المنزلى دون الخروج منه، أدى إلى أزمة اقتصادية كبرى، منوهًا بأن حل تلك الأزمة يكمن فى الوصول إلى «مصل» مناسب للقضاء على الفيروس.

وأشار إلى أن أمريكا من أكثر الدول تأثرًا بالوباء، إذ إنَّ 30 مليون مواطن تركوا أعمالهم، الأمر الذى دفع الحكومة لضخ 2.5 تريليون دولار لمساعدة المواطنين والإنفاق عليهم، حتى يستطيعوا تحمّل نتائج الأزمة، وهو ما يتضح فى الزحام الشديد الملحوظ من الأمريكان على الجمعيات الأهلية للحصول على الطعام والخبز.

ولفت إلى أنَّ قرارات الرئيس دونالد ترامب، كشفت مواطن ضعف فى النظام الأمريكى لم تكن واضحة من قبل، وظهر ذلك جليًّا فى نقص «الماسكات» وعدم قدرة المستشفيات على التعامل مع الجثث.

وذكر أنَّ هناك توقعات بتقلص الاقتصاد الأمريكى بنسبة تتراوح بين  20 إلى 30% بجانب زيادة نسبة البطالة، خاصة أنها واجهت الفيروس بطرق غير مناسبة، ما جعل الأمر يزداد سوءًا فى ظل نقص المنتجات والسلع الغذائية فى الأسواق.

وأكد أن ذلك يُمثل صدمة اقتصادية واجتماعية فى أمريكا، مشيرًا إلى أنَّ عودة العمل بصفة عامة فى مختلف البلدان يجب أن تكون وفق مراحل معينة واتخاذ إجراءات جديدة مصاحبة لذلك.

وأشار إلى أنه بعد انقضاء أزمة كورونا سيظهر نظامًا اقتصاديًا عالميًا جديدًا تقوده الصين ودول شرق آسيا، بالإضافة إلى أن العالم العربى وإفريقيا ودول جنوب آسيا ستلعب دورًا إيجابيًّا فى هذا النظام الجديد.

وأضاف: «ما نشهده حاليًّا يُعد فترة تحوّل تاريخى فى العالم، خاصة أن الصين استطاعت السيطرة على الفيروس، وهو ما حدث فى دول شرق آسيا أيضًا، عكس أمريكا التى فشلت فى مواجهة الوباء حتى الآن».

ولفت إلى أن الدول ستكون مضطرة للعب دور جديد فى الفترة المقبلة، إذ ستكون الصين هى اللاعب الأكبر فى العالم، كما أنَّ البنوك ستزيد من مخصصاتها لقطاع الأعمال.

وبسؤاله عن فرض عقوبات على الصين خاصة بعد مطالبتها بدفع تعويضات من قِبل بعض الدول؟

قال إنَّ الصين لن تقبل بذلك وهى ليست دولة صغيرة حتى تسمح بالضغط عليها من أحد، كما أنها تُعد أكبر دولة ممولة ومصدرة لأمريكا وفى خزانتها آلاف المليارات من الدولارات، إضافة إلى أنَّ لديها قدرات علمية وتطوَّرت بشكل كبير، ولا أتصور أنها ستكون فى مثل هذا الموقف، ومن يريد تعويضات منها فعلية اللجوء إلى المحاكم الدولية لكن دون جدوى.

وأضاف: «بحكم قربى وتعاملى فى كثير من الأمور العلمية مع الصين، أقول إن لديها طفرة كبيرة فى مستوى البحث العلمى، فهى التى تجابه أمريكا فى أكبر أجهزة الحاسب الآلى وغيرها». 

وأوضح أنَّ الثقافة سوف تلعب دورًا كبيرًا فى مواجهة الفيروس والحد من الخسائر البشرية وانهيار المؤسسات، مشددًا على أهمية التوعية وضرورة التباعد الاجتماعى والالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية.

ومن ناحيته أكد المهندس على عيسى، رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين، أن الدولة اتخذت خطوات استباقية كان لها أثر إيجابى فى الاستعداد لمواجهة انتشار فيروس كورونا، مشيدًا بتعامل الرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة مع تبعات الأزمة، مضيفًا أن جمعية رجال الأعمال تتابع باستمرار موقف الاقتصاد العالمى ومدى تأثير الأزمة على جميع القطاعات الاقتصادية، إذ تقدَّمت بعدَّة مقترحات لرئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى للحد من آثار الأزمة وتبعاتها المختلفة. 

وقال المهندس فتح الله فوزى رئيس الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال، إنَّه فى حالة الإعلان عن التوصل إلى عقار جديد للفيروس، سيكون مؤشرًا إيجابيًّا لعودة الاقتصاد فى العالم خاصة مع التزام القطاع الخاص بحماية العمال بالمصانع والشركات.

ولفت إلى أنَّ القطاع الخاص فى مصر سيظل شريكًا رئيسيًّا للدولة لاستكمال مسيرة العمل والإنتاج والحفاظ على العمالة وتطبيق برامج المسئولية المجتمعية من أجل العبور معًا من الأزمة الراهنة.