تحذيرات من أزمة عقارية في أمريكا مع عدم تقدير خطر العواصف

توقع خبير تعرض الولايات المتحدة لأزمة عقارية بسبب عدم تقدير خطر العواصف، وأشار الخبير الذي تنبأ بانهيار سوق العقارات الأمريكية خلال أزمة 2008 إلى أن سوق العقارات يمر بتحولات تنذر بكارثة مالية.

وقال ديف بارت، المدير التنفيذي لشركة دلتا تيرا كابتل إن 20% من المنازل الأمريكية تبدو متعرضة بشكل ملموس لمسألة التسعير الخاطئ جراء خوض مخاطرة الفيضان، وإذا تم تكبد الخسارة الفعلية الناجمة عن البيع بسعر أقل، فسوف يتم الدخول في عملية تصحيح غير اعتيادية تشبه تلك التي شوهدت خلال الأزمة المالية العالمية.

وتجئ توقعات بارت في الوقت الراهن الذي يشهد مرور سوق الإسكان عملية تحول جوهرية كبرى بسبب ارتفاع الفائدة على قروض الرهن العقاري ومواصلة البنوك المركزية العالمية جهود مكافحة التضخم عن طريق رفع أسعار الفائدة.

وبدأت لذلك تظهر بعض الشروخ الناجمة عن ارتفاع تكاليف التأمين، بحسب بارت الذي أشار إلى أنه قد راقب عن كثب التعافي في فلوريدا من إعصار إيان، حيث أن هذه العاصفة قد جلبت معها كوابيس تأمينية لملاك المنازل.

ويتشكك معظم المستثمرين من تأثير مخاطر المناخ على محافظهم، لكن دراسة حديثة حذرت من أن سوق الإسكان الأمريكي ربما يكون مقدرا بأعلى من قيمته بنحو 200 مليار دولار بسبب عدم تسعير مخاطر الفيضان.

وحذرت الدراسة من أن الأسر ذات الدخول المنخفضة كانت هي الأكثر تعرضا لخطر خفض تقييم أسعار المنازل.

وقال جيرمي بورتر، رئيس تداعيات المناخ لدى شركة فيرست ستريت فاونتديشن إن مخاطر المناخ في السوق العقاري لم يتم وضعها في الحسبان.

وحذر بورت من استمرار افتقاد الناس لمعلومات حول مخاطر المناخ عند شراء منازلهم، معتبرا أنه يعد بمثابة خطر محدق يهدد بخسارة الأسر لحصص ملموسة من قيمة عقاراتهم بين يوم وليلة.

وأردف:” من المتوقع أن تصل إلى لحظة الانهيار على المستوى المحلي أو القومي عندما تنفجر فقاعة.”

وأشارت الدراسة إلى أن ما يقرب من 15 مليون عقار أمريكي يواجه احتمالية سنوية للتعرض للفيضان بنسبة 1%، وسط توقعات بارتفاع الخسائر السنوية المتوقعة التي تصيب العقارات السكنية إلى أكثر من 32 مليار دولار.

وحذرت الدراسة أيضا من أن تزايد تكرارية وحدة الفيضانات سترفع عدد العقارات الأمريكية المتعرضة للفيضان بنسبة 11% ومتوسط الخسائر السنوية بنسبة لا تقل عن 26% بحلول عام 2050.

وأشارت جيسي جورفيتش، الزميلة لدى صندوق الدفاع البيئي إلى أن انخفاض الأسعار سيقود إلى اتساع فجوة الثروة في الولايات المتحدة وسيفاقم مشكلة انعدام المساواة.

وكشف جورفيتش عن أن هبوط إيرادات الضرائب التي تحصلها الحكومات المحلية يشكل مخاطرة أخرى بسبب اعتماد الإدارات المحلية بشدة على تحصيل الضرائب العقارية.

وتكبدت شركة ميونيخ راي، أكبر شركة إعادة تأمين عالمية خسائر اقتصادية ضخمة عام 2022 عندما أدت أزمة المناخ إلى التسبب في وقوع المزيد من الكوارث المناخية، مثل إعصار إيان في الولايات المتحدة والفيضانات الكارثية في باكستان.

ومن المقدر أن تكون هذه الخسائر قد بلغت 270 مليار دولار العام الماضي، منها 120 مليار دولار تمت تغطيتها بالتأمين.

وسواء كانت العقارات مؤمن عليها أم لا، فإن جهة ما سيتعين عليها تحمل عبء هذه الخسائر وسدادها، بحسب إيرنست رواتش، أستاذ المناخ بجامعة ميونيخ.

الفيضانات الخاطفة، بحسب رواتش، تتطلب مستوى عال من القلق، حيث أنها تشير إلى نوع من الفيضانات التي تشمل هطول الأمطار بشكل سريع للغاية لدرجة أن الأراضي تعجز عن تصريفها بالسرعة الكافية.

وضرب رواتش مثلا بالفيضانات الشديدة التي شوهدت في ألمانيا عام 2021، عندما دمرت مدنا في غرب ألمانيا وبلجيكا والنمسا وأجزاء من نيوزلندا وسويسرا ولوكسمبرج.

وأشار إلى أن هذه النوعية من الفيضانات التي ربما تضرب ألمانيا أو أجزاء أخرى من العالم لم يتم تقديرها بالشكل الذي يتلاءم مع حجم الخسائر الضخمة التي تسببها.