قال رئيس مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين في ساعة متأخرة من مساء الأحد إن قواته رفعت العلم الروسي فوق مبنى إدارة بلدة باخموت في أوكرانيا.
وأفاد بريغوجين في رسالة صوتية نشرتها خدمته الصحفية عبر تلغرام: "من وجهة نظر قانونية، تم الاستيلاء على باخموت، العدو يتركز في الأجزاء الغربية".
ونقلت وسائل إعلام روسية عن بريغوجين قوله إن قادة وحدات القوات الروسية، الذين يتولون إدارة المدينة ووسطها بأكمله "سيقومون بتعليق ورفع اللافتات والأعلام".
وتداولت وسائل إعلام روسية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر بريغوجين وهو يرفع العلم الروسي فوق مبنى إدارة بلدة باخموت.
في أبريل 2014، سيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على باخموت وأعلنوها جزءا من "جمهورية دونيتسك الشعبية"، إلا أن القوات الأوكرانية استعادتها في يوليو من العام نفسه.
في صيف 2022، باتت المدينة في قلب العمليات العسكرية التي شنتها روسيا في دونيتسك، وتعرضت على مدى أشهر لمحاولات اقتحام عديدة أحبطتها القوات الأوكرانية.
تعززت أهمية باخموت بالنسبة لروسيا عقب خسارتها لمدينة إزيوم جنوبي منطقة خاركيف الشمالية منتصف سبتمبر، حيث باتت بوابة جنوبية شرقية شبه وحيدة لتقدم قواتها في عمق مقاطعة دونيتسك، خاصة نحو المدن الرئيسية الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.
في المقابل، تعد باخموت بالنسبة للأوكرانيين حصنا منيعا للدفاع عن باقي مدن دونيتسك، ومنها يتم توجيه ضربات نحو مواقع القوات الروسية في الأجزاء الخاضعة لسيطرتها، بما فيها مدينة دونيتسك عاصمة المقاطعة.
بالإضافة إلى الأهمية الاستراتيجية لموقعها الجغرافي في ظل حرب روسيا على أوكرانيا، تعد باخموت مركزا صناعيا مهما، وأحد أكبر مراكز صناعة الآلات الثقيلة في أوكرانيا، كما أنها تشكل عقدة مواصلات مهمة، حيث يمر بها خط سكك حديدية يربط جنوب وشرق حوض دونيتسك بالغرب والشمال.
تعتمد باخموت بشكل رئيسي على استخراج الملح الصخري، وتسهم بـ30 بالمئة من إنتاج أوكرانيا من هذه المادة التي تقع مناجمها في سوليدار على بعد 10 كيلومترات شمال شرق المدينة.
في باخموت العديد من المصانع لمعالجة المواد غير الحديدية ومؤسسات صناعية أخرى، وتوجد فيها واحدة من أكبر الشركات المنتجة للنبيذ بالطرق التقليدية في شرق أوروبا.
إلى جانب كونها قلعة صناعية، يمارس سكانها أنشطة زراعية أيضا، حيث تنتشر حول باخموت حقول الحبوب ودوار الشمس وغيرها.