يحتفل العالم العربي ومن بينهم مصر، بمناسبة عيد الأم اليوم الثلاثاء 21 مارس 2023، وهي مناسبة مميزة بالنسبة للجميع لإظهار تقديرنا لدور الأم في بناء الأسرة.
وخلال الساعات الماضية أثير الجدل بين رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، حول حكم الشرعي للاحتفال بمناسبة عيد الأم الذي اعتبره البعض بدعه مبتدع كغيره من الأعياد المحدثة في الدين الإسلامي، بينما اعتبرها البعض الأخر جائز ووجب شرعي.
وقال خالد عبد العال احد رواد الفيسبوك «عيد الأم عيد مبتدع كغيره من الأعياد المحدثة في الدين، لأن الأعياد من الشرائع، ولا يجوز اتخاذ عيد إلا بدليل من الكتاب أو السنة».
وأسند كلامه إلى قول النبي محمد ﷺ قال عن يوم الفطر والأضحى: ﷺ: «إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا». [ أخرجه البخاري (925,987, 2906, 3529, 3931)، ومسلم (892)].
بينما قال ابو انس الازهري «أن الاحتفال بعيد الأم حلال وجائز شرعًا بل هو جملة الأحسان لهم، وغالب المسلمين - ولله الحمد - يصلون أمهاتهم طوال السنة، وكلُّ الذي يفعلونه في هذا اليوم زيارة أو إهداء ، فمثل هذا لا بأس به ، وذلك على جهة البر بها لا على جهة مشابهة الكافرين ، والله أعلم.
ومن جانبها أكدت دار الافتاء المصرية أن الاحتفال بيوم الأم أمرٌ جائز شرعًا لا مانع منه ولا حرج فيه، والبدعة المردودة إنما هى ما أُحدث على خلاف الشرع، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله.
جاءت فتوى دار الافتاء المصرية ردًّا على سؤال لأحد المواطنين بمناسبة الاحتفال بـ"يوم الأم" الذى يوافق 21 مارس من كل عام.. قال فيه: ما حكم الاحتفال بيوم الأم؟ هل هو بدعة؟ وأكدت الفتوى: أن من مظاهر تكريم الأم الاحتفاء بها وحسن برها والإحسان إليها، وليس فى الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛ فإن هذا أمر تنظيمى لا حرج فيه، ولا صلة له بمسألة البدعة التى يدندن حولها كثير من الناس؛ فإن البدعة المردودة هى ما أُحدث على خلاف الشرع؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ». متفق عليه من حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، ومفهومه أن من أَحدث فيه ما هو منه فهو مقبول غير مردود.
وأضافت الأمانة العامة للفتوى فى فتواها: وقد أقر النبى صلى الله عليه وآله وسلم العرب على احتفالاتهم بذكرياتهم الوطنية وانتصاراتهم القومية التى كانوا يَتَغَنَّوْنَ فيها بمآثر قبائلهم وأيام انتصاراتهم، كما فى حديث "الصحيحين" عن عائشة رضى الله عنها قالت: "دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَعِنْدِى جَارِيَتَانِ، تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثٍ"، وجاء فى السنة: "أَنَّ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ- السيدة آمنة- فِى أَلْفِ مُقَنَّعٍ، فَمَا رُئِى أَكْثَرُ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ" رواه الحاكم وصححه، وأصله فى "مسلم".
وأكدت الفتوى أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم يجعل الأم أولى الناس بحسن الصحبة، بل ويجعلها مقدمةً على الأب فى ذلك؛ فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ» متفق عليه.