قالت الدكتورة مها فهيم، نائب رئيس هيئة التخطيط العمرانى للبحوث والدراسات والتخطيط الإقليمى، إنه تم الانتهاء من وضع المخطط العام للمثلث الذهبى بصعيد مصر، موضحة أن مكتب «دابولونيا» الذى يعد واحدًا من أكبر المكاتب الاستشارية فى إيطاليا، هو من تولى عملية التصميم.
وأوضحت الدكتورة مها فهيم، فى تصريحات خاصة لـ «العقارية» أن المخطط العام راعى فى تصميمه أن يشمل كافة مقاومات الحياة لخلق تجمعات سكنية وعمرانية متكاملة، حيث يتضمن إنشاء مجمع صناعات تعدينية غرب سفاجا على مساحة 249 فدانًا، وإقامة مجمع سياحى بيئى خدمى، ومجمع سياحة محميات شمال سفاجا على مساحة 2522 فدانًا، كما يتضمن إنشاء ميناء جاف (3) ومنطقة تجارية وخدمية على مساحة 249 فدانًا، فضلًا عن مناطق استصلاح زراعى بمساحة تقدر بحوالى 19239 فدانًا، بجانب إقامة محمية وادى قنا على مساحة 931 كيلو مترًا.
وأشارت مها فهيم، إلى أن المشروعات العمرانية المعتمدة تتضمن استراتيجية تنمية محور الصعيد -البحر الأحمر، فضلًا عن مقترح بإنشاء مدينة سفاجا الجديدة بسعة 85 ألف نسمة، وذلك لكى تلعب دور قطب النمو الإقليمى على مستوى المحور، بجانب إجراء توسعات جديدة بميناء سفاجا، وإقامة مركز خدمات إقليمى وآخر للسياحة البيئية والسفارى.
وأكدت أن من ضمن المقترحات التى يحتوى عليها المخطط الجديد، إضافة مشروعات زراعية واستصلاح أراضٍ على الظهير الصحراوى الشرقى للوادى بقنا، وإقامة قرية مركزية تستوعب 25 ألف نسمة، مقترنًا ذلك باستصلاح واستزراع 80 ألف فدان بالوادى، موضحة أن المشروعات ذات الأولوية بالمثلث الذهبى تضم منطقة امتياز خامة الفوسفات والذهب والحجر الجيرى وطفلة الأسمنت، كما تضم مناطق خامة الرخام وأحجار الزينة، والرمال البيضاء، لافتة إلى أن إجمالى الاستثمارات لتلك المشروعات تتخطى الـ 100 مليون جنيه، وتوفر نحو 5 آلاف فرصة عمل.
وفيما يخص مجال الصناعة، قالت، إنه من المقرر إنشاء مجمعى أسمنت باستثمارات 2 مليار جنيه، لتوفير حوالى 500 فرصة عمل، بجانب إنشاء مجمع صناعات الزجاج والكوارتز والسيلكا الأول، باستثمارات 809 ملايين جنيه، لتوفير نحو 3450 فرصة عمل، وإنشاء مصنع حامض الفوسفوريك وسوبر فوسفات باستثمارات 1.9 مليون جنيه، لتوفير نحو 1300 فرصة عمل.
وأشارت إلى أن المخطط يتضمن إنشاء مصنع الكبريت، باستثمارات 200 مليون جنيه، والذى يوفر ما يقرب من 200 فرصة عمل، بجانب إنشاء مجمع صناعات الرخام ومواد البناء والزينة والطوب والبلاط الأسمنتى وكسر الرخام باستثمارات تقديرية 35 مليون جنيه.
وفيما يخص مجال الطرق فى المخطط الاستراتيجى، أكدت الدكتورة مها فهيم، أنه سيتم تطوير وتوسعة محور قنا - سفاجا بطول 170 كيلو مترًا، ليكون 3 حارات فى كل اتجاه، باستثمارات مبدئية 340 مليون جنيه، وتطوير وازدواج خط سكك حديد قنا - سفاجا بطول 180 كيلو مترًا، باستثمارات 1.8 مليار جنيه.
ونوهت بأنه سيتم التركيز أيضًا على مجال الطاقة من خلال إنشاء محطتى سفاجا وقنا الجديدة، بجانب إنشاء محطات فحم وطفلة مع استكمال محطات الطاقة الشمسية؛ لإنتاج حوالى 2600 ميجا وات سنويًا، باستثمارات تتجاوز الـ 10 مليارات جنيه، لافتة إلى أنه من المقرر إنشاء المرحلة الأولى لمحطة تحلية المياه الجوفية السطحية الساحلية بساحل شمال سفاجا وشمال القصير بطاقة 145 مليون م3 سنويًا، باستثمارات تتخطى الـ 600 مليون جنيه.
وقالت إن المثلث الذهبى يعد واحدًا من أهم المواقع التى تحتوى على كم هائل من الفرص الاستثمارية والمجتمعات العمرانية الجديدة، لما يصاحبه من تجمعات صناعية وغيرها من الحرف التى تخلق حياة جديدة وفرصًا تنموية تساعد فى وجود مدن جديدة وتوفير المزيد من فرص العمل.
وأشارت إلى أن مشروع «المثلث الذهبى» يتميز بموقعه الحيوى على الطريق الساحلى، الذى يصل بين حدود مصر الشرقية من الشمال حتى حدود مصر الجنوبية فى منطقة المثلث والمحصورة بين محافظتى البحر الأحمر من المنطقة الشرقية ومحافظة قنا من المنطقة الغربية وبواجهة بحرية على البحر بطول ٨٠ كيلو متر والمحصورة بين حدود مدينة سفاجا شمالًا وحدود مدينة القصير جنوبًا وفى الغرب بطول ١55 كيلو متر حتى حدود محافظة قنا.
وأكدت أن المشروع يتمتع بموقعه الفريد دوليًا، حيث يطل على البحر الأحمر مما يعد نافذة لدول الخليج وشرق آسيا وأفريقيا، بجانب اتصاله بوسط وجنوب القارة الإفريقية عن طريق منفذى أسوان البرى والنهرى، لافتة إلى أنه كان قد صدر القرار الجمهورى رقم 341 لسنة 2017 بإنشاء المنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبى على حوالى 10 آلاف كليو متر.
وأوضحت أنه سيتم تطوير ميناء سفاجا كميناء تجارى تعدينى صناعى عالمى، وإنشاء أرصفة جديدة جنوب الميناء الحالى بأعماق مختلفة، وتهيئة الميناء لأغراض متعددة (صب جاف - بضائع عامة – حاويات) وإقامة مشروعات لخدمات الشحن والتفريغ والنقل البحرى، مؤكدة أن أعمال التطوير التى ستتم بميناء سفاجا تجعله ميناءً تجاريًا وسياحيًا وتعدينيًا يقدم كافة الخدمات والتسهيلات واستقبال اليخوت والعائمات السياحية الكبرى.
وأشارت إلى أن المخطط يهدف أيضًا إلى تطوير ميناء الحمراوين وتكامله مع ميناء سفاجا لتجارة المواد التعدينية والحجرية والمواد الاستراتيجة المصنعة، فضلًا عن تطوير مدينة القصير وجعلها مقصدًا سياحيًا عالميًا، خاصة فى السياحة البيئة وتنمية ميناء القصير كميناء تجارى وركاب، لافتة إلى أنه سيتم إنشاء مركز اقتصادى ولوجيستى شمال غرب سفاجا قائمًا على الأنشطة التعدينية والاستراتيجية.
وأضافت نائب رئيس هيئة التخطيط العمرانى للبحوث والدراسات والتخطيط الإقليمى، أن المركز الاقتصادى يتكون من مناطق لوجيستية ومراكز للمال والأعمال ومراكز تسوق تجارى وإسكان إدارى وفندقى، فضلًا عن تنفيذ مناطق ترفيهية ومفتوحة، كما سيتم إنشاء أقطاب تعدينية وصناعية ضخمة وصناعات محجرية متطورة وأنشطة صناعية مكملة وصغيرة.
وأكدت أن مخطط التنمية للمثلث الذهبى يساعد فى زيادة معدلات التنمية بمدينة قنا الجديدة إحدى مدن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وجعلها قاعدة سكانية للأنشطة التعدينية والصناعات الزراعية على بداية محور (قنا - سفاجا)، وتطوير طريق (القصير – قفط) للاستفادة من الأنشطة الاستراتيجية للخدمات التعدينية والحجرية، مشيرة إلى تنمية منطقة جبل الجير الصناعى ومدينة قفط والمنطقة الصناعية شرق قفط وجعلها مركزًا صناعيًا لخدمة مدن صعيد مصر.
ونوهت بأن منطقة المطامير الصناعية سيتم الإسراع فى تنميتها، فضلًا عن المشروعات بمحور الصعيد - البحر الأحمر بوادى المطامير، وتنمية مدينة أخميم الجديدة ومشروعات الاستصلاح الزراعى بوادى قنا، موضحة أن المشروع ككل يساهم بشكل قوى فى إنشاء منطقة اقتصادية جديدة للصعيد؛ لدفع حركة التنمية بمختلف مدنها، والاستفادة من العمالة المتوفرة بمحافظات الوجه القلبى للعمل بالمشروعات التنموية المزمع إنشاؤها فى تلك المنطقة، فضلًا عن الاستفادة من مقومات التجمعات العمرانية غير المستغلة.
وأكدت أنه من أبرز الأهداف المرجوة من مشروع «المثلث الذهبى» تعظيم الاستفادة من الموارد التعدينية والمحجرية بمنطقة المثلث التعدينى ونطاقه الأشمل، واستغلال الموقع محليًا وعالميًا، واستغلال مناطق الأنشطة الاستخراجية للخامات المحجرية والتعدينية؛ لإقامة مناطق صناعية، والاستفادة من المناطق ذات الميزة السياحية الشاطئية والبيئية والعلاجية، واستغلالها مكانيًا كمناطق جذب عالمية ذات طبيعة خاصة.
وقالت إن المخطط يهدف إلى خلق مناطق استثمارية ذات طبيعة خاصة للأنشطة التعدينية والصناعات المعتمدة عليها والتى ستكون جاذبة للاستثمارات المحلية والعالمية، والاستفادة من المراكز العمرانية القائمة كبداية؛ لإقامة مراكز اقتصادية لوجيستية، وخاصة استغلال ميناء سفاجا تكاملًا مع الأرصفة البحرية المتاحة فى القصير والحمراوين، فضلًا عن تفعيل دور المحاور العرضية (محور الصعيد - البحر الأحمر – محور مرسى علم - إدفو)، وتفعيل التكامل بين الأنشطة المقترحة طبقًا للموارد وتنميتها فى نظام شبكة تجمعات عمرانية وسياحية متخصصة ومتكاملة على مستوى النطاق الأشمل للمثلث الذهبى، مع مراعاة التعامل مع المناطق ذات الحساسية البيئية والإمكانات التعدينية.