ضخ البنك المركزي الصيني المزيد من السيولة في النظام المالي لتلبية العودة السريعة للطلب على القروض بعد التخلي عن سياسة "صفر كوفيد"، مع الإبقاء على معدل الفائدة الرئيسي ثابتاً، وبدء تبلور الانتعاش الاقتصادي.
قام بنك الشعب الصيني بضخ صافي 199 مليار يوان (29.15 مليار دولار) من خلال قروض متوسطة الأجل متفق عليها مسبقاً لمدة عام منذ بدء فبراير، بما يتماشى على نطاق واسع مع متوسط توقعات الاقتصاديين البالغة 200 مليار يوان في مسح أجرته "بلومبرغ".
ظل معدل الفائدة على القروض المتوسطة الأجل المتفق عليها دون تغيير عند 2.75% اليوم الأربعاء، كما توقع غالبية المحللين المشاركين في المسح.
أدى تخلي الصين بشكل مفاجئ عن تطبيق القيود لمواجهة كوفيد إلى تشديد السيولة مع زيادة الاستهلاك. وارتفعت أسعار الفائدة في أسواق المال لليلة واحدة إلى أعلى مستوى منذ أوائل عام 2021 الأسبوع الماضي، في إشارة إلى وجود ضغوط نقدية في اقتصاد لا يزال هشاً.
تراجعت الأسهم في الصين وهونغ كونغ، وسط انخفاض واسع في الأسهم الآسيوية اليوم، بعد صدور بيانات التضخم المرتفعة في الولايات المتحدة. وتكبد مؤشر الأسهم الصينية في هونغ كونغ خسائر بعد الذروة التي سجلها أواخر يناير وبلغت 10%، مما يضعه في طريقه لعملية تصحيح فني.
واصل اليوان التراجع في التعاملات المحلية، إذ انخفض 0.2% إلى 6.8422 أمام الدولار اعتباراً من الساعة 12 ظهراً بتوقيت هونغ كونغ، وهو أدنى مستوى خلال شهر.
في حين لم تُقدم سلطات المركزي الصيني حتى الآن على خفض أسعار الفائدة منذ بداية 2023، يتوقع خبراء اقتصاديون أن يتغير الوضع في الأشهر المقبلة.
يواصل قطاع العقارات بالصين المعاناة، في حين يضعف أداء الصادرات، كما أن قوة انتعاش الاستهلاك غير مؤكدة. وتعهد البنك المركزي بتنفيذ سياسة نقدية "هادفة وقوية" هذا العام، مع التركيز على تعزيز الطلب المحلي.