تستعد الأسهم الأميركية لمبيعات كثيفة بعد أن راهنت قبل الأوان على توقف الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة، حسب خبراء "مورجان ستانلي".
كتب فريق يقوده مايكل ويلسون في مذكرة: "بينما يدعم الارتفاع الأخير في أسعار الفائدة قصيرة الأجل فكرة أن "الاحتياطي الفيدرالي" قد يظل متشدداً لمدة أطول من المتوقعة، ترفض سوق الأسهم قبول هذه الحقيقة".
ويلسون من مرجحي المسار الهابط في وول ستريت، وكان تكهن بشكل صحيح بموجة البيع الكثيف في العام الماضي عند ما سجلت الأسهم الأميركية أسوأ أداء لها منذ 2008، ويتوقع ويلسون تدهور المعطيات الأساسية مع الارتفاعات التي يقررها "الاحتياطي الفيدرالي" في أسعار الفائدة التي تأتي في نفس توقيت ركود الأرباح ليقود الأسهم إلى أقصى انخفاض هذا الربيع، يقول المحللون الاستراتيجيون في "مورغن ستانلي" إن"السعر منفصل عن الواقع بالقدر نفسه الذي كان عليه خلال هذه السوق الهابطة".
تجاوز عائد السندات الأميركية لأجل سنتين الأسبوع الماضي عائد السندات لأجل 10 سنوات بأكبر معدل منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وهي إشارة لضعف الثقة بقدرة الاقتصاد على تحمل ارتفاعات أخرى في أسعار الفائدة. في الوقت الحالي، شهدت الأسهم الأميركية إحدى أقوى بداياتها المسجلة في مطلع العام، رغم أن هذا الصعود بدأ في الهدوء، حيث إن توقعات جيروم باول رئيس "بنك الاحتياطي الفيدرالي" لارتفاعات أخرى في أسعار الفائدة أثرت سلباً على الثقة.
قد تصبح بيانات التضخم في الولايات المتحدة حافزاً لإعادة المستثمرين إلى الواقع وشراء الأسهم بالتماشي مع السندات مجدداً، في حالة ارتفاع الأسعار عن المتوقع، حسب ما قال ويلسون، مع ملاحظة نمو توقعات هذه النتيجة.
يرى ويلسون أن إنهاء "ستاندرد أند بورز 500" العام عند 3900 نقطة- أقل مما أغلق عليه المؤشر يوم الجمعة بنسبة 4.7%، وأن يصل بصعوبة إلى تلك النقطة، كما يتوقع هبوط الأسهم مع انخفاض تقديرات الأرباح، قبل الانتعاش في النصف الثاني من العام.
كتب ويلسون: "معدل المخاطر إلى العائد عند أقل معدلاته في أي وقت خلال هذه السوق الهابطة،" وأضاف: "واقع الأسهم أن السياسة النقدية ما زالت في منطقة متشددة في سياق ركود الأرباح الذي بدأ بقوة."
في الوقت الراهن صرحت سافيتا سبرامانيان، الخبيرة الاستراتيجية في "بنك أوف أميركا كورب" (Bank of America Corp) بأن "ستاندرد أند بورز 500" يمر حالياً بصعود تدفعه تغطية المراكز المكشوفة وقد يظل في هبوط لبعض الوقت.
قالت سبرامانيان" قد نبقى في هذه السوق الهابطة لمدة نظراً لأننا في خضم عملية تصحيح التكنولوجيا وكل شيء آخر يتضخم على المؤشر" وأضافت "لن يكون ذلك وسط مناسب لمؤشر (ستاندرد أند بورز 500)".
أما عن الركود، فقالت سبرامانيان إن السوق تحتاج لنسيان قواعد اللعبة في حالات الركود القليلة السابقة وتفكر في ما يحدث فعلياً في هذه اللحظة، فعلى سبيل المثال، تؤدي السلع عادةً لأزمة في دورة الائتمان، لكن- حالياً- تبدو سليمة.
بقية الخبراء الإستراتيجيين أقل تشاؤماً، كريستيان مويلر-جليسمان من "غولدمان ساكس غروب" (Goldman Sachs Group Inc)، رفع توصيته للأسهم العالمية من "تخفيض الوزن النسبي" إلى "محايد" على مدى الثلاثة أشهر القادمة مشيراً لمخاطر أقل لارتفاع أسعار عائدات السندات ومزيد من الثقة في الهبوط السلس للولايات المتحدة.
مع ذلك، يظل جليسمان انتقائياً حيث كتب في مذكرة: "التقييمات الأعلى والثقة المتفائلة بالنمو تزيد خطر الانخفاضات المستمرة في أسعار الأسهم."، وبينما توجد فرصة محدودة لصعود آخر لأسهم وول ستريت، "ما زلنا نرى صعودا جاذباً في أسعار الأسهم غير الأميركية".