دائما ما يكون الذهب أحد أهم الخيارات المتاحة عند حدوث اي خلل اقتصادي من شأنه أن يؤثر على الوضع المالي، باعتباره أحد الملاذات الآمنة لحفظ السيولة النقدية، واستثمار قائم لا يتغير كثيرا بالمتغيرات الاقتصادية. وهو ما اتفق معه وصفى واصف مستشار شعبة الذهب باتحاد الصناعات، الذي أكد على أن الاستثمار في الذهب يعد أفضل وسيلة للحافظ على الأموال وزيادتها في ظل الأزمات الاقتصادية الحالية، فالذهب يتمتع بمرونة كبيرة سواء من حيث الشراء أو البيع أو القيمة، حيث تعد تسعيرة الذهب يومية بمعنى أنه يرتفع أو ينخفض على مدار اليوم الواحد.
ويعتبر الذهب مخزن للقيمة ضد التضخم ويظل وسيلة آمنه في وقت المخاطر ووعائا ادخاريا مناسب لاصحابك الفوائض المالية، لكن يتطلب اختيار الوقت المناسب للشراء أو البيع.
وأشار «واصف» إلى أن السبائك أو الجنيهات الذهب تعتبر أفضل طرق الاستثمار خاصة في ظل تقلبات أسعار الذهب الحالية.
وإلى نص الحوار
بداية.. كيف ترى حركة التجارة في سوق الذهب الآن؟
حركة تجارة الذهب الحالية في مصر تأثرت بشكل كبير نتيجة الأزمة العالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية التي مازالت مستمرة ولا أحد يعلم متى تنتهي، الأمر الذي فاقم من تضخم الأزمة الاقتصادية في العالم وبدأ يسبب الخناق على الأوضاع في مصر.
برأيك هل الوقت الحالي مناسب للاستثمار في الذهب ؟
بالرغم من حالة السوق غير المستقره إلا أنه في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، ظهرت فئة من المواطنيين لديها سيولة نقدية، اتجهت للاستثمار في السبائك والجنيهات الذهب، نظرا لأن مصنعيتها أقل عن المشغولات الذهبية.
هناك الكثير من الورش والمصانع الخاصة بالمشغولات الذهبية.. كيف تأثرت بالأزمة الحالية؟
المصانع والورش كانت تنتج الكثير من الجرامات المتنوعة ذات الأوزان الثقيلة والخفيفة والمتوسطة، و بالطبع تأثرت تلك الورش والعاملين أيضا من الأزمة، وذلك لقلة الطلب على المشغولات الذهبية الثقيلة والمتنوعة، حيث أن الورش والمصانع لا تعمل بنسبة 20% من قوتها، واتجه بعض التجار للعمل على بيع الخامة من السبائك والجنيهات الذهب بجانب المشغولات، بالإضافة إلى أن الجنيهات الذهب تبدأ جراماتها من 2 جرام للربع جنيه، وتبدأ السبيكة من 10 جرام لـ سبيكة 100 جرام، وتتنوع الجرامات في السبيكة على حسب امكانيات كل شخص وما يناسبه.
هل تراجع الطلب المحلي يدفع لهبوط سعر الذهب ؟
إن حركة سوق الذهب الحالية غير مستقره، ويرتبط سعر الذهب المحلي بالعالمي، وقد يؤدي تراجع الطلب على الذهب المحلي من العملاء، لانحصار وإنكماش المهنة في مصر.
هل هناك اقبال على شراء الجنيه الذهب الوقت الحالي؟
نعم.. يوجد إقبال من أصحاب السيولة النقدية على شراء الجنيه الذهب كملاذ آمن لحفظ الأموال والاستثمار به، حيث يندرج الجنيه الذهب ضمن عيار الـ 21 فقط ويبدأ من الربع جنيه 2 جرام، والنصف جنيه 4 جرام والجنيه 8 جرام.
كيف تتعامل محال الصاغة مع المواطنين لتوفير متطلباتهم على حسب امكانياتهم المادية في ظل أزمة ارتفاع الأسعار؟
بدأ في الأونة الأخيرة بعد أزمة الارتفاع الجنوني لأسعار الذهب، وتراجع القوة الإنتاجية للورش والمصانع، الاتجاه لصناعة بعض المشغولات الذهبية ذات الجرامات الخفيفة والرقيقه لتتناسب مع فئة معينة من العملاء، كما أنها تعد نوع من أنواع التعامل مع الأزمة لضمان استمرار البيع، وذلك لأن العديد من محال الصاغة تساعد في تصريف الأزمة من خلال تقديم الأوزان الخفيفة كشبكة للمقبلين على الزواج، أو للزينة لاستمراره في البيع وحفاظا على شريحة العملاء.
بعد الارتفاع الذي شهدته الفترى الماضية.. هل تراجعت جرامات الشبكة للمقبلين على الزواج ام لأ ؟
بالتأكيد تراجعت جرامات الشبكة، فهناك فرق كبير في اختيار الشبكة والجرامات للمقبلين على الزواج حاليا عن الفترة الماضية قبل ارتفاع الأسعار، بسبب الحالة الإقتصادية التي يشهدها السوق، حيث يتم الاتفاق على مبلغ معين من المال لشراء الشبكة بدلا من الاتفاق على عدد الجرامات، بالإضافة إلى أن مبالغ الشبكة الحالية تبدأ من 15 و20 ألف جنيه الأكثر تداولا الفترة الحالية.
كيف يواجه تجار الذهب في الصاغة أزمة قلة المبيعات؟
إن تجار الذهب لا يحصلون على مبالغ طائله من البيع، ولكن يحصلون على الربح من خلال المصنعية على الجرامات بشكل مختلف، فكلما قلت نسبة المبيعات قلة نسبة الربح للتجار، مؤكدا أن العديد من محال الصاغة لا تعمل مثل الفترة السابقة، وبعض المحال أيضا قررت إنهاء تجارتها، وبعض المحال الأخرى تتجه لتحويل مشغولاتها لخامات ذهبية يتم بيعها في حين ارتفاع أخر للجرام.
ما هي توقعاتك في حركة الأسعار المؤقتة، في ظل استمرار فرص الاستقرار أو الصعود، وهل ستتراجع أسعار الذهب؟
الأمر متعلق بالحالة الإقتصادية في العالم كله، فإذا استمرت الحالة الاقتصادية على هذا المنوال في مصر و العالم، دون انتعاش سيؤدي الوضع لانكماش السوق.
برأيك لماذا ظهرت في الوقت الحالي فئة من المواطنيين تقبل على شراء السبائك ؟
ظهرت شريحة المقبلين على شراء السبائك ، لأن المستهلك يبحث عن استثمار آمن بدون خسائر مستقبلية، فيلجأ المستهلك إلى السبائك التي لا تُحمّل بتكاليف تصنيع كبيرة، لا عند الشراء ولا البيع.
ويذكر أن صادرات مصر من الذهب والحلي والأحجار الكريمة زادت بنسبة 47 % خلال الـ 10 أشهر الأولى من 2022، لتصل إلى نحو مليار ونصف المليار دولار مقابل تسعمئة مليون دولار عن نفس الفترة من 2021.
كيف يؤثر الاستثمار في الذهب على حركة السوق؟
إن أصحاب الذهب المترددين على الشراء والبيع ينقسموا لعدد لأنواع منهم من يشتري مشغولات ذهبية ، حيث انخفضت نسبة الشراء على المشغولات لـ 20%، وجزء اخر يستثمر في السبائك والجنيهات الذهب وارتفعت نسبتهم لحفظ أموالهم واستثمارها للربح.
كم بلغ حجم السوق المحلي للذهب في مصر منذ 2020 حتي الان ؟
بلغ حجم المشغولات التي تم تدوالها 55 طن عام 2020، أما في عام 2021 فبلغ 35 طن، وفي عام 2022 سيقل الرقم ولكن لم يصدر الرقم الرسمي حتى الآن .
بعد زيادة أسعار الذهب هل من الممكن أن يفرض السوق زيادة جديدة في سعر المصنعية على المشغولات؟
لا اعتقد أن الوضع قد يتحمل لزيادات آخرى، مؤكدا أن الزيادة في المعتاد يتم فرضها على جزء من التصنيع، وفي الوقت الحالي لا تفرض الورش أي زيادات نظرا لقلة الانتاجياتها وقلة الطلب على المشغولات الذهبية.
هل تنصح المواطنين بشراء الذهب في الوقت الحالي أم تنصحهم بالإنتظار؟
أنصح دائمًا بشراء الذهب في حال تواجد أي سيولة نقدية، وعلى مدار السنين يزيد سعر الذهب ولا يوجد وعاء ادخاري في مصر أو الخارج يزيد بنسبة زيادة الذهب، وهو ما يجعله ملاذ آمن، ولابد مراعاة شرائها من شركة ذهب موثوقة، أو أحد التجار المعروفين من حيث السمعة في السوق، والحصول على فاتورة بالشراء.