يرى عمالقة الصناعة في ألمانيا، مثل "بي أيه إس إف" (BASF SE)، الذين يخوضون معركة مع أزمة طاقة غير مسبوقة تهدد المصانع والوظائف، أن هناك بوادر تشير إلى تخطي الجانب الأسوأ في الأزمة.
تبخرت المخاوف من تقنين الغاز، بعد غزو روسيا لأوكرانيا، بالنسبة لصنّاع الكيماويات والمعادن والزجاج، في ظل اعتدال درجات حرارة، واستكمال ألمانيا أول محطاتها لاستيراد الغاز الطبيعي المسال. وتجني الشركات التي تتحول إلى شراء الغاز والكهرباء في السوق الفورية، بدلاً من الاتفاقات طويلة الأجل، الفوائد بالفعل.
كريستوفر بروفيتليش، المتحدث باسم "إس كيه دبليو بيستريتز" (SKW Piesteritz)، التي اضطرت لوقف إنتاج الأمونيا، وهي مادة كيميائية أساسية رئيسية، العام الماضي بعد ارتفاع أسعار الغاز، قال: "أسعار الطاقة أقل بكثير بالنسبة لنا. الآلات وموظفو الإنتاج لدينا بدؤوا العمل من جديد".
بدأ تحويل ألمانيا مسارها لوقف اعتمادها على الغاز الروسي يؤتي ثماره. وسارعت الحكومة للاستفادة من الغاز الطبيعي المسال في السوق، ما يعزز الواردات إلى أوروبا بارتفاع قياسي، ويحافظ على الخزانات شبه ممتلئة حتى الفترات الأولى من الشتاء. سرّعت الدولة أيضاً بناء محطات الغاز الطبيعي المسال.
فولفغانغ جروسه إنتروب، الذي يرأس هيئة قطاع الكيماويات "في سي آي" (VCI) في ألمانيا، قال: "يبدو أن خطر تقنين الغاز الإجباري اختفى هذا الشتاء، لكن يجب أن تظل الأسعار أكثر انخفاضاً لفترة أطول لأغلب الشركات لكي نرى فارقاً حقيقياً".
دفع ارتفاع أسعار الغاز العديد من الشركات الصناعية لتقليل الإنتاج. وقام مصنِّعون رئيسيون، من بينهم صانعة السيارات "فولكس واجن" وعملاق الكيماويات "بي أيه إس إف"، بوضع خطط طارئة في حالة حدوث اضطرابات في الإمداد، إذ أوقفت روسيا فعلياً تدفقات الغاز المباشرة منذ سبتمبر الماضي.