بعد الخسارة المدوية للديوك الفرنسية أمام الأرجنتين في نهائي كأس العالم 2022 والعودة بالمركز الثاني إلي البيت سالمين آمنين وسط موجات من الحزن يتخللها بعض لحظات السعادة بإقتراب احتفالات رأس العام والابتهاج بقروب بداية عام جديد حتي يتفاجأ الوسط الفرنسي بجريمة عنصرية جديدة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير كما نقول.
العنصرية في اجواء الشتاء
في يوم الجمعة الفائت قام شخص يبلغ من العمر قرابة 70 عام بإنهاء حياة 3 اشخاص من الاجانب بالتحديد من الأصول الكردية واصابة 3 آخرين في هذا الحادث أمام المركز الثقافي الكردي.
حادثة وصفت بالعنصرية تجاة الجاليات الأجنبية بشكل عام والكردية بشكل خاص، حيث بعد القبض علي المشتبه به ووفق تصريحات الصحف الفرنسية فإن الدافع وراء الجريمة عنصري بشكل كبير، خصوصًا ان هذه الجريمة لم تكن الأولي لنفس المتهم، حيث كان وراء جريمة مماثلة في العام الفائت بالهجوم علي مخيمات اللاجئين وتخريبها وجرح البعض منهم وقبلها في عام 2016م اتهم في بعض القضايا المتعلقة بالعنصرية واخذ علي اثرها حكم بالسجن 12 شهر حينها.
الساعات الاولي ما بعد الحادثة !
بعد الحادثة بساعات قليلة خرج الكثيرون من الجاليات الاجنبية خصوصًا الكردية عن صمتهم في تظاهرات هزت العاصمة الفرنسية باريس محتجين رافضين للوضع الراهن من عدم وجود حماية لهم من خطاب العنصرية والكراهية التي تضرب الاوساط الفرنسية دون اي رادع او مانع لهم، اصوات تعالت تطالب بوضع الحد الرادع لمنع مثل هكذا حوادث ان تتواجد في المستقبل ضدهم.
شوارع باريس امتلأت كما اسراب النمل، ووسط هطول الثلوج هناك قلوب يملأها نيران الغضب التي تحتاج إلي قرارات عاجلة لإخمادها.
الموقف الحكومي من الحادثة
خرج الرئيس الفرنسي ماكرون عن صمته في محاولة لتهدئة الأوضاع في تغريدة واصفًا ما حدث انه بالحادث الأليم والدعاء للضحايا، وتحرك حكومي للوصول إلي اتفاقات حماية للجاليات الاجنبية في وسط تعالي اصوات اليمين المتطرف الذي وصل إلي قمته في وسائل الاعلام والبرلمان الفرنسي.
تحركات تهدئة علي مدار الساعة لكن يبدوا ان احتفالات رأس العام لن تكون حول شجرة عيد الميلاد والخاسر الوحيد هي سعادة الاطفال في فرنسا.
الفوضي هي رأس الحربة
في ظل الغضب يأتي بكل تأكيد الفوضي، تكسير للمحال واشتعال للنيران وضرب بالغازات المسيلة للدموع هي سمة الحدث في مثل هكذا احداث، الشرطة الفرنسية تطوق الشوارع الرئيسية داعية المواطنين لعدم الاقتراب لعدم التعرض للخطر، والمواجهة المباشرة مع المتظاهرين في محاولة فض التظاهرات التي لم يتضح حتي الآن متي ستنتهي !
في آخر المطاف هل ستتوصل الحكومة الفرنسية إلي حلول لمثل هكذا حوادث ام سيكون هذا الشتاء شتاءًا قارسًا علي الرئيس الفرنسي ماكرون ؟