التعليق الأسبوعي على الأسواق العالمية (للفترة من 4 نوفمبر الى 11 نوفمبر2022)


الاربعاء 16 نوفمبر 2022 | 04:33 مساءً
التعليق الأسبوعي
التعليق الأسبوعي
فاطمة إمام

اتخذت الأسواق رد فعل قوي بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك التي جاءت أقل بنسبة 0.2% من المتوقع،  ونتيجة لذلك، سجلت الأسهم العالمية مكاسب ضخمة في الأسواق المتقدمة وحققت سندات الخزانة الأمريكية مكاسب على مستوى جميع آجال الاستحقاق، حيث تراجعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 أعوام لأدنى مستوياتها منذ عام 2020، كما اتجهت الأسواق نحو تسعير دورة تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية بوتيرة أقل حدة.

سجل الدولار أسوأ أداء أسبوعي له منذ أكثر من عامين مما سمح لبقية العملات والذهب بتعويض بعض من خسائرها السابقة. كما استفادت أصول الأسواق الناشئة من موجة الصعود القوي في الأصول ذات المخاطر، خاصة بعد أن خففت الحكومة الصينية إجراءات الإغلاق التي فرضتها لمكافحة وباء كورونا مما أدى الى دعم معنويات المخاطرة بشكل أكبر. تجدر الإشارة إلى متابعة المستثمرين عن كثب لانتخابات التجديد النصفي الأمريكية خلال الأسبوع والتي احتفظ فيها الديمقراطيون (حزب بايدن) بالسيطرة على مجلس الشيوخ الأمريكي، بينما لا يزال السباق على مجلس النواب الأمريكي بدون نتيجة حاسمة، مع تقدم الجمهوريين حتى الآن.

استفادت العملات ذات المخاطر الأعلى من ضعف الدولار، إذ ارتفع كل من اليورو والجنيه الإسترليني بنسبة 3.92% و3.96% على التوالي، ليسجلا أفضل أداء أسبوعي لهما منذ مارس 2020.

ومن ناحية آخري، ساهمت تصريحات صانعي السياسات على مدار الأسبوع والتي تميل نحو تشديد السياسة النقدية الصادرة في تحقيق العملتين لمكاسب. أنهى اليورو الأسبوع عند 1.0347 للدولار، وهو أقوى مستوى له منذ يوليو الماضي.

بينما سجل الجنيه الإسترليني 1.183 للدولار عند نهاية الأسبوع، وهو أقوى مستوى له منذ شهر أغسطس. ارتفع الين الياباني بنسبة 5.63%، ليسجل أفضل أداء أسبوعي له منذ عام 2008 حيث تفاءل المستثمرون مع احتمالية تقلص الفجوة في السياسة النقدية بين بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان.

تراجع الدولار يوم الخميس بنسبة 2.20%، في أسوأ أداء يومي له منذ عام 2016. وفي الوقت نفسه، صعد اليورو بنسبة 1.98%، وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 3.15%، مسجلاً أفضل أداء يومي له منذ عام 1993. وقفز الين الياباني بنسبة 3.89%، ليسجل بذلك أكبر مكسب يومي منذ عام 1998.

مكاسب كبيرة في سوق السندات خلال تعاملات الاسبوع

أنهت سندات الخزانة الأمريكية تعاملات الأسبوع بمكاسب كبيرة، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى تراجع توقعات الأسواق بشأن زيادة أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، حيث جاءت بيانات التضخم يوم الخميس أقل من المتوقع. ومن الجدير بالذكر، أن سوق السندات أغلقت يوم الجمعة بمناسبةً عطلة يوم المحاربين القدامى. وبالتالي، جاء رد فعل السوق بشكل رئيسي على بيانات التضخم يوم الخميس فقط. وفي وقت سابق من الأسبوع، قبل ورود بيانات مؤشر أسعار المستهلك، بدأ المستثمرون في خفض توقعاتهم بشأن رفع أسعار الفائدة وسط تفاؤل متزايد لرؤية علامات تشير إلى تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة.

5.31 % ارتفاع في أسعار الذهب خلال اسبوع 

أنهت أسعار الذهب الأسبوع على ارتفاع بنسبة 5.31% لتصل إلى 1,771.24 دولارًا للأوقية، مسجلة بذلك أكبر ارتفاع أسبوعي لها منذ الأسبوع الأول من شهر مارس 2020، لتستقر عند أعلى مستوى لها في شهرين. وحقق المعدن مكاسب بشكل رئيسي خلال جلستي تداول الثلاثاء والخميس.

ففي يوم الثلاثاء، صعد الذهب بنسبة 2.20%، حيث سادت الأسواق حالة ترقب لصدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي ونتائج انتخابات التجديد النصفي الأمريكية التي كان من المتوقع أن تظهر فوز الجمهوريين وبالتالي انخفاض الإنفاق الحكومي. بعد ذلك، قفز الذهب بنسبة 2.80% يوم الخميس، حيث تراجع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي الأساسي والرئيسي وجاء دون التوقعات، مما يشير إلى احتمالية بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في إبطاء وتيرة تشديد السياسة النقدية في وقت قريب، ليدفع كل من عوائد سندات الخزانة والدولار الأمريكي إلى الهبوط.

وذلك قبل أن تعكس جميع مكاسبها يوم الأربعاء حيث أثرت الخسائر في سوق العملات الرقمية بالسلب على الأصول ذات المخاطر. وخلال جلسات التداول المتبقية من الأسبوع، صعدت الأسهم بشكل حاد حيث أدى تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة، إلى زيادة التكهنات بأن يتجه بنك الاحتياطي الفيدرالي الى إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة.

صعد مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 بنسبة 5.90% خلال الأسبوع، مسجلاً أفضل أداء أسبوعي له منذ يونيو. وقادت القطاعات الدورية المكاسب مدفوعة بزيادة التوقعات بشأن تشديد الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية بوتيرة أقل حدة ليدعم ذلك بدوره توقعات النمو الاقتصادي. ارتفع مؤشر ناسداك المركبNasdaq Composite بنسبة 8.10%، وهو أكبر صعود بقياس أسبوعي له منذ مارس 2022، كما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي Dow Jones بنسبة 4.15%. بينما تراجعت تقلبات الأسواق خلال الأسبوع، حيث انخفض مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق بمقدار 2.03 نقطة ليستقر عند 22.52 نقطة، أي أدنى من متوسطه للعام الحالي البالغ 26.20 نقطة منذ بداية العام وحتى تاريخه.

وفي يوم الخميس، ارتفع كل من مؤشري ستاندرد آند بورز S&P 500 وناسداك المركب Nasdaq Composite بنسبة 5.54% و7.35% على التوالي، وهو أفضل أداء يومي لهما منذ أبريل 2020، كما يعد أفضل استجابة أولية لمؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 على تقرير مؤشر أسعار المستهلك على الإطلاق في اليوم الأول لصدوره. وصعد مؤشر داو جونز الصناعي Dow Jones بنسبة 3.70%، مسجلًا أكبر زيادة يومية منذ مايو 2020.

أنهت مؤشرات الأسهم الأوروبية الرئيسية الأسبوع أيضًا على مكاسب مدفوعة بارتفاع الأسهم المرتبطة بمؤشر أسعار المستهلك، وكذلك مع تزايد التوقعات بتوقف التصعيد في الحرب الأوكرانية بعد أن سحبت روسيا قواتها من مدينة خيرسون. سجل مؤشر STOXX 600 مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي مسجلا أفضل أداء أسبوعي له منذ مارس الماضي بعد صعوده بنسبة 3.66%. وقادت القطاعات الدورية مكاسب المؤشر، خاصة قطاعي التكنولوجيا (+ 13.54%) والتجزئة (+ 9.74%). كما صعدت المؤشرات الإقليمية الأخرى بما في ذلك مؤشر DAX الألماني بنسبة (+ 5.68%)، ومؤشر CAC الفرنسي بنسبة (+ 2.78%) ومؤشر FTSE 250 البريطاني بنسبة (+ 6.95%).

5.74% ارتفاع في مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة EM MSCI :

وبالانتقال إلى أسهم الأسواق الناشئة، قفز مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة EM MSCI بنسبة 5.74%، محققاً أقوى ارتفاع له بقياس أسبوعي في عامين، ليستقر عند أعلى مستوى له في شهرين، حيث تصاعدت التكهنات بشأن اتجاه بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو رفع أسعار الفائدة بمقدار أقل وذلك بعد صدور قراءة مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي والتي جاءت أقل من المتوقع. ارتفع المؤشر في كل يوم من أيام الأسبوع، باستثناء يوم الخميس، حيث سجل خسائر بعد أن قامت الصين بفرض القيود في بعض أكبر مدنها للحد من انتشار فيروس كورونا.

ارتفع المؤشر بنسبة 5.19% يوم الجمعة بعد أن خفضت الأسواق تسعيرها لرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في ديسمبر، وبعد أن قام المسؤولون الصينيون بتخفيف بعض إجراءات الإغلاق الخاصة بمكافحة وباء كورونا، خاصة تلك المتعلقة بالسفر الدولي.