إعدام الكتاكيت.. غضب كبير في الشارع وتحرك عاجل من البرلمان والحكومة "القصة الكاملة"


الاحد 16 أكتوبر 2022 | 08:13 مساءً
الكتاكيت
الكتاكيت
العقارية

حالة غضب كبيرة بين المواطنين بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لإعدام صغار الدواجن “الكتاكيت” في بعض المزارع لعدم توافر الأعلاف، معتبرين إياه كارثة تهدد قطاع الدواجن في البلاد.

إعدام الكتاكيت

أعرب الإعلامي أحمد موسى، عن صدمته بسبب فيديوهات إعدام الكتاكيت لعدم توافر الأعلاف، قائلا: “حرام .. أكل الناس يتعدم كده إزاي”.

وتابع موسى: “حرام والله اللي بيحصل ده، الكتكوت هيكبر ويكون فرخة كبيرة، هو الحل بقي الإعدام؟، مينفعش نديها للمربين الصغار بدل الإعدام وهم يربوها”.

أكل المصريين

واستنكر كميات إعدام الكتاكيت قائلا: “هذه الكتاكيت هي أكل الناس وطعام المصريين، إذا وديتها للناس في بيوتها هتأكلها ببلاش”، لكن حرام نحط الكتاكيت بالكميات نخنقها في الجوالات، يا نهار أبيض على الكميات التي يجري إعدامها”.

الإعدام بسب نقص الأعلاف

وفي السياق، قال ثروت الزيني نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، إن إعدام الكتاكيت يحدث بسبب عدم توافر الأعلاف، لافتا إلى أن إعدام الكتاكيت مستمر منذ أيام بسبب عدم توافر الأعلاف.

وتاعب: “3 ملايين مصري يعملون في صناعة الدواجن في مصر وفي ظل استمرار الأزمة سوف يتشرد هؤلاء”.

سرعة الإفراج عن الذرة من الجمارك

وتابع ثروت الزيني: “الأعلاف والذرة والصويا متواجدة في الموانيء بقالها أكثر من شهرين وطالبنا بسرعة الإفراج الكلي عنها، ونطالب بسرعة الإفراج عنها “.

تعطل الشحنات المستوردة

قال محمد الشافعي، نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن السابق، إن أزمة غياب الأعلاف من الأسواق المصرية، نتيجة تعطل الشحنات المستوردة من الخارج، بسبب القيود في عمليات الاستيراد، خلقت كارثة كبيرة لدى مربى الدواجن والكتاكيت في مصر.

إعدام ملايين الكتاكيت

وأشار نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، إلى أن عدد من المربين وأصحاب معامل التفريخ في مصر، بات يخططون لإعدام ملايين الكتاكيت بسبب ضعف الشراء من المربين، ونتيجة عدم توافر الأعلاف المخصصة لهم من الذرة، مطالبا بضرورة التدخل للإفراج عن باقي شحنات الأعلاف العالقة في الموانئ، لإنقاذ منظومة الدواجن.

أول تعليق من وزير الزراعة على إعدام الكتاكيت

وعلق السيد القصير، وزير الزراعة على الفيديوهات المتداولة لإعدام الكتاكيت في المزارع، موضحا أنه فيديو واحد يمثل حالة فردية يعاد نشره من كثيرين.

بيضخموا الأزمة

وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج «على مسئوليتي»، المذاع على قناة صدى البلد، أن هناك من يريد تضخيم المشكلة ويعمم فكرة إعدام الكتاكيت على غير الحقيقة.

وأكد السيد القصير، وزير الزراعة أن الظروف التي يعاني منها العالم قللت عمليات الشحن للذرة وفول الصويا التي تستورد منها مصر كميات كبيرة تصل إلى نحو 6.5 مليون طن ذرة وثلث الكمية صويا، مشيرا إلى أن الدولة دعمت قطاع الدواجن في مناحي كثيرة، مثل الإعفاء من الضريبة الإضافية لاستيراد مكملات الأعلاف، والتشجيع على فتح أسواق خارجية.

وأردف السيد القصير، وزير الزراعة أنه أحيانا يكون سعر الدواجن المستورد أقل من المحلي ولكن الدولة لا تستورد حفاظا على الصناعة المحلية.

وشدد على أنه تم عمل الزراعة التعاقدية على الذرة لتشجيع المزارعين لزراعتها، متمنيا من أصحاب الصناعة شراء المنتج المحلي من الذرة.

أنفراجة في أزمة الذرة

ولفتت إلى أن الحكومة بدأت إحداث إفراجات في الذرة والصويا والتي وصلت إلى 50 مليون دولار في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الجاري

طلب إحاطة بشأن واقعة إعدام ملايين الكتاكيت

تقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس المجلس، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بشأن أزمة إعدام ملايين الكتاكيت بسبب نقص الأعلاف في الأسواق، الأمر الذي يهدد الأمن الغذائي المصري من اللحوم البيضاء.

وقال “محسب” في طلبه، إنه انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عدد من الفيديوهات، لبث مباشر ، يظهر فيها إعدام ملايين الكتاكيت دون رحمة أو شفقة، بسبب نقص الأعلاف بالأسواق، وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج مما دفع بعض مربي الدواجن إلي التخلص من الكتاكيت، في مشهد شديد القسوة ، مؤكدا أن هذه الجريمة تهدد مستقبل الثروة الداجنة في مصر، بالإضافة إلى العبث بالأمن الغذائي المصري، الذي عملت الدولة على مدار السنوات الماضية على حمايته في مواجهة الأحداث العالمية المتتالية.

وأوضح عضو مجلس النواب، أن الأزمة تكمن في نقص الأعلاف في السوق وهو ما دفع بعض المربين لـ إعدام الكتاكيت ، مشيرا إلى أن نقص عدد الكتاكيت سيتسبب في تراجع انتاج الدواجن في المستقبل القريب ، ومن ثم إرتفاع أسعارها ، وزيادة استنزاف العملة الصعبة لاستيراد اللحوم البيضاء لتلبية احتياجات الطلب المتزايد علي الدواجن والبيض.

وطالب “محسب”، الحكومة بالتحرك الفوري لحل الأزمة، وسرعة استيراد مستلزمات الأعلاف وتشديد الرقابة على التجار الذين يستغلون الموقف ويرفعون الأسعار بشكل مبالغ فيه ، حيث وصل سعر الأعلاف إلى 16 ألف جنيه للطن بدلا من من 7400 جنيه ، بسبب ارتفاع مستلزمات التصنيع، وتوفير العملة الصعبة اللازمة لحل أزمة الأعلاف المتكدسة في الموانىء ، بسبب نقص الدولار.

مستقبل الأمن الغذائي

ولفت “محسب”، إلى أن سعر طن فول الصويا وصل إلى 17 ألف جنيه مقارنة ب 9 ألاف جنيه قبل الازمة ، بالإضافة إلى إرتفاع سعر الذرة الصفراء من 5 ألاف جنيه إلى9 ألاف جنيه، مشددا على ضرورة اتخاذ موقف صارم وحازم ضد من أقبلوا على ارتكاب هذه الجريمة بإعدام ملايين من الكتاكيت، والترويج لهذا الفعل الذي يهدد مستقبلنا الغذائي.

واختتم “محسب” طلبه ، قائلا:” ربما تكون هذه الأزمة بداية للتفكير في زراعة مدخلات إنتاج الأعلاف محليا للتغلب على أزمة الاستيراد وتوفير العملة الصعبة ، أو توفير بدائل تصلح لغذاء الدواجن”.

الحكومة تتدخل لحل الأزمة 

عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، اجتماعا؛ لبحث حل مشكلة نقص الأعلاف في السوق المحلية الخاصة بصناعة الدواجن، وذلك بحضور السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والمهندس مصطفى الصياد، نائب الوزير لشئون الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، وجمال نجم، نائب محافظ البنك المركزي، والمهندس محمود العناني، رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، والدكتور ثروت الزيني، نائب رئيس الاتحاد، وعدد من أعضاء الاتحاد وصغار المربين.

وفي مستهل الاجتماع، أشار رئيس الوزراء إلى أن انعقاد هذا الاجتماع يأتي بهدف العمل على حل الأزمة التي أثيرت مؤخرا بشأن نقص الأعلاف في صناعة الدواجن، مؤكدا أنه يتعين الإشارة في بادئ الأمر إلى أن هذه الأزمة هي نتاج التداعيات السلبية للأزمة العالمية، والتي طالت العديد من السلع والمنتجات الأخرى وليس فقط الأعلاف المخصصة لهذه الصناعة، ولا يعلم أحد إلى أي مدى زمني سيطول أمد هذه الحرب الراهنة.

واستدرك الدكتور مصطفى مدبولي بقوله : الجميع يعلم أن الدولة تتحرك لتقليل حدة تلك التداعيات السلبية التي ألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة، ولذا فالدولة تسعى لتوفير العملة الصعبة وفقا لفقه الأولويات، ولا سيما ما يتعلق منها بتوفير الغذاء، والوقود، ومستلزمات الإنتاج، وبالطبع فنحن نضع الأعلاف ضمن مستلزمات الإنتاج، ولذا فنبذل جهودا كبيرة من أجل التغلب على هذه المشكلة.

وفي هذا الإطار، أوضح رئيس مجلس الوزراء أنه منذ اندلاع هذه المشكلة، تم التواصل مع البنك المركزي ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي؛ بهدف إيجاد آلية عاجلة للتحرك السريع لاحتواء هذه المشكلة وفق الإمكانات المتاحة.

توجيه هام من مدبولي 

ووجه مدبولي حديثه لمسئولي الاتحاد وصغار المربين قائلا: كان لديّ حرص شديد على الالتقاء بكم، كما أؤكد لكم أن الحكومة تعمل، بتوجيهات السيد رئيس الجمهورية، على دفع جميع الصناعات ومنها صناعة الدواجن، لافتا إلى أنه تم التنسيق مع البنك المركزي على سرعة الإفراج عن أكبر قدر ممكن من الأعلاف؛ من أجل دعم صناعة الدواجن.

ووجه رئيس مجلس الوزراء وزير الزراعة ونائب محافظ البنك المركزي بأن يكون هناك تنسيق أسبوعي مع الاتحاد العام لمنتجي الدواجن على كمية محددة من الأعلاف يتم الإفراج عنها أسبوعيا؛ حتى يتسنى إحداث الاستقرار المطلوب للأسواق، مع ضرورة وضع آلية لمراقبة توزيع الكميات التي سيتم الإفراج عنها أسبوعيا.

كما وجه مدبولي بالعمل على التوسع في الزراعة التعاقدية، خاصة محصول فول الصويا؛ مشيرا إلى أن لدينا حاليا تقاوي تكفي لزراعة نحو 150 ألف فدان، وبالتالي يجب أن يتم تشجيع المزارعين على التوسع في زراعته، مع مراعاة أن يتم التنسيق مع الاتحاد عبر الزراعة التعاقدية؛ لضمان توريد هذه الزراعات إليهم.