تحدث الخبير الاقتصادي محمد العريان، عن الركود الاقتصادي الذي يلوح في الأفق، مؤكدا أنه لن يكون شديدا مثل انهيار 2008، طالما أن الاحتياطي الفيدرالي بإمكانه تجنب المزيد من الأخطاء السياسية، وأن الولايات المتحدة تتخذ الخطوات الضرورية لتجنب الركود.
ويعد العريان من أشد منتقدي الاحتياطي الفيدرالي لانتظاره وقت طويل لمحاربة التضخم، وأوضح أن الاستجابة المتأخرة هي أحد الأسباب التي دفعت التضخم الأمريكي نحو الارتفاع لأعلى مستوى في 41 عاما.
وقال كبير الاقتصاديين لدى Allianz، في مقابلة مع «New York Magazine»، إن هناك 4 عوامل للمساعدة في جعل الركود الاقتصادي قصيرا وضحلا، مشيرا إلى أن العامل الأول هو أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتحسين فهمه للاقتصاد وسياسته، والثاني هو توفير حماية أفضل للفئات الأكثر ضعفا من الناحية الاقتصادية.
وأردف محمد العريان أن العامل الثالث يتمثل في تنفيذ إصلاحات هيكلية لتعزيز الإنتاجية ورأس المال البشري في سوق العمل، أما العامل الرابع فهو مراقبة الاستقرار المالي للمؤسسات غير المصرفية عن كثب.
هل يغير الفيدرالي من سياسته التشددية؟
وأكد العريان على أن بعض تلك العوامل قد تساعد الاحتياطي الفيدرالي على استعادة مصداقيته التي فقدت عندما أصر على أن التضخم كان عابرا، متابعا أن «أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه الاحتياطي الفيدرالي الآن هو التوقف عن رفع أسعار الفائدة في وقت قريب»
وصرح: «لا أعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي يستطيع التوقف الآن عن التشديد النقدي، لأن مصداقيتهم قد تضررت للغاية لدرجة أنه إذا توقفوا الآن سيقول الناس على الفور نحن أمام الاحتياطي الفيدرالي المتقلب في فترة السبعينيات».
ويعتقد العريان أن عواقب توقف الاحتياطي الفيدرالي السريع عن رفع الفائدة ستتمثل في ركود تضخمي طويل وهو أسوأ من عواقب مواصلة السياسة النقدية الحالية.