شكٌلت العديد من
الأحداث الجيوسياسية ضغطًا تصاعديًا على أسعار النفط الخام في الأشهر الأخيرة من عام
2019،
فقد كانت ناقلات النفط التي تعبر الخليج العربي والبحر الأحمر تتعرض لهجمات
تخريبية على فترات مما أثر بالإيجاب على سعر النفط، ويعتبر الهجوم الذي وقع في
سبتمبر 2019على البنية التحتية للطاقة في المملكة العربية السعودية من أكبر العمليات
التخريبية التي أطاحت بنصف الانتاج السعودي، ليرتفع خام برنت ويصل سعر البرميل عند
67
دولار، كما أنهي النفط في الربع الرابع من العام الماضي محققًا مكاسب بحوالي 18%.
ونتيجة لارتفاع النفط
في نهاية العام الماضي وبداية 2020
مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وإيران، فمن المتوقع أن يكون
هناك فترة قصيرة الآجل لجني الأرباح، ومع ذلك، يقول الخبراء أن سوق تداول النفط العالمي سيبقي ثابتًا في الأشهر المقبلة، ويعاذ ذلك إلى قرار أوبك
بالإبقاء على اتفاقية خفض مستويات الانتاج حتي آذار/ مارس 2020، لذا يرجح أن يتماسك خام برنت في نطاق 63–68
دولار للبرميل خلال النصف الأول لهذا العام.
ويتوقع المحللين أن
يرتفع النفط الخام مرة أخرى في النصف الثاني من عام 2020، بعد أن ظل في نطاق محدد في النصف الأول من عام 2020، ويعود ذلك في الغالب إلى
الانتعاش الاقتصادي العالمي المتوقعبعد شهور من التباطؤ في عام 2019، ومن المرجح أن يزيد النشاط
الاقتصادي العالمي في النصف الثاني، وهذا سيزيد من الطلب على النفط الخام بمقدار
مليون برميل آخر، ليصل برنت في نطاق 70-72 دولارًا بحلول نهاية عام 2020.
الحد من عدم اليقين
الاقتصادي
عدم اليقين الاقتصادي كما
شهده الاقتصاد العالمي في عام 2019
كان مدمرًا لمعدلات الطلب، وسيظل عاملاً رئيسياً للأسعار في عام 2020، بينما نتوقع أن يتراجع عدم
اليقين الاقتصادي العام المقبل، إلا أنه سيبقى قضية ذات صلة بسبب الأوضاع بين
الولايات المتحدة والصين تجاه القضايا الجمركية والأعمال العدائية المستمرة في منطقة
الشرق الأوسط والخليج والاستياء الشعبي من الوضع السياسي الراهن على مستوى العالم،
ولكن أي انخفاض في حالة عدم اليقين الاقتصادي سوف يترجم أيضًا إلى انخفاض الطلب
على الملاذ الآمن على الدولار الأمريكي.
أصدر معهد التمويل
الدولي بواشنطن تقرير يشير إلى أن سوق الطاقة في العام المقبل قد تواجه ضائقة
مزدوجة من وفرة العرض والطلب الضعيف، التي قد تؤدي إلى انخفاض أسعار النفط الخام
بأكثر من 10٪
عن المستويات الحالية، حيث لا يزال سوق النفط يشهد إنتاجًا قويًا للنفط الخام من
الولايات المتحدة وكندا والبرازيل، مما قد يؤدي إلى وفرة في المعروض في عام 2020، وبالتالي من المتوقع أن يتوسع
إنتاج النفط العالمي بمقدار 1.9مليون برميل من النفط يوميًا في عام 2020 مقابل عام2019.
ويضيف المعهد إلى أن
الزيادة في العرض لن تقابلها زيادة معادلة في الطلب، قد يؤدي تباطؤ النمو العالمي
حتى مع وجود اتفاق على وقف تصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى
تباطؤ الطلب على النفط في عام 2020.
المزيد من الشيء نفسه؟
بالرغم من التوقعات
المتباينة، إلا أن العام الحالي حتي الآن يُظهر نفس النوع من عدم اليقين الذي خلق
أسواق النفط المضطربة العام الماضي.
حيث أن أجندة التقويم
الاقتصادي مليئة بالأحداث ، فتفشي
فيروس كورونا الصيني واستمرار نمو المخزون في السوق الأمريكية سبباً في انخفاض
الأسعار، فمنذ أسابيع قليلة لم يتنبأ أحد بعامل الخطر الوبائي مع أول حالة تم
الإبلاغ عنها في ديسمبر، ثانياً، ارتفعت مخزونات الخام 3.5مليون برميل في الأسبوع حتى 24
ينايرأكثر من سبعة أضعاف توقعات السوق، مما يشير مرة أخرى إلى ضعف الطلب.
في الوقت نفسه، تلاشت
التوترات في الشرق الأوسط إلى حد ما ولكنها لا تزال مرتفعة، هناك شائعات بعودة
الأزمة الأمريكية الإيرانية، على الرغم من أن الولايات المتحدة نفت هذه الأمور،
وهذا يجعل المستثمرين في حالة من التأهب.