قال وزير الري والموارد المائية الدكتور هاني سويلم إن مصر تعتبر من أكثر الدول الشح المائي، ولذلك تبذل الدولة المصرية جهودا كبيرة اعتمادا على قواعد علمية لمواجهة التحديات المائية الناتجة عن محدودية الموارد المائية والتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية.
ويأتي هذا من خلال تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى في مجال إعادة إستخدام مياه الصرف الزراعي، لتنفيذ مشروعات للتوسع الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي ومواجهة التصحر مثل مشروعات بحر البقر والحمام والمحسمة ، ومشروعات إحلال وتأهيل المنشآت المائية ، ومشروعات الحماية من أخطار السيول ، ومشروعات حماية الشواطئ.
وجاء هذا خلال استقبال الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والري، الدكتور صفوت عبدالدايم، والدكتور ويلفريد هندرمارك ، وهبة يكن، وفيديريكا رانجيرى ، خبراء الري الحديث والصرف بمجموعة البنك الدولي، حيث تم التباحث حول التنسيق بين الوزارة والبنك الدولى فى مجال دراسات التوسع فى الاعتماد على الرى الحديث في مصر ، وذلك بحضور الدكتورة إيمان سيد رئيس قطاع التخطيط، و الدكتور إبراهيم محمود رئيس قطاع تطوير الرى، و المهندس محمد عمر مكرم معاون الوزير للمشروعات الكبرى.
وأوضح أنه يتم في الوقت الحالي إجراء مراجعة مرحلية للري الحديث في مصر ، ودراسة هذا الملف بشكل متكامل يشمل التأثير علي معدل شحن الخزان الجوفي وكميات الصرف الزراعى التى تدخل المنظومة المائية فى مواقع أخري والمشروعات الكبرى لإعادة الإستخدام وملوحة التربة وغيرها ، ووضع معايير واولويات ومناطق للعمل خلال الفترة المقبلة ، فى ضوء أن الري الحديث يعد جزءاً من منظومه الري المتكاملة ويجب دراسة تأثيراته من جميع الأبعاد.
وتم خلال اللقاء مناقشة مختلف البدائل المستخدمة عالمياً في مجال نظم الرى الحديث، وإمكانية إستخدام هذه النظم مع مراعاة كافة الأبعاد المائية والبيئية والإقتصادية والإجتماعية وغيرها، حيث تم مناقشة تنفيذ مناطق تجريبية للرى الحديث تغطى الظروف البيئية والمناخية بمناطق مختلفة ، مع وضع إطار زمني للعمل، وإطلاق حملة توعوية فى المناطق التجريبية لتعزيز تعاون المجتمع الزراعي والحرص على إشراكهم في إختيار مواقع التنفيذ، مع وضع معايير لتقييم الجوانب الفنية والمؤسسية ومدى رضا المزارعين، وتوثيق الدروس والخبرات المكتسبة من تنفيذ أعمال الرى الحديث.
كما تم التأكيد على دور نظم الرى الحديث فى تقليل إستخدام الأسمدة والعمالة وزيادة الانتاجية المحصولية ، ومع الإشارة لأهمية حملات التوعية التى تقوم بها الوزارة لتشجيع المزارعين على ترشيد إستخدام المياه ، وأهمية التوسع في الدراسات البحثية الخاصة بإستخدام نظم الرى الحديث لري المحاصيل المختلفة فى ظروف متنوعة طبقا لحالة التربة والمناخ ، والاستفادة من هذه الدراسات عند تطبيق نظم الرى الحديث.
كما تم استعراض نتائج زيارة بعثة البنك الدولى في شهر مارس الماضى ، والتى تضمنت زيارات ميدانية لأراضى بعض المزارعين الذين تحولوا من الرى بالغمر الى الري الحديث بمحافظتي القليوبية وبنى سويف ، والتباحث أيضاً حول التقرير الصادر عن البنك الدولى والذى يغطي الوضع الحالي للرى الحديث في مصر ، والدروس المستفادة من التجارب السابقة في مجال الرى الحديث سواء في مصر أو باقى دول العالم.