قال محمد البلتاجي، رئيس الجمعية المصرية للتمويل الإسلامي وعضو لجنة المعايير المحاسبية التابعة لأيوفي، إن النظام المالي على مستوي العالم شهد تطورا سريعا بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008 خاصة القطاع المصرفي.
وأضاف البلتاجي، على هامش كلمته في المؤتمر العربي الثاني للمصارف الإسلامية بتنظيم المنظمة العربية للتنمية الإدارية بجامعة الدول العربية والجمعية المصرية للتمويل الاسلامي، أن الابتكار التكنولوجي أصبح في القطاع المصرفي يشكل توجهاً عالميَا بالنسبة للاقتصادات المتقدمة والنامية على حد سواء.
وأوضح أن قطاع التكنولوجيا المالية FinTech شكل خلال السنوات الأخيرة ثورة في مجال الخدمات المالية العالمية وفي الصناعة المالية الإسلامية بصفة خاصة.
ولفت إلى أن الاهتمام بالصناعة المالية الإسلامية زاد كصناعة قائمة بذاتها من قبل العديد من المؤسسات والهيئات والمعاهد العلمية في مختلف أنحاء العالم والتي تخطي حجم أعمالها 3.5 تريليون دولار وفق أحدث الاحصائيات.
وذكر إلى أن الصناعة المالية الإسلامية أصبحت في الآونة الأخيرة خياراً استراتيجياً مهمًّا، إذ منحت المصرفية الإسلامية الفرصة للراغبين فًي استثمار أموالهم بأساليب تتوافق مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، فشكلت بذلك وبتجربتها الرائدة بديلاً مشجعاً عن الصيرفة التقليدية.
وأشار إلى أن ما حفّز أهمية النظر إلى الرقمنة والتكنولوجيا المالية يتمثل فيما شهده العالم من آثار جائحة كوفيد 19، وعزل القارات والدول،إذ أصبحت التكنولوجيا -حينها- الجسر الوحيد تقريبا للتواصل وخاصة في الجوانب المالية.
وذكر أن الجمعية المصرية للتمويل الإسلامي قامت باختيار الابتكار التكنولوجي في المعاملات المالية الموضوع للمناقشة والتحليل في مؤتمرها السنوي والذي يعقد بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية وبرعاية مصرف أبو ظبي الإسلامي مصر، وانعكاساته وآثاراه على الصناعة المالية الإسلامية في العالم بصفة عامة وفي مصر بصفة خاصة.
وأوضح أن المؤتمر يهدف إلى عرض أحدث مفاهيم التكنولوجيا الرقمية، وأدواتها، وآثارها على القطاع المصرفي الإسلامي، وذلك من خلال 3 محاور تتناول مفهوم الاقتصاد الرقمي ومفهوم التكنولوجيا المالية وأهميتها للصناعة المالية الإسلامية، والتطبيقات العملية بالسوق المصرفية والرقابة عليها، مع تسليط الضوء علي أهم الفرص والتحديات التي تصادف الصناعة المالية الإسلامية في ظل تطورات التكنولوجيا المالية.
وقال إن مصطلح التكنولوجيا المالية FinTech يشير إلى كيفية تسخير التكنولوجيا لخدمة القطاع المصرفي، إذ أصبح تعبير ” بنكك في موبايلك ” من المصطلحات الشائعة والمستخدمة، حيث يتمكن المتعامل من استخدام التطبيقات التكنولوجية المالية والمصرفية على الموبايل في إجراء غالبية المعاملات المالية والمصرفية دون عناء الذهاب للفروع المصرفية، وبتكلفة أقل من تنفيذها بالفروع.
ويرى أن التكنولوجيا المالية تقدم حلولا مبتكرة وتطويرا للأدوات المالية المستخدمة في الصناعة المالية بصفة عامة والصناعة المالية الإسلامية بصفة خاصة في مجال البطاقات الائتمانية وعمليات منح الائتمان، إضافة الي الخدمات المصرفية من تحويلات مالية وربط الأوعية الادخارية.
واختتم البلتاجي كلمته بأن ظهور وانتشار منصات التمويل الجماعي شكل تحديا للصناعة المالية الإسلامية من حيث ضبط عمل هذه المنصات من الناحية الشرعية إضافة إلى توفير عنصر الأمان للمستخدمين.