أكثر من 10 سنوات استغرقها المحامي الاسكتلندي ذو الأصول الإيطالية سيسديو دي سياكا، لكي يشتري قرية إيطاليا بالكامل!
وكشف تقرير أعدته فضائية «CNBC عربية» أن هذه القرية تُدعى Borgo I Ciacca، وتقع بين روما ونابولي، وعمرها أكثر من 600 عام.
قرية دي سياكا الإيطالية
لماذا سُميت القرية بهذا الاسم؟
سُميت القرية على اسم عائلة مالكها الجديد، والذي كان لديه شغفٌ بشراء كل قطعة من ممتلكات القرية المهجورة منذ أكثر من 50 عامًا.
المحامي ورجل الأعمال يستهدف تحويل قرية أجداده إلى وجهة سفر لأفراد المجتمع الإيطالي من كل أنحاء العالم.
ودرجت إيطاليا في السنوات الأخيرة، على بيع مئات بقايا المنازل شبه مجانًا، تنفيذًا لمخططات تهدف إلى جذب سُكّان جدد، ما نتج عنه موجة تجديد داخل المجتمعات الريفية.
قرية دي سياكا الإيطالية
كيف كان طريق الرحلة حتى تملّك القرية؟
الطريق لم يكن سهلًا على الإطلاق، وشعر «دي سياكا» بسذاجة في تصرفه ببعض الأوقات، وبدأ يستاءل لماذا يزعج نفسه بتلك الخطوة؟!
ولكن رغم ذلك كان «دي سياكا» يشعر بالفخر لأنه يعلم أن ما يقوم به سيُعطي الأمل لكثيرٍ من الأشخاص.
قرية دي سياكا الإيطالية
كيف تملّك دي سياكا القرية الإيطالية؟
القرية كانت في حالة متردية عندما تُركت دول سُكّان طوال 50 عامًا، والأشجار المُتضخمة أصبحت هي الساكن الفعلي لبعض المباني.
أما شراء المباني من المُلاك الأصليين كانت مسألة في غاية الصعوبة؛ فالأرض كانت مملوكة لـ140 شخصًا من 11 عائلة منتشرة في جميع أنحاء العالم.
قانون الملكية الفكرية الإيطالي لا ينقل الإرث للوريث الأكبر فقط، لكن لجميع أبنائه.
«سياكا» تعقّب المالكين، وبدأ التفاوض معهم بشكل فردي، وعرض شراء أراضيهم حسب القيمة السوقية للمنطقة.
«على مدار السنوات الماضية رفض الناس البيع من شخص لآخر، لكن لسبب ما وافقوا جميعًا على البيع لي»، هكذا قال مالك القرية الجديد، والذي رفض الإفصاح عن القيمة الحقيقية لعملية الشراء، والتي تضمنت أعمال تجديد تتوافق مع معايير البناء في تلك المنطقة المُعرّضة للزلازل.
قرية دي سياكا الإيطالية
مدينة أشبح تتحوّل إلى وجهة سياحية
وفي تقرير لـ«CNN»، قال مالك القرية الجديد: «جديّ تشيسيديو وماريتا غادرا القرية مطلع القرن العشرين بحثًا عن مستقبل أفضل، هاجرا إلى اسكتلندا، مخلّفَين وراءهما قريتهما التي باتت طي النسيان منذ نصف قرن، لقد استحالت مكانًا تقطنه الأشباح، وبدأت استعادتها منذ أكثر من 10 سنوات، لقد كانت مهمة صعبة للغاية، لكن ها هي أخيرًا عادت تنبض فيها الحياة مجددًا».
وأكد «دي سياكا» أن الحنين للعودة إلى أرض أجداده، هو ما دفعه للجئ، وبعدما راكم موارده المالية كمحام ومستشار، قرّر دي إعادة إحياء القرية التي هجرتها عائلته، وإنعاش اقتصادها المحلي.
قرية دي سياكا الإيطالية
القرية في السابق
وكشف التقرير عن شكل القرية في السابق، والتي كانت مجموعة من المساكن الحجرية المتداعية للمزارعين، وحظائر، وغرف تخزين من دون نوافذ أبوابها متصدعة، وسلالمها متزعزعة. لكنها تتميّز اليوم بمبانٍ طُليت بألوان الباستيل الهادئة بعدما أعيد تصميمها بدقة، وتتمتّع بمسار بانورامي دائري يطل على التلال الخضراء.
وتحوي القرية مطعمَ نبيذ، وقاعة مؤتمرات، ومكتبة، وجناحين لاستقبال الضيوف التواقين إلى اختبار الحياة الريفية المنقطعة عن العالم. وتنمو في هذه القرية كروم عنب ماتورانو، وهو نوع نادر تمّت استعادته.
قرية دي سياكا الإيطالية