طيلة الآونة الأخيرة الماضية، شهدت أسواق الذهب في مصر، حالة من التذبذب الغير مسبوق في الأسعار؛ ما بين ارتفاع وانخفاض متتالي في أوقات قصيرة، وذلك نتيجة مجموعة من العوامل المتعددة لعل من أبرزها اندلاع الحرب بين دولتي روسيا وأوكرانيا أواخر فبراير الماضي، وارتفاع أسعار الدولار بين الحين والآخر ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب عالميا.
أسباب ارتفاع أسعار الذهب الفترة الماضية
وارتفعت أسعار الذهب خلال الفترة الماضية منذ اندلاع الحرب بين أوكرانيا وروسيا لمستويات غير مسبوقة، لما تلعبه روسيا من دور مهم في أسواق الذهب و كونها ثاني أكبر الدول المنتجة للذهب في العالم بمقدار وصل لـ 330.9 طن في 2021، وسجل الذهب عيار 21 الأكثر تداولا في عمليات البيع والشراء بحسب تجار الصاغة نحو 1250 جنيها، لتوثر هذه الارتفاعات مع مرور الوقت إلى خلق حالة من الركود في أسواق الذهب وعزوف المواطنين عن شراء المشغولات الذهبية بمختلف أنواعها.
"الإقبال على البيع والشراء دلوقتي ضعيف أوى"، يقول شريف كامل، صاحب إحدى محلات الذهب بشارع الصاغة بمنطقة الدقي بالجيزة، وذلك نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها العديد من دول العالم منها مصر، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار الذهب بشكل غير مسبوق: "في منتجات ذهب شغالة ومنتجات تانيه عشان أوزانها ثقيلة"، يقول شريف.
منذ سنوات طويلة يعمل شريف صاحب الـ36 عاما في تجارة الذهب، اكتسب على مدار هذه السنوات خبرة كافية تمكنه من معرفة الفرق بين أنواع المشغولات الذهبية والأكثر منهم إقبالا في سوق الذهب وعقد مقارنة بينهما يقول: "صاحب محل الذهب لازم يعرف أي المنتجات اللي عليها إقبال عشان يكثف منها"، موضحا أن الفترة الحالية فرضت على تجار الذهب مجموعة من الأمور منها تخفيف الأوزان في المشغولات وتصنيع أشكال أخرى مثل الأحرف الذهبية لتلبية احتياجات المواطنين: "الشاب لما يجي عاوز شبكة من كذا حاجة مش حاجتين".
وأضاف شريف أن بعض المشغولات الذهبية في السابق كان يتعدى وزنها الـ10 جرام، وهو ما كان يعتبر أمر طبيعي في أوقات استقرار الأسعار، لكن نظرا للارتفاع وقلة الإقبال تغير ذلك لتضطر الشركات تخفيف الأوزان بناء على رغبة المواطنين.
"في الأول كان بيع لكن دلوقتي السوق في حالة ركود"، يقول عادل عريان تجار محل ذهب آخر بشارع الصاغة بمنطقة الدقي، يتذكر عادل الإقبال الكثيف من المواطنين على الشراء قبل التغيرات المتكررة في الأسعار وخصوصا قبل المواسم والأعياد المختلفة، وتحديد قبل عيد الأم وعيد الفطر والأضحى لما تشهده هذه الفترات من الكثير من حفلات الزفاف والارتباط.
وتابع عريان، وذلك نظرا للفترة الصعبة التي يمر بها قطاع الذهب في مصر والعالم، مما أدى إلى خلق من الركود: "في منتجات شركات كبيرة كانت الأكثر مبيعات دلوقتي عادي"، وذلك لما كانت تمتاز به تلك المنتجات من إمكانية بيعها بكامل وزنها "بالفصوص"، مما يجعلها الأكثر إقبالا على الرغم من ارتفاع مصنعية المنتجات.
ويعتبر المعدن الأصفر من بين كل المعادن الثمينة، هو الأكثر شعبية كاستثمار، حيث يقوم المستثمرون بشراء الذهب لتنويع المخاطر التجارية، بحسب ما يقوله الخبراء ويؤكده عادل عريان الذي يعمل في تجارة الذهب منذ 35 عاما، وذلك لتحقيق عائد بعد الادخار وارتفاع الأسعار: "الأسعار كل لحظة في زيادة استثمار كويس".
وارتفع طلب المصريين على المشغولات الذهبية في 2021 بنسبة 42% ليسجل 27.9 طن مقارنة بـ 19.7 طن في 2020، وذلك وفقا لتقرير مجلس الذهب العالمي، وهو ما يعادل نحو 1.6 مليار دولار دون احتساب المصنعية.
وأشار التقرير إلى أنه زيادة استهلاك مصر من بنسبة 39% العام الماضي على أساس سنوي، ليصل إلى 30.3 طن، مقارنة بـ21.9 طن في 2020، وهو ما يراه عادل عريان استهلاك طبيعي في ظل الزيادة السكانية، وإقبال كل فئات المواطنين على الشراء يقول: "الذهب الذهب تحول من سلعة تكميلية إلى سلعة استثمارية".