قال مارك كارني، الرئيس التنفيذي لتحالف جلاسجو المالي GFANZ والمبعوث الخاص للأمم المتحدة للعمل المناخي والتمويل، إنه يضع 130 تريليون دولار لتمويل العمل المناخي في الدول النامية والأسواق الناشئة.
وأوضح أن التحالف يضع نصب عينيه أهمية التحول من التعهدات إلى التنفيذ، وهو الأمر الذي تضعه رئاسة مصر لمؤتمر الأطراف 27 في مقدمة أولويات المؤتمر.
وأضاف أن التحالف على استعداد لتمويل البرامج الوطنية الطموحة في الدول النامية مثل المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء “نُوَفِّي” في مصر، كما يشجع التحالف على الارتقاء بمستوى استثمارات القطاع الخاص في مثل هذه البرامج الوطنية.
جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للمنتدى في دورته الثانية واجتماع وزراء المالية والبيئة والأفارقة، برعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضح كارني أنه يتوجب على الجميع أن يعرف ما ينبغي فعله للوصول إلى عالم مستدام قادر على الصمود في مواجهة أزمة المناخ.
كما أكد أهمية مناقشة ملف المناخ في قارة إفريقيا التي تسهم دولها مجتمعة بالنسبة الأضعف من الانبعاثات الكربونية وهي 3% فقط، بينما تتصدر القارة المناطق التي تعاني من أسوأ آثار التغير المناخي.
وأشار إلى أن إفريقيا لديها فرص واعدة للاستثمار في العمل المناخي، مشيدا في هذا الصدد باهتمام مصر بتنظيم المنتدى وغيره من الفعاليات العامة التي توحد الصف الإفريقي وتعزز التعاون بين دول القارة ومنظماتها وبنوكها مع إشراك شركاء التنمية الدوليين من أجل التحول إلى اقتصاد أخضر قادر على الصمود.
ونوه بـ”الإصلاحات الاقتصادية المؤثرة التي تنفذها مصر” كنموذج للعمل الذي تقوم به الدول الإفريقية لتحقيق التنمية، موضحاً أن هذا التنمية يجب أن تتماشى مع العمل المناخي الذي يحتاج لتمويل ضخم يتطلب بالضرورة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مع إفساح المجال لمزيد من التعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية وبنوك التنمية من أجل تعزيز القدرة على حشد رؤوس الأموال للعمل المناخي.
وأكد كارني أنه يتعين على الحكومات إبراز الفرص الاستثمارية الضخمة في مختلف أوجه العمل المناخي، مشيرًا إلى أسواق الكربون كآلية من شأنها تعزيز تمويل العمل المناخي من أجل الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري.
وأوضح أن تحالف GFANZ شارك مؤخراً فيما يسمى بشبكة GFANZ Africa للعمل مع الشركاء الأفارقة لتمويل مشروعات المناخ في القارة، والتي نتجت عن المنتدى الإقليمي الإفريقي الذي عقد الشهر الماضي بمقر الاتحاد الإفريقي.
وشدد كارني على أن الاستدامة لا تعني التخفيف من آثار التغير المناخي فقط، مؤكدا أنه لا توجد استدامة دون تكيف مع هذه الظاهرة، وهذا ما يسعى التحالف إلى تنفيذه واضعا تمويل المشروعات في إفريقيا في مقدمة أهدافه.
وشهدت الجلسة الافتتاحية حضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، والسفير سامح شكري، وزير الخارجية، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء، الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والدكتور محمد معيط وزير المالية، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والسيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.
كما شهد الافتتاح حضور دولي رفيع المستوي، ومن بين الحضور: أمينة ج.محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، ومارك كارني، المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بالعمل والتمويل المناخي، وجون كيري، المبعوث الأمريكي للمناخ، وأوديل رينو باسو، رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والدكتورة خالدة بوزارة الأمين العام المساعد لبرنامج الامم المتحدة الانمائي ومديرة المكتب الإقليمي للدول العربية، والدكتور بندكت أوراما، رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد.