شهدت شركة "غازبروم" الروسية العملاقة للغاز الطبيعي ارتفاعًا في سعر أسهمها في بورصة موسكو بأكثر من 30 في المائة اليوم الأربعاء بعد إعلانها أنها ستدفع أرباحًا مؤقتة للمرة الأولى على الإطلاق بقيمة 1.2 تريليون روبل (أي ما يعادل 19.6 مليار دولار) خلال النصف الأول من العام الجاري.
وذكرت شبكة البلقان الإخبارية المتخصصة في شئون أوروبا الشرقية وأوراسيا أن (غازبروم) وإمداداتها من الغاز الأوروبية كانت على خط المواجهة في الحرب الاقتصادية الروسية مع الغرب منذ بداية الغزو العسكري لأوكرانيا في فبراير الماضي.
وفي ظل تداعيات الهجمات العسكرية الروسية خلال الربع الثاني من العام الحالي، تلا ذلك سلسلة من عمليات إلغاء توزيعات الأرباح من أكبر الشركات الكبرى في روسيا، حيث ألحق عملاق الغاز (غازبروم) الضرر الأكبر بالمستثمرين المحليين، حيث كانت الشركة تدفع ثمانية روبل للسهم الواحد على مدار سنوات، إلا أنه خلال العامين الماضيين زادت هذه الأرباح إلى 50 في المئة من الأرباح السخية على الطلبات الحكومية، وهو ما أدى إلى تحويل ملفها الاستثماري وجعلها محبوبًا للمستثمرين.
وكان أداء الاقتصاد الروسي أفضل بكثير مما كان متوقعًا في ظل العقوبات الغربية، وظلت أرباح الشركات تتمتع بالمرونة خلال الربع الثاني من العام الحالي. وعلى الرغم من العقوبات العالمية على روسيا، ارتفعت أسعار الغاز عشرة أضعاف أكثر من توقعات مساهمي (غازبروم) العاديين توزيعات أرباح ضخمة. وأنفقت أوروبا حوالي 29 مليار دولار على الغاز خلال النصف الأول من العام الجاري، لذا فإن قرار (غازبروم) بإلغاء توزيعات الأرباح جاء بمثابة خيبة أمل مريرة.
وفي تحدي واضح، تراجعت شركة غازبروم عن سحب أرباحها السابقة وقررت دفع 51 روبل روسي لكل سهم مقابل النصف الأول من عام 2022 في أول دفعة مؤقتة مسجلة لها.
وأكد المدير المالي لشركة (غازبروم) فاميل صاديجوف أن المدفوعات سوف تتوافق مع نسبة 50 في المئة المطلوبة من الحكومة من صافي الدخل المعدل بموجب المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية للمؤسسات المملوكة للدولة، وأن الإدارة تعتزم التمسك بسياسة توزيع الأرباح بتلك الطريقة في المستقبل.
جدير بالذكر أن أسهم (غازبروم) بدأت في الارتفاع قبل الإعلان الرسمي عن الدفع المؤقت لتوزيعات الأرباح، حيث ارتفعت بنسبة ستة في المئة في أواخر الشهر الجاري، نتيجة تداول داخلي واضح قبل قفزة متوقعة في سعر السهم، على حد قول المحللين.