اتخذت البرازيل عدة خطوات من شأنها المساعدة في جذب استثمارات بملايين الدولارات لصناعة كرة القدم في البرازيل، والتي تشتهر بأنها أكبر مصدر للاعبي كرة القدم في العالم.
وأقر الكونجرس البرازيلي، أغسطس الماضي، مشروع قانون يشجع على إنشاء شركات مساهمة لكرة القدم تسمح بدخول مستثمرين أجانب، كما أبرمت أكبر الأندية البرازيلية مايو الماضي اتفاقًا لإنشاء دوري لكرة القدم على غرار الدوري الإنجليزي الممتاز والذي سيجلب أموالًا عن طريق بيع حقوق البث التلفزيوني وعقود التسويق.
وكشفت مصادر لوكالة «رويترز» عن أكبر صفقة لدخول استثمارات أجنبية في الأندية البرازيلية حاليًا هي صفقة الاستحواذ على حصة بنسبة 51% على نادي أتليتيكو مينيرو، والتقى مسؤولو النادي بعشرات المستثمرين، ويمكن للصفقة أن تجلب 200 مليون دولار.
وتأتي هذه الأنباء في ظل توقعات من جيلهيرمي أفيلا، الشريك المصرفي المؤسس في شركة الوساطة البرازيلية XP أن تصبح 10 أندية برازيلية لكرة القدم مملوكة حاليًا للمشجعين، على الأقل شركات مملوكة للمستثمرين خلال العامين المقبلين، وفي ديسمبر الماضي اشترى لاعب ريال مدريد السابق البرازيلي رونالدو نادي الدرجة الثانية كروزيرو.
واشترى جون تيكستور، رجل الأعمال الرقمية المقيم في فلوريدا، يناير الماضي، نادي "بوتافوغو"، وهو نادٍ آخر في ريو دي جانيرو مقابل 330 مليون دولار، وتبعه في فبراير الماضي إعلان شركة 777 Partners توقيع مذكرة تفاهم للاستحواذ على حصة في نادي "فاسكو دي غاما (Vasco da Gama) بحوالي 330 مليون دولار متضمنة الديون، وفقاً لبيان رسمي صدر عن الجانبين.
عوائد حقوق البث الحصرية
اشترت شبكة TV Globo البرازيلية حقوق البث الحصرية من الأندية حتى عام 2024 لبطولة كرة القدم الوطنية والعديد من البطولات الإقليمية، ومن الآن فصاعدًا، ستقسم الدوريات الحقوق - كما تفعل بطولات الدوري في إنكلترا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا - إلى حزم قد تتنافس عليها مجموعات مختلفة، بما في ذلك Globo وكذلك شركات الإعلام المحلية والدولية الأخرى التي تبدي اهتمامًا.
وخلال العام الماضي تلقت الأندية في الدرجة الأولى البرازيلية نحو 687 مليون دولار من حقوق البث، معظمها من Globo مع جزء من Amazon Prime.
وتخطط الأندية البرازيلية لإطلاق دوري جديد باسم Libra مكون حتى الآن من 13 ناديًا بما في ذلك أندية فلامنجو وكورينثيانز وبالميراس وساو باولو وسانتوس، وتجرى المباحثات مع 25 فريقًا للانضمام إليه.
وقال أليساندرو فاركوه ، المصرفي الرياضي والإعلامي في BTG، الذي يقدم المشورة للدوري الجديد "قد يغير الدوري كرة القدم البرازيلية تمامًا"، مضيفا أن التفاوض المهني على الحقوق قد يزيد بشكل كبير من عائدات الأندية.
وتحصل الأندية البرازيلية على 1% فقط من عائداتها من حقوق البث الدولي، بينما تحصل الأندية الإنكليزية على 48% والدوري الإسباني على 44%، وتوقع محللو XP، في تقرير صدر في يونيو حول تجارة كرة القدم أن تجني الأندية البرازيلية 39 مليون دولار من حقوق البث الدولية في العام الأول، لكنها لا تزال تمثل أقل من 5% من إجمالي إيراداتها.
وأوضح فرانسيسكو كليمنتي، مدير الرياضة والإعلام في شركة KPMG للأبحاث، أن يقود السيناريو الجديد كرة القدم البرازيلية إلى إيرادات سنوية قد تبلغ 5 مليارات دولار، مقابل 1.3 مليار دولار العام الماضي.