الركود يضرب المشغولات الذهبية والعلامات الشهيرة الأكثر تضرراً


الاثنين 22 اغسطس 2022 | 11:19 صباحاً
سعر الذهب بدون مصنعية
سعر الذهب بدون مصنعية
محمود عبد الرحمن

شهدت أسواق الذهب، حالة من التذبذب غير المسبوق منذ مطلع العام الحالي 2022، وارتفع عيار 21 الأكثر تداولاً إلى نحو 1250 جنيها، لتؤثر هذه الارتفاعات على حركة البيع والشراء وتخلق معها حالة من الركود في أسواق الذهب، وقد أدت إلى عزوف المواطنين عن شراء المشغولات الذهبية بمختلف أنواعها.

"الإقبال على البيع والشراء دلوقتي ضعيف أوى"، بهذه الجملة الصادمة استقبلنا شريف كامل، صاحب إحدى محلات الذهب بشارع الصاغة بمنطقة الدقي بالجيزة، معبراً عمّا وصلت إليه السوق في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها العديد من دول العالم، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار الذهب بشكل غير مسبوق قائلاً: "في منتجات ذهب شغالة ومنتجات تانية واقفة خالص عشان أوزانها تقيلة".

منذ سنوات طويلة يعمل شريف صاحب الـ36 عاما في تجارة الذهب، اكتسب على مدار هذه السنوات خبرة كافية تمكنه من معرفة الفرق بين أنواع المشغولات الذهبية وأكثرها رواجاً وطلباً من المشترين، موضحاً أن الفترة الحالية فرضت على تجار الذهب مجموعة من الأمور منها تخفيف الأوزان في المشغولات وتصنيع أشكال أخرى مثل الأحرف الذهبية لتلبية احتياجات المواطنين قائلاً: "الشاب لما يجي عاوز شبكة من كذا حاجة مش حاجتين والميزانية محدودة".

وأضاف شريف أن بعض المشغولات الذهبية في السابق كان يتعدى وزنها 10 جرامات، وهو ما كان يعتبر أمر طبيعي في أوقات استقرار الأسعار، لكن نظرا للارتفاعات الأخيرة وقلة الإقبال تغيرت تلك الأوزان لتضطر الشركات إلى تخفيف الأوزان بناء على رغبة المواطنين، وبالتالي انخفض الطلب أيضاً على العلامات الشهيرة نظراً لارتفاع أسعارها.

وأما عادل عريان تاجر الذهب بأحد محلات الصاغة في الدقى، فيقول : "في الأول كان بيع لكن دلوقتي السوق في حالة ركود"، ويفتقد عادل الإقبال الكثيف من المواطنين على الشراء قبل التغيرات المتكررة في الأسعار وخصوصا قبل المواسم والأعياد المختلفة، وتحديداً قبل عيد الأم وعيد الفطر والأضحى لما تشهده هذه الفترات من حفلات زفاف وارتباط.

وتابع عريان، أن الركود الحالي يأتي نظراً للفترة الصعبة التي يمر بها قطاع الذهب في مصر والعالم، قائلاً : "في منتجات شركات كبيرة كانت الأكثر مبيعا دلوقتي مش بتبيع"، وذلك لما كانت تمتاز به تلك المنتجات من إمكانية إعادة بيعها بكامل وزنها "بالفصوص"، مما يجعلها الأكثر إقبالا على الرغم من ارتفاع مصنعيتها.

ويعتبر المعدن الأصفر من بين كل المعادن الثمينة، هو الأكثر شعبية لقوة احتفاظها بالقيمة، حيث يقوم المستثمرون بشراء الذهب لتنويع المخاطر التجارية، بحسب ما يقوله الخبراء ويؤكده عادل عريان الذي يعمل في تجارة الذهب منذ 35 عاما، وذلك لتحقيق عائد بعد الادخار وارتفاع الأسعار.

وارتفع طلب المصريون على المشغولات الذهبية في 2021 بنسبة 42% ليسجل 27.9 طن مقارنة بـ 19.7 طن في 2020، وذلك وفقا لتقرير مجلس الذهب العالمي، وهو ما يعادل نحو 1.6 مليار دولار دون احتساب المصنعية.

وأشار التقرير إلى زيادة استهلاك مصر بنسبة 39% العام الماضي على أساس سنوي، ليصل إلى 30.3 طن، مقارنة بـ 21.9 طن في 2020، وهو ما يراه عادل عريان استهلاك طبيعي في ظل الزيادة السكانية، وإقبال كل فئات المواطنين على الشراء يقول: "الذهب الذهب تحول من سلعة تكميلية إلى سلعة استثمارية".