صباح الاثنين الماضي، تلقى محمد هشام الطالب بالثانوي التجاري، اتصالا هاتفيا من منسق السنتر التعليمي الذي كان يتلقى فيه دروسه الخاصة، يخبره المتصل ببدء الحجز في الدورات التأهيلية لمعادلة الالتحاق بكلية التجارة، مقابل 4 آلاف جنيه شاملة الإقامة والسفر إلى جامعة أسيوط إحدى الجامعات التي يتم فيها إجراء المعادلة لطلاب الوجه القبلي "قال العدد محدود والدورة دي تخليك ضامن أنك تنجح في المعادلة"، يقولها محمد.
التعليم الفني
"أنا دخلت تجارة عشان دروس الثانوية العامة غالية"، يستكمل محمد المقيم في إحدى مراكز محافظة قنا، وهو السبب الذي دفعه قبل ثلاث سنوات، باتخاذ قراره بالتخلي عن الالتحاق بالثانوية العامة والدخول إلى الثانوي التجاري على الرغم من حصوله على مجموع في الشهادة الإعدادية يمكنه من الالتحاق بالثانوية العامة، كنوع من التخفيف على والده الذي يعمل نجار ويعول أسرة مكونة من خمس أفراد "التعليم الفني أسهل ومش محتاج مصاريف كتير"، بجانب إمكانية التحاقه بكلية التجارة عن طريق المعادلة ولكن حالة حصوله على مجموع عال يتخطى الـ70% في الثانوي التجاري.
التعليم الفني
"أنا نفسي أدخل كلية بس فلوس المعادلة كتير"، يستكمل محمد الذي حصل على مجموع 87% في الثانوي التجاري ووجد نفسه مجبر عقب اتصال ادارة السنتر على الحجز في الدورات التأهيلية للمعادلة لضمان تحقيق حلم الالتحاق بالكلية وعدم الاكتفاء بشهادة الدبلوم "معرفش المعادلة بتكون عبارة عن إيه"، لذا ليس أمامه سوى الحجز في الدورات خوفا من فشله وعدم الالتحاق بالكلية.
نفس ما حدث ما مع محمد هشام حدث مع الطالبة هاجر إبراهيم، التي تفوقت وحصلت على مجموع 89% في الثانوية الفني التجاري، بعدما أخبرها أحد المدرسين بضرورة الحجز في الدورة التدريبية المؤهلة للمعادلة: "مجموعي عالي وبردوا مطلوب مني اعمل معادلة"، تتساءل الفتاة لماذا لا يتم معاملة طلاب التعليم الفني مثل غيرهم من طلاب الثانوية العامة الذين يتمكنوا من الالتحاق بكليات التجارة بمجموع أقل من التي حصلت عليه دون إجراء معادلة "في طلاب بتدخل تجارة بـ75% وأنا عشان تعليم فني لازم معادلة"، وهو ما يحملها تكاليف إضافية واستغلال من أصحاب السناتر التعليمة التي وصلت دورات التأهيل للمعادلة لديهم إلى أزيد من 3 آلاف جنيه "قولت بلاش المعادلة بس مش عارفه نظام الامتحان بالمعادلة إيه"، تقولها الفتاة لذا هي مجبرة بحجزها مثلها مثل محمد هشام.
التعليم الفني
"مرعوبة بسبب المعادلة ممكن أخسر حلمي أني أبقى طالبة جامعية"، تستكمل هاجر التي تقيم في إحدى المناطق ببولاق، تخشى الفتاة عدم تمكنها لأي الأسباب من النجاح في المعادلة التي تفصلها عن الالتحاق بكلية التجارة بعدما عانت طوال الثلاث سنوات الماضية خلالها درستها الثانوي التجاري بدراسة نفس المواد التي يدرسها الطلاب في كليات التجارة: "الدراسة زي كأننا في الكلية بالضبط"، وذلك بعدما قارنت تلك المواد مع مواد أحد أقاربها الذي يدرس في الكلية: "ممكن يحصل ليا أي ظرف في المعادلة يعني كدة الحلم ضاع".
"كنت عارف اني لازم اعمل معادلة بس الفلوس غالية"، يقولها أحمد عبدالرحيم أحد الطلاب الذي قام بالحجز هو وعدد من زملائه في أحد السناتر التعليمية بمحافظة سوهاج لحضور الدورات التدريبية التي تمكنها من الاستعداد للمعادلة يقول "الفلوس غالية جدا بس مفيش حل تاني"، موضحا أن السنتر أخبرهم دفع كل واحدا منهم 3 آلاف ونصف مقابل تدريبهم على امتحان المعادلة مع نقلهم إلى الجامعة المخصصة لهم "المفروض أحنا في كلية التجارة جامعة أسيوط".
التعليم الفني
"المعادلة" هي مسابقة يتم الإعلان عنها من قبل المجلس الأعلى للجامعات كل عام، من خلالها يتمكن الطلاب الحاصلين على الدبلومات الفنية الالتحاق بعدد من الكليات الحكومية منها التجارة والحقوق والزراعة والهندسة بعد اجتياز المسابقة والنجاح فيها يقول أحمد "أنا دخلت تعليم فني عشان أدخل كلية"، وذلك لعدم لسوء ظروفه المادية التي لم تمكنه من الالتحاق بالثانوية العامة على الرغم من حصوله على مجموعها.
وقال مصدر مسؤول بالمجلس الأعلى للجامعات، إن رسوم المعادلة للالتحاق بالكليات هي 500 جنيه فقط لا غير، وأن هذه الأموال التي يتم دفعها من قبل الطلاب للمراكز التعليمية مبالغ فيها واستغلال من أصحاب تلك السناتر للطلاب، موضحا أن المجلس الأعلى ليس له علاقة بتلك الأموال: "المدرس أو السنتر عارف أن الطالب نفسه يدخل كلية فيقول أي أسعار".
وتابع المصدر أن القائمين على هذه السناتر التعليمية يلعبون على احتياج هؤلاء الطلاب بالالتحاق بالجامعة لذا يتم الاستغلال: "السنتر مش هيعمل حاجة للطالب ومش هو السبب في دخول الكلية"، مضيفا أن الكليات تقوم بطرح المواد التعليمية المقرر للطلاب الامتحان فيها في المعادلة: "الطالب لو نزل المواد دي وذاكر هينجح في المعادلة ويمنع أن حد يستغله".
تابعوا آخر أخبار العقارية على Google News
