مازال الاقتصاد الألماني في طريق طويل من المعاناة التي ستؤثر على أدائه خلال الفترة المقبلة، إذ أظهرت دراسة أجراها المعهد الألماني للبحوث الاقتصادية «آي دابليو» أن ألمانيا ينقصها أكثر من نصف مليون عامل ماهر.
وكشف المعهد، في كولونيا، أن النقص كبير بشكل خاص في قطاع العمل الاجتماعي والتعليم والرعاية والحرف وتكنولوجيا المعلومات، ووفقا للدراسة، بلغ نقص الأيدي العاملة الماهرة في المتوسط خلال مدة 12 شهرا من يوليو 2021 إلى يوليو 2022 حوالي 540 ألف عامل ماهر في جميع القطاعات.
وتشهد ألمانيا أكبر فجوة في العمل الاجتماعي، إذ لا يوجد عاطلين عن العمل مؤهلين بشكل مناسب لشغل ما يقرب من 20 ألفا و600 وظيفة شاغرة، وهو رقم قياسي جديد يتم تسجيله في هذا القطاع، وأشارت الدراسة إلى أن الفجوة بالنسبة للقطاع التعليمي كبيرة بالمثل، وتبلغ في قطاع رعاية المسنين أكثر من 18 ألف وظيفة شاغرة.
ووفقا للبيانات، هناك فجوة تقدر إجمالا بـ 87 ألف عامل ماهر في المهن الحرفية، خاصة في مجال إلكترونيات البناء وتكنولوجيا الصرف الصحي والتدفئة وتكييف الهواء، إلى جانب فنيي السيارات والسائقين المحترفين، وأشار المعهد إلى أن نقص العمالة الماهرة في قطاع تكنولوجيا المعلومات وصل إلى مستوى قياسي جديد بلغ حوالي 90% من الوظائف الشاغرة في هذا القطاع.
وأعلن المعهد الألماني لأبحاث سوق العمل والتوظيف «أي إيه بي»، في وقت سابق، أن عدد الوظائف الشاغرة في سوق العمل الألماني وصل إلى مستوى قياسي غير معهود، موضحا أن عدد هذه الوظائف الشاغرة بلغ 1.93 مليون وظيفة في الربع الثاني من هذا العام، لافتا إلى أن هذا العدد ارتفع بنسبة 11% مقارنة بما كان عليه في الربع الأول من نفس العام.