صحيفة: الأزمة الروسية الأوكرانية تترك أصداءً عديدة في منطقة البلقان


الاثنين 01 اغسطس 2022 | 12:32 مساءً
حرب روسيا واوكرانيا
حرب روسيا واوكرانيا
أ ش أ

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم /الإثنين/ أن الأزمة العسكرية بين روسيا وأوكرانيا خلفت أصداءً عديدة في منطقة البلقان، بخلاف العالم برمته، فبعد شهرين من بداية العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، سعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تبرير هجماته هناك بالإشارة إلى غرب البلقان! .

وقالت الصحيفة (في معرض تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي في هذا الشأن) إن بوتين أشار، في لقاء أجراه مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلى إرث تدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو" في يوجوسلافيا السابقة عام 1999، وشن حملة استهدفت أهدافًا في منطقة شاسعة كانت تضم صربيا والجبل الأسود في محاولة لوقف هجوم صربيا ضد ألبان كوسوفو الذين كانوا يُقاتلون من أجل الحكم الذاتي، بينما أدت الحرب القصيرة وعملية حفظ السلام اللاحقة إلى ظهور دولة كوسوفو المستقلة.

وخلال اللقاء، زعم بوتين، حسبما أبرزت الصحيفة، أن تصرفات التحالف الغربي آنذاك لم تكن مختلفة عما سعت قواته إلى القيام به حاليًا في محاولة لضمان استقلال الكيانين الانفصاليين الموالين للكرملين في منطقة شرق أوكرانية المعروفة باسم اقليم دونباس، وقال بوتين لجوتيريش:" اعترفت دول كثيرة في الغرب بكوسوفو كدولة مستقلة. ونحن فعلنا الشيء نفسه فيما يتعلق بجمهوريات دونباس".

تعليقًا على ذلك، أكدت "واشنطن بوست": أن هناك الكثير من الأسباب تدعو لدحض مثل هذه المقارنة، من بين ذلك أن روسيا نفسها ما زالت لا تعترف باستقلال كوسوفو وشجبت بشدة حرب الناتو ضد صربيا..مع الاشارة إلى أنه رغم تسبب الضربات الجوية للناتو في اسقاط ضحايا من المدنيين الصرب، إلا أنها ساعدت في الوقت نفسه في درء المزيد من جولات التطهير العرقي العنيف في البلقان واستقرار الأزمة التي شهدت بالفعل مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف.

وبعيدًا عن هذه المقارنة، اعتبرت رئيسة كوسوفو فيوزا عثماني أن انتصار مقاتلي كوسوفو على نظام الرئيس الصربي آنذاك سلوبودان ميلوسوفيتش، والذي مكّنه حلف شمال الأطلسي، جزءًا من نضال أوسع من أجل حقوق الإنسان وسيادة القانون والمبادئ الديمقراطية، وقالت عثماني خلال مقابلة أجرتها مع الواشنطن بوست:" قبل ثلاثة وعشرين عامًا كانت هذه القيم على المحك في كوسوفو وخارجها..ولكن بعد ثلاثة وعشرين عامًا، لا يزال الوضع هو نفسه وأصبحت هذه القيم على المحك في أوكرانيا".

وكانت عثماني في واشنطن الأسبوع الماضي مع رئيس وزراء بلادها ألبين كورتي؛ حيث عقدا اجتماعات مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ووقعا صفقة استثمارية تاريخية مع شركة حكومية أمريكية التزمت بتقديم 237 مليون دولار لتمويل البنية التحتية للطاقة في كوسوفو .

وأكدت "واشنطن بوست" في ختام تقريرها أن صربيا ، بعد كل شيء، تظل حليف تاريخي لروسيا، وعلى حد تعبير عثماني، هي "أرض خصبة" لعمليات نفوذ بوتين. ففي حين أن معظم قادة أوروبا انتهجوا إجراءات عدائية ضد الكرملين، لم يفعل فوتشيتش ذلك ورفض الانضمام إلى عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا. على العكس من ذلك، قام بالتوقيع على صفقة غاز مربحة مع موسكو في

وقت سابق من هذا الصيف حتى في الوقت الذي تحاول فيه بقية القارة إبعاد نفسها عن صادرات الطاقة الروسية. وبما أن حكمه القومي أدى إلى تآكل الديمقراطية الصربية وتزايد المخاوف بشأن حرية الصحافة، فقد سمح فوتشيتش أيضًا لأجهزة الدعاية الحكومية الروسية بالبقاء في صربيا والاستمرار في دورها في تأجيج الاستقطاب في المنطقة. وأشار تقرير حديث صدر عن مجموعة الأزمات الدولية إلى أن " قادة المنطقة يؤججون النيران بخطابات مثيرة للانقسام، في محاولة لصرف الانتباه عن الاقتصادات الراكدة وتدني مستويات المعيشة والفساد والمحسوبية".