لجأت العديد من الشركات الأميركية الكبرى، إلى تسريح الآلاف من الموظفين، حتى هذا الصيف، وسط مخاوف من أن يؤدي التضخم المرتفع إلى دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود.
وكشفت الرئيسة التنفيذية لشركة Vimeo، أنجالي سود، عبر LinkedIn أن شركة الفيديو عبر الإنترنت تخفض 6% من قوتها العاملة «للخروج من هذا الانكماش الاقتصادي».
وسرّحت شركة Olive الناشئة في مجال البرمجيات الصحية الآلية في أوهايو 450 موظفًا، أي ما يقارب من 35% من الشركة، واعترف الرئيس التنفيذي شون لاين أن التزام الشركة "بالتصرف على وجه السرعة" أدّى إلى موجة من التوظيف ثبت أنها أكثر من اللازم، مما دفعه إلى "إعادة التفكير في هذا النهج".
وتوجهت منصة التداول للعملات المشفرة Gemini إلى تسريح نحو 68 موظفًا، أو 7% من موظفيها، بعد أقل من شهرين من تخليها عن 10% من قوتها العاملة، وفقًا لـموقع TechCrunch.
وذكرت شركة تداول الرموز غير القابلة للاستبدال OpenSea، مقرها نيويورك، في تغريدة، أنها سرّحت 20% من موظفيها بسبب المخاوف من "عدم استقرار الاقتصاد الكلي الواسع" مع احتمال "الانكماش المطول".
بينما أعلن موقع TechCrunch أن الشركة الناشئة ChowNow لطلبات الطعام عبر الإنترنت قد سرّحت 100 شخص، إذ إنها تتراجع عن ميزانية "كبيرة وطموحة" لم تتمكن من تحقيقها وسط مخاوف من أن السوق دون نمو يمكن أن يغذي الركود.
ولجأت Tonal، شركة اللياقة البدنية في المنزل، إلى تخفيض 35% من قوتها العاملة للتكيّف مع تضاؤل الطلب الاستهلاكي، متخلية عن 750 موظفًا.
ونشرت رويترز أن Tesla سرّحت 229 موظفًا، من قسم القيادة الذاتية، وأغلقت مكتبها في سان ماتيو، كاليفورنيا، بعد أسابيع فقط من إرسال الرئيس التنفيذي إيلون ماسك رسالة بريد إلكتروني إلى المديرين التنفيذيين قائلًا لديه "شعور سيئ للغاية" حول الاقتصاد، ويخطط لخفض 10% من القوة العاملة.
ولمواجهة ارتفاع التكاليف، تم التخلي عن نحو 1500 موظف في شركة Gopuff الناشئة للتوصيلات الدولية، (10% من موظفيها) وأُغلقت 76 من مستودعاتها الأميركية، وفقًا لرسالة إلى المستثمرين أبلغت عنها بلومبرغ لأول مرة، مع ابتعاد الشركة عن نموذج "النمو مهما كانت التكاليف".
وصرح الرئيس التنفيذي لشركة LoanDepot لقروض الرهن العقاري في كاليفورنيا، فرانك مارتيل في بيان له عن خطط لتسريح ألفي عامل بحلول نهاية العام، مما رفع تسريحها لعام 2022 إلى 4800 -أكثر من نصف موظفي الشركة البالغ عددهم 8500- وسط تراجع سريع في سوق الإسكان الذي "تقلّص بشكل حاد ومفاجئ".
وكشفت شركة صناعة السيارات الكهربائية Rivian النقاب عن خطط لتسريح 5% من موظفي الشركة البالغ عددهم 14 ألف في الأماكن التي نمت "بسرعة فائقة" خلال جائحة كوفيد-19، ووقف توظيف العمال غير العاملين في المصانع، وفقًا لبريد إلكتروني داخلي من الرئيس التنفيذي آر جي سكارينغ، وفقا لـ«بلومبرج».
وأعلنت شركة Re/Max العقارية عن خطط لتسريح 17% من قوتها العاملة بحلول نهاية العام، بهدف تحقيق 100 مليون دولار من الإيرادات السنوية المتعلقة بالرهن العقاري بحلول عام 2028.
وسرح JPMorgan Chase، أكبر بنك في البلاد، وإعاد تعيين أكثر من ألف موظف من موظفيه البالغ عددهم 274948 موظفًا، مشيرًا إلى ارتفاع الرهن العقاري وزيادة التضخم.
أعلنت شركات العقارات Compass وRedfin عن خطط لتخفيض 10% و 8% من القوى العاملة لديها على التوالي، بعد انخفاض مبيعات المنازل من أبريل إلى مايو بنسبة 3.4%، وفقًا للرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين، وسط مخاوف من أن سوق الإسكان الذي كان ساخنًا من قبل قد هدأ.
وعلم نحو 1100 موظف في شركة Coinbase أنهم سُرّحوا بعد فقدان الوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بعملهم، مما يُمثّل انخفاضًا بنسبة 18% لعدد موظفي شركة التشفير، وهي خطوة وصفها الرئيس التنفيذي براين أرمسترونج بأنها ضرورية «للبقاء بوضع جيد خلال هذا الانكماش الاقتصادي»، وهي علامة تحذير من الركود و"شتاء العملات المشفرة" بعد ازدهار لمدة 10 سنوات.
وأرسل الرئيس التنفيذي لشركة بيع السيارات المستعملة Carvana، إيرني غارسيا الثالث، بريدًا إلكترونيًا إلى 2500 موظف، أي 12% من القوى العاملة في الشركة، لإبلاغهم بأنهم فقدوا وظائفهم، بعد أسبوع واحد من تجميد التوظيف الجديد، إذ تبنت الشركة ما يبدو كأنه ركود وشيك في مبيعات السيارات، وتقريرات سلبية عن "التبذير" في الشركة.
حذّر العديد من الخبراء من أن الولايات المتحدة قد تتجه نحو الركود بعد تقارير تفيد بانكماش الاقتصاد بنسبة 1.6% في الربع الأول من العام.
مخاوف متزايدة بشأن الركود الاقتصادي
جاء إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي في يونيو عن رفع الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، وهو أكبر ارتفاع منذ 28 عامًا، سببًا في إشعال المخاوف من الاضطرابات الاقتصادية والركود.
وتوقّع خبراء الاقتصاد في S&P Global Ratings الشهر الماضي انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.4% بحلول نهاية العام، وهو عكس التوقعات السابقة بنمو بنسبة 2.4%.
أصدر Bank of America تحذيرًا يوم الأربعاء بأن "الزخم الاقتصادي قد تلاشى"، وأن "الركود المعتدل" أصبح ممكنًا بحلول نهاية العام، وفي الوقت نفسه، تستمر الأسهم في الانخفاض مع ارتفاع التضخم.
وكشف آخر تقرير من مكتب إحصاءات العمل عن ارتفاع التضخم بنسبة 9.1٪ ابتداءً من يونيو 2021، إذ شكَّل البنزين، والسكن، والغذاء أكبر الزيادات، وحتى مع تسريح العمال، يظل معدل البطالة منخفضًا، إذ ظل عند 3.6% طيلة الأشهر الأربعة الماضية.
وفي مقابلة مع واشنطن بوست الخميس، قالت نائبة وزير العمل الأميركي جولي سو إنها متفائلة بأن الاقتصاد سينتعش، مشيرة إلى 9 ملايين وظيفة أُنشئت منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه، و372 ألف وظيفة جديدة في يونيو.
بلغ عدد الأشخاص الذين تقدّموا بطلب للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي 244 ألفًا، وهو أعلى معدل منذ ثمانية أشهر، وزيادة بنسبة 3.4% عن 235 ألفًا في الأسبوع السابق، وفقًا لتقرير وزارة العمل الصادر يوم الخميس.