موجة حر عاتية غير مسبوقة، تشعل النيران في أوروبا، وتتسبب في انتشار الحرائق المدمرة في كل مكان في القارة، خصوصا في الجنوب، لتصل إلى 47 درجة مئوية، وتحاول دول البرتغال وفرنسا وإيطاليا واليونان محاربة ألسنة اللهب العنيفة.
تشهد القارة العجوز ارتفاعا في درجات الحرارة يحقق مستويات لم تحدث من قبل بأوروبا، فمثلا في إسبانيا، ومع انتشار موجة حرائق الغابات الخطيرة التي أصبحت تؤثر بشكل كبير على الدولة، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 360 شخصا لقوا حتفهم بالفعل بسبب ارتفاع درجات الحرارة والحرائق، وفقا لصحيفة «الكونفدنثيال» الإسبانية.
حرائق الغابات في إسبانيا
ووفقا للصحيفة، فإن إسبانيا تعاني من موجة حر شديدة تجعل من الصعب السيطرة على حرائق الغابات التي اندلعت منذ الأسبوع الماضي، ولا تزال مستمرة إلى الآن.
وأخليت بعض البلدات الإسبانية، بسبب الحرائق التي وصلت إلى عدة منازل وأحرقتها، وامتدت موجة الحر عمليا إلى شبه الجزيرة بأكملها، من جاليسيا إلى الأندلس، بالإضافة إلى درجات الحرارة المرتفعة للغاية، فقد لعب الجفاف دورا كبيرا في الأزمة المناخية التي تمر بها إسبانيا.
تعاني العديد من المجتمعات من الجفاف الشديد هذا العام، وقال معهد كارلوس الثالث الصحي، التابع لوزارة الصحة الإسبانية، إن عدد الوفيات التي تعزى إلى درجات الحرارة المرتفعة للغاية التي تم تسجيلها من 10 إلى 15 يوليو وصلت إلى 360 حالة.
وأشارت أحدث البيانات التي جمعها نظام المراقبة للوفيات اليومية من جميع الأسباب (MoMo) إلى أن درجة الحرارة الزائدة هي السبب في 123 حالة وفاة في يوم واحد، ويمثل مجتمع مدريد والأندلس وإكستريمادورا وجاليسيا وكاستيلا إي ليون، المجتمعات التي سجلت أكبر عدد من الوفيات.
وكشفت صحيفة «الموندو» الإسبانية أن النيران اشتعلت في المحمية الطبيعية، عبر كانتاجالو (يارايسجو) وسولانا دي إل كوتو، أمام وادي تاجو، وأعرب فرانسيسكو كاستاناريس، رئيس جمعية أصدقاء المحمية وخبير الغابات، عن أسفه للحريق الذى شب في المحمية، قائلا إنه إلى جانب المروحيات تشارك 6 شاحنات و9 نقاط تفتيش و5 جرافات ومنسق إقليمى، واثنان من خبراء البيئة في محاولة للسيطرة على ذلك الحريق ومحاولة إطفائه.
موجة حر شديدة وحرائق في البرتغال
بالنسبة إلى البرتغال، أدت موجة الحر الشديدة والحرائق إلى أكثر من 238 حالة وفاة، إذ تتعرض البلاد بأكملها لخطر الحرائق حيث تصل درجات الحرارة إلى 42 درجة، حتى الآن تم حرق ما بين 12 ألف و15 ألف هكتار بالفعل، وهو رقم أعلى من تلك التي تضررت في عام في عام 2021.
وأوضحت صحيفة «لا بروبينثياس» الإسبانية أنه في فرنسا يواصل رجال الإطفاء عملهم، خاصة في مقاطعة جيروند، حيث اشتعلت النيران فيما يقرب من 10 الاف هكتار من الغابات منذ الثلاثاء، ووفقا للسلطات فإنه لكبح الحرائق، تم نشر أكثر من ألف رجل إطفاء وأجبرت 12 ألف شخص على إجلاء كإجراء احترازي، تصل درجة حرارة المنطقة في نهاية هذا الأسبوع إلى 40 درجة.
حالة الطوارئ الوطنية في بريطانيا
في المملكة المتحدة، أعلنت الحكومة حالة الطوارئ الوطنية لأول مرة بسبب درجات حرارة تصل إلى 40 درجة، وهو ما يكسر الرقم القياسي البالغ 38.7 الذي وصلت إليه البلاد في عام 2019، ونصح عمدة لندن صادق خان، سكانها، عدم استخدام وسائل النقل العام إلا في حالة الضرورة القصوى، وأعلنت بعض المدارس أنها ستبقى مغلقة في جنوب إنجلترا خلال موجة الحر.
اليونان الأكثر تضررا من الحرائق
واليونان هي إحدى الدول الأكثر تضررًا من الحرائق كل صيف، حيث اعتبر رجال الإطفاء حريقًا نشأ في اليوم السابق في جزيرة كريت، مهد الحضارة اليونانية وذات قيمة أثرية كبيرة، ليتم السيطرة عليه.
وأخليت سبع بلدات يونانية، وقال رئيس بلدية مدينة أجيوس فاسيليوس ، يوانيس تاتاراكيس ، إنه على الرغم من اقترابهم من المستوطنات ، لم تتضرر أي منازل، والخطر لم يمر بعد، وخلال هذا الأسبوع فقط ، واجهت خدمات مكافحة الحرائق اليونانية 100 حريق في جنوب البلاد.
وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيساعد البرتغال وإسبانيا وفرنسا وكرواتيا للسيطرة على الحرائق ومكافحتها، وتبرز إيطاليا أيضا على الدول الأوروبية التي تتعرض لخطر ارتفاع درجات الحرارة والحرائق، مع وجود عدد كبير من الحرائق في كل من الشمال والجنوب، وخاصة وأن إيطاليا تعانى من أسوأ موجة جفاف عانت منها منذ 70 عامًا.